لا نزال نندد ولا أحد يسمعنا
فايز الفايز
على الرغم من الروايات الكثيرة فيما يتعلق بقتل أو حرق أو نفي اليهود من دول أوروبا القديمة على يد ملوك الدول الأوروبية آنذاك، فإن اليهود لديهم ميزة يختصون بها، وهي الكذب والخداع والاضطهادية،و يذكر تاريخ أوروبا المتوسط أن كل بلد وطأت أقدام اليهود فيها قد جلبت لهم اللعنات، أكانت للأوروبيين أو لليهود أنفسهم، فكيف أصبحوا قوة داخل تلك الدول؟
المال، ولا أفضل من أن تكون ممسكاً بعصب الاقتصاد، فاليهود كانوا يتعاملون بالربا في كل بلد وصلوه، فالملك إداورد الأول ملك انجلترا هو أول من تنبه لهم، ليصبحوا أهل حظوة في المجتمع الإنجليزي، حيث يقدمون القروض الربوية، وكانت المسيحية آنذاك تُحرّم الربا، ولكن بعد سنوات اتضحت الصورة الأقتم، حيث بات غالبية السكان تحت وطئة الدفع المالي، وهذا ما دفع بالملك إدوارد لطردهم و تبييض صفحات المقترضين، لتتبعه ممالك ودول أخرى في أوروبا.
ولكن عند تفسير ما كان يفعله اليهود الأشكناز، أو أبناء الشتات الغربيين، بتضخيم كل مسألة على أنها كراهية لهم، أو البروغوم المضاد لهم وتحقيرهم بسبب أخلاقهم، نجد أن الدول التي تتباكى اليوم على إسرائيل، وتتزاحم لدعمها كي تبقى ترتكب المجازر الدموية ضد الفلسطينيين بأسلحة محرمّة، نراها نسخة كاذبة تدعم تل أبيب للمزيد من القتل دون أي سبب ولا رمشة عين، وهذا يظهر لنا كيف يرى الغرب أن العرب مسلمين أو مسيحيين هم أقل قيمة من اللاجئين اليهود الذين احتلوا بثيابهم القذرة لفلسطين.
وعندما يبحث المرء عن أسباب أخرى، نجد أن إمبراطوريات المال يتحكم بها اللوبي الصهيوني، فيكفي إسمين من عمالقة المال والأعمال، عائلة روتشيلد الموزعة على رقعة الغرب الأوروبي وفي أمريكا وانجلترا، والتي ناهزت ممتلاكتها بأكثر من خمسمئة تريليون دولار، وتتحكم بالصناديق الدولية المقرضة للدول، والأخرى عائلة روكفلير التي بنت على أرضها مبنى الأمم المتحدة بنيويورك، وهاتان العائلتان لا تزالان تتحكم بمصائر الدول وتخرج كل عام لإعادة تركيب «البزل» لدول الشرق العربي وما حولها.
اليوم نرى كيف انحازت شعوب دول أخرى، بل ودول لا تمت لنا بصلة في قارة أمريكا الجنوبية كمثال للحق العربي في فلسطين وقطعت علاقتها فوراً مع دولة الاحتلال.
هنا تظهر الكراهية للعرب، والانحياز للإجرام الصهيوني، بل تجاوزا العرب أصلاً، فباتت دول كالولايات المتحدة وفرنسا وغيرها تعتقل الكثير من المناهضين لحرب نتنياهو ضد أطفال ونساء غزة، إنهم يتلذذون بلحم الأطفال الذين تحرقهم قذائف طيران تل أبيب، ومن هنا تتشارك أي دولة وقفت مع الكيان الصهيوني في حربها الظالمة وتتساوق معها، وبعد أن تنتهي تلك الحرب، ستجد دول الغرب الاستعماري أن هناك أجيالاً من العرب ستذيقهم ذات النار، وسيأتي اليوم الذي يثأر به من تبقى من أطفال ليكونوا جند الله ضد أولئك المخزيين.
نحن نعلم جيداً أن كثيراً من شعوب أوروبا وأمريكا يقفون إلى جانب الحق، وكثير منهم خرجوا للتظاهر والتنديد، وتم اعتقال العديد منهم، حتى اليهود في أمريكا خرجوا بطوفان من البشر للتنديد، ولكن الأمر المحيّر، أن إسرائيل تتكىء على المساعدات الأمريكية أكان بالأموال أو السلاح الفتاك من طائرات وقنابل محرّمة وبنادق وصواريخ ومعدات عالية الكفاءة لتقتل بها الأطفال، ومع ذلك يخرج علينا دهاقنة الغرب ليسجلوا في سجل الخزيّ توقعيهم على دماء المساكين من عجائز وأطفال ونساء.