أخبار حياة – قال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور الحارث الحلالمة، إن الرسائل من تدريبات القوت المسلحة الأردنية تأتي لأغراض طمأنة الشارع الأردني فيما تسعى خارجيًا لإظهار قدرة الأردن على التعاطي مع كافة المتغيرات الإقليمية.
وأضاف في حديث لبرنامج استديو التحليل عبر أثير إذاعة حياة اف ام، أنه “لطالما سمعنا تهديدات الاحتلال أن الأردن جزء من محاولة التوسع الاستيطاني في ظل حكومة يمينية متطرفة”.
الأردن أثر ببث تدريب القوات المسلحة إرسال رسالة للعالم أجمع مفادها أن الجيش قوي وقادر على التعامل مع أي من التهديدات وقادر على حماية الحدود، وأن كل مسار بعيد عن الحل الدبلوماسي يمكن التعامل معه بالقوة العسكرية، وفق الحلالمة.
وأوضح أن الأردن يريد دائمًا الحل السلمي الدبلوماسي وكان دائمًا يحمل هذا الشعار بيد وتم إبرازه بكل وضوح، مشيرًا إلى أنه الأردن يملك باليد الأخرى السلاح والعتاد والجاهزية القتالية التي تستطيع أن تفرض على الآخر كل ما يريده الأردنيين.
وشدد أن القوات المسلحة تستطيع التعاطي مع كل ما يمس بالأراضِ الأردنية أو الفلسطينية ومحاولات التهجير، “لأن جيشنا يمتلك عقيدة قتالية قوية جدًا وعتاد قوي جدًا يعطيه اليد العليا على الأرض”.
وبين أن الرسائل العسكرية الأردنية جاءت بعد ارتفاع حديث اليمين المتطرف لدى الاحتلال باجتراح الحلول على حساب الأردن الذي يرونه حلًا للقضية الفلسطينية من خلال تهجير الفلسطينين إليه.
وأكد أن جلالة الملك أكد في جميع المحافل أنه لا حل للقضية الفلسطينية على حساب الأردن ومكان الفلسطينين يكون بقيام دولتهم على خطوط 4 حزيران 1967.
وتحدث أن الأردن ينتهج سياسية التصعيد الدبلوماسي المتدرج باعتبار أنه قدم حلًا واقعيًا للقضية الفلسطينية، وتصعيد الخطاب الدبلوماسي يأتي لاستشعاره بأن الحكومة اليمينة تريد الحلول على حسابه، وبالتالي لم يأتي التصعيد الدبلوماسي من فراغ.
وأشار إلى أن الإدارة الأميركية متماهية مع أفعال الاحتلال ومخططاته كما باقي الدول الداعمة له.
بدوره أكد الخبير العسكري والاستراتيجي، الدكتور نضال أبو زيد، أن تدريبات القوات المسلحة الأردنية تأتي في إطار طبيعي كون الأردن يقع في موقع استراتيجي ملتهب.
وأضاف في حديث لبرنامج استديو التحليل عبر إذاعة حياة اف ام، أن الحدود الشمالية فيها حالة انفلات أمني والحدود الشرقية فيها معارك بين الاحتلال والمقاومة في فلسطين وايضًا جنوب لبنان، والحدود الغربية لا زالت غير منضبطة منذ فترة طويلة.
وقال إنه ضمن كل هذه المساقات الجيوستراتيجية كان لابد أن يقوم الأردن بتدريبات وتحضيرات واختبارات للجهوزية والكفاءة القتالية للقوات المسلحة.
وتابع: “الجيش الأردني الجيش الوحيد الذي يحمل اسم الجيش العربي وذلك ضمن السياق يقتضي تسميه الآليات والمدرعات بأسماء ترتبط بالأرض الأردنية والعربية وكذلك وهو أمر موجود في كل جيوش العالم”.
وأشار إلى أن الأردن ذهب باتجاه الاعتماد على النفس في الصناعات العسكرية لبلوغ مرحلة الاكتفاء وتجنب الضوابط الإقليمية في استعمال الأسلحة، وذلك ضمن مسعى تعزيز موقف الأردن إقليميًا.