
المهندس موسى الساكت
في زمن تتقلب فيه الاقتصادات الكبرى وتتصاعد المخاوف من التضخم والركود، يواصل الذهب تألقه كملاذ آمن، متجاوزا حاجز 3150 دولارا للأونصة، بارتفاع تجاوز 100 % خلال خمس سنوات فقط.
توقعات المؤسسات المالية الكبرى، “كغولدمان ساكس” تشير إلى استمرار هذا الصعود ليبلغ الذهب ما بين 3300 و3350 دولارا خلال 2025، بينما يذهب مستثمرون كبار، مثل نجيب ساويرس، إلى أبعد من ذلك متوقعين تجاوز حاجز الـ5000 دولار.
لكن السؤال الأهم: هل ما نراه هو مجرد طفرة مؤقتة أم تحول اقتصادي طويل الأمد؟
وفقا لبعض الخبراء، فإن ما يحدث لا يُعد ارتفاعا عابرا، بل نتيجة لتحولات اقتصادية عميقة. فتراجع الثقة بالاقتصاد الأميركي، وتباطؤ النمو العالمي، وتزايد الديون والعجز التجاري، كلها عوامل دفعت المستثمرين بعيدا عن الدولار والأسواق المالية نحو أصول أكثر أمانا، كالذهب.
اللافت أن التوترات الجيوسياسية لم تعد العامل الحاسم في تحركات السوق، بل أصبحت المخاوف من الحرب الاقتصادية والتغيرات في سياسات الفائدة الأميركية هي المؤثر الحقيقي. ومع تراجع العوائد على السندات الأميركية، تبدو الأصول الملموسة، وفي مقدمتها الذهب، أكثر جاذبية.
ورغم أن الذهب يظل خيارا استثماريا آمنا، إلا أنه ليس الوحيد. إعادة رسم الخريطة الاقتصادية العالمية تفتح آفاقا لفرص استثمارية في الأسواق الناشئة، لا سيما في الصين والدول التي تعيد ترتيب تحالفاتها الاقتصادية.
في المحصلة، لم يفت الأوان بعد في الاستثمار في الذهب، لكن الانتظار قد يكون مكلفا. فالأذكى ليس من يلحق القطار، بل من يستعد له قبل انطلاقه.
اكتشاف المزيد من أخبار حياة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.