مقالات

فلتنتصر الفرص في مواجهة التحديات

كثيرة هي التحديات التي واجهت الدول مؤخراً، لكن.. لماذا تدير دول كثيرة من حولنا ظهرها لكل هذا؟ هي تحترس وتحذر وتتحسب لكنها تعمل وتنمو وتزدهر وتقتنص الفرص.

صحيح هو أن هذا البلد محدود الموارد والامكانات وما أن يفلت من أزمة حتى تداهمه اخرى وهكذا دواليك لكن ذلك لا يعد سببا وجيها للتذرع بضعف الامكانات في معزل عن ادراك حقيقة وجود عجز عن الابتكار وايجاد الحلول، أفلا استدعي لكم نماذج لدول ليس لديها ربع إمكاناتنا، لكنها اليوم تتصدر قائمة البلدان الناجحة.. دول انتهت من حروب دامية ومجاعات وتطهير واقتتال ومذابح، دول مختلفة الأعراق والأجناس والألوان والعصبيات، القت بكل هذا خلف ظهرها وتنبهت للتنمية فذابت الصراعات عندما فتحت أبوابها للاستثمار والعمل والإنتاج.

سنغافورة جزيرة صغيرة في جنوب شرق آسيا، لا موارد طبيعية، أصبحت واحدة من أكثر الدول تطوراً في العالم بفضل نظامها الحكومي وبنية السياسات القائمة فيها غدت أهم الاقتصادات وأكثر المجتمعات نجاحاً على مستوى العالم، الجدارة والكفاءة والاستحقاق، نظام تعليمي، خدمة مدنية فعالية العمل الحكومي، الإنتاجية الوطنية، التنمية المستدامة، التماسك المجتمعي، الحوكمة.

رواندا.. دولة صغيرة أنهكتها الحرب والمذابح..

رواندا التي غرقت لسنوات في مستنقع الحرب التي أتت على كل شيء، لم تلبث أن نفضت غبارها ونهضت من تحت ركامها، لم تخترع العجلة، استفادت من تجارب الآخرين وفي بلد المليون ذبيح ارتفع متوسط دخل الفرد إلى ثلاثين ضعفا عما كان عليه قبل عشرين عاما..

نريد الاردن مركزا سياحيا منفتحا، مركزا تجاريا، نهضة عقارية، مركزا عالميا للاستشفاء ومركزا للتعليم ومثله للتكنولوجيا وللخدمات والنقل برا وبحرا وجوا، مزدهرا صناعيا وزراعيا.

نريده واحة للسلام والوئام والاحترام ونحن نتألم إذ نعرف أن أكثر الجرائم الالكترونية هي الذم والقدح والابتزاز والتحقير والتشهير!

هل هذا ممكن؟ سيقال إن ذلك يحتاج إلى ثروة وسنقول إن الثروة متوافرة في العالم لكن علينا أن نفعل كل ما يمكن لجذبها، نعم إذا كنا نتباهى بقوانا البشرية المتعلمة والمبتكرة واذا كنا نحرص على تكريس مبادئ تكافؤ الفرص والعدالة، نعم إذا تخلصنا من الأنانية والانغلاق والمحسوبية والفساد الصغير والكبير، نعم إن كانت هناك إرادة.

هل نحتاج إلى خطط؟! لدينا الكثير هي بمعدل خطة كل سنة ولكل حكومة، هل نحتاج إلى الفعل؟. هذا ما ينقصنا..! قلة الموارد ليست عذرا، فهي التي حولت الإنسان في كثير من البلدان إلى ثروة.

الأردن جميل آمن ومستقر يجترح المعجزات وكل ما يحتاجه هو التخلص من عقول الانغلاق والحذر المفرط من الانفتاح والخوف غير المبرر من الاستثمار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى