أخبار حياة – قال أستاذ علم الاجتماع السياسي، الدكتور بدر الماضي، إن الأردن يمرّ بظرف صعب جدًا؛ كحال دول الإقليم، “ومع استمرار عدوان الاحتلال على قطاع غزة يعتقد البعض أن الأردن يستطيع عمل كل شيء”.
وأكد خلال حديث لبرنامج صوت حياة، أن الأردن لديه محدودية في إمكانية دعم الأشقاء الفلسطينين، حيث يعمل ضمن حدٍ يتجاوز استطاعته عبر استمرار مواقفه الدبلوماسية والسياسية والإنسانية.
وتابع: “التحشيد السلبي تجاه الأردن أثار حالة من القلق والبلبة في الشارع الأردني، وذلك أدى لتغذية كثير من الشباب الأردني بمشاعر سلبية تجاه الدولة مما تسبب بظهور نوع من التشويش على الدور الأردني”.
وأكمل: “هذا كان يمكن أن يسحب البلد لمربعات نحن بغنى عنها، فالأردن لا يستطيع وحده أن يقدم العون والنصرة للشعب الفلسطيني لكنه يقدم المستطاع وأكثر سياسيًا ودبلوماسيًا”.
وأوضح أن هنالك محاولات من بعض الجهات والأفراد لحشر الأردن بزاوية معنية من خلال إطلاق أوصاف لا تليق بالدولة الأردنية، “وهذا يمكن أن يؤدي لفتنة داخلية لنصبح في ساحة صراع داخلي”.
وبين أنه بعد بروز هذه الإشكالية جاء كلام رئيس الوزراء حول دور الأردن والملك عبدالله الثاني في دعم الأشقاء الفلسطينين، مشيرًا إلى أن عملية استنساخ الفوضى التي وقعت في الدول المجاور في الأردن “لن تكون محدودة”.
“لذلك على كلا الطرفين الداعم للدور الأردني والأخر الذي يطالب برفعه؛ أن لا يأخذوا الدولة للانتحار”، وفق الماضي.
وأشار إلى أنه الشد الجذب بين الأطرف والإشكالية الواقعة ستؤدي إلى قصم ظهر الدولة التي تنتصر وتساند الأشقاء الفلسطينين بكافة السبل المتاحة؛ “وسوء التقدير الذي يحمل نوعًا من الخبث السياسي سيقود الأردن لمتاهات سيكون الجميع فيها خاسرًا”.
- الأردن متماسك بشعبه ومؤسساته ــ
وكان رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، قد أكد أن أحدا لم يقف كما وقف جلالة الملك شخصيا مع إخواننا في فلسطين، ولم تقف دولة كما وقف الأردن في دعم حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وخلال كافة العقود الماضية.
وقال خلال جلسة مجلس الوزراء أمس السبت، نحن دولة متماسكة بشعبها ومؤسساتها ولن نسمح بأي تجاوز على القانون والمؤسسات الوطنية أو استغلال الناس وعواطفها من قبل أي جهة كانت داخلية أو خارجية في هذه المرحلة العصيبة والدقيقة لأهداف سياسية والمتاجرة بحياة الناس بالشعارات دون أدنى مسؤولية.
وأكد حسان على أن التعبير عن الدعم والتضامن مع أهلنا وإخواننا في فلسطين موقف كل الأردنيين بدون استثناء، لكن التحريض الذي يعرّض أمن الوطن وسلامة المواطن للخطر موضوع مختلف تماما، ولن نقبل ذلك بأي شكل من الأشكال ومن أي جهة كانت.
وشدد على أن أمن الأردن واستقراره وسلامة شعبه فوق كل اعتبار، وأن مصلحتنا الوطنية هي الأولوية الأولى التي لا يعلو عليها شيء إطلاقا. وفي قوة هذا البلد ومنعته قوة لصمود أهلنا في فلسطين.
وأكد أننا لم ولن نكون مسرحا للفوضى والعبث، أو النيل من أمننا واستقرارنا ومنجزنا الوطني الذي راكمناه بحكمة قيادتنا وحنكتها.
وقال رئيس الوزراء “لن نكون ساحة للفتنة أو نقبل المغامرة بمستقبل هذا البلد، ولن نسمح لأي جهة كانت أن تستنسخ نماذج الفوضى والدمار التي حولنا إلى وطننا، لأننا نثق بشعبنا ونثق بوعيه ووطنيته وتماسكه وتمسّكه بثوابتنا الوطنية وبسيادة القانون وهذا أهم شيء بالنسبة لنا”.