الكيان يسرع الخطى لهزيمته الكبرى
طاهر العدوان
الكيان بقيادة نتنياهو وبغطاء قوي من واشنطن (عسكري ومالي واستخباراتي) منخرط في حرب يظن انها ستحقق قيام إسرائيل الكبرى وهو يعتقد ان بوابة لبنان ستقوده إلى هذا الهدف. وهذا الاعتقاد يؤشر على طبيعة قيادة العدو التي تجهل واقع وتاريخ هذه المنطقة لأنها غريبة عليها شأنها شأن المستعمرين والغزاة الذين مروا بها .
لبنان الحديث كما هي فلسطين لهما مكانة مركزية في وعي شعوب بلاد الشام والعراق المستهدفة بالمشروع الصهيوني. اليوم وباضافة الشعب اللبناني على أجندة حرب الابادة التي بدأها في غزة فإن هذا الكيان الاستعماري العنصري يسرع الخطى إلى ساحة معركته الاخيرة اي معركته مع الشعوب المستهدفة بقيام إسرائيل من النيل إلى الفرات .وهي معركة سيحصد فيها الهزيمة الكبرى .
تاريخيا كل المعارك التي تحطمت فيها الامبراطوريات كانت على أرض بلاد الشام تحديدا .هُزم المغول في عين جالوت على يد امارات صغيرة وجماعات مسلحة متنافسه تحكم القاهرة والجيزة ولم تكن لدولة الخلافة اي قرار او تأثير عليها .اما صلاح الدين الأيوبي الذي هزم الصليبيين في عين جالوت فكان في الوقت ذاته يحارب خصومه على اكثر من جبهة من المنشغلين بالنزاع على تقاسم سلطة الخلافة في بغداد .
الدولة القوية الموحدة لم تكن شرطا لهزيمة الغزاة في هذه المنطقة لان شعوبها متجذرة في هذه الارض إلى مرتبة القداسة ،فالارض والعرض والكرامة شئ واحد في وعيها الوطني والديني “لا يسلم الشرف الرفيع من الاذى —حتى يراق على جوانبه الدم “.
يعتقد نتنياهو وعصابته ان حالة الانظمة العربية التي سمحت له بإيقاظ احلام هرتسل وبن غوريون عن إسرائيل الكبرى ستفتح له بوابة لبنان وصولا الى الفرات لكنه اذا ما خدعته أحلامه و تجرأ على غزو لبنان براً فان بحراً من المقاومة الشعبية سيلتهم جيوشه وسيدرك حينها ان انتصاراته القائمة على الخدمات الاستخبارية المجانية من شركاء الموساد الغربيين وكذلك الطائرات الأحدث امريكيا التي تدمر مساكن المدنيين بعمليات وحشية جبانة لن تحقق له النصر .
مقاومة الشعوب ستدفن أحلامه في هذه الارض .والشرق الاوسط الجديد الذي تحدث عنه نتنياهو لن يكون كما يريد بل سيكون شرقا أوسطيا لن تقبل فيه شعوب هذه المنطقة استمرار وجود كيان عنصري دموي مجرم ، اكبر اهدافه، شن الحروب الدائمة لحرمان الشعوب العربية من الامن والسلام والاستقرار والتنمية .