مقالات

«الموت لإسرائيل».. أصبحت على ألسنة دول العالم

فايز الفايز

كان سكان العالم نيام، ثم فجأة استيقظت ضمائرهم بعد أن رأوا أبشع جريمة في هذا القرن، عندما دججت حكومة الاحتلال الصهيوني أكبر وأضخم ما لم يعرفه العالم بعد حروب أمريكا وحلفائها، وعلى وقع طبول حرب ناتنياهو الشرير إذ أخرجت آلات القتل الفتاكة على شعب لا حول له ولا قوة، وأعادت غزة إلى مدينة أشباح إذ كان سلاح الطيران والمدفعية تهوي بقذائفها المدمرة على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ، وشيئا فشيئاً بات العالم كله من أقصى الأرض إلى أقصاها يخرجون بمظاهرات عارمة ضد حرب نتنياهو الذي انتقم بالأطفال وأمهاتهم.

واليوم بعد ما يزيد عن ثمانية أشهر وثلاثة أيام لا تزال الحرب حامية الوطيس، لا تزال الشعوب الحرّة تخرج في مظاهرات تندد بالكيان وبحربه والعالم كله رأى كيف خرج آلاف الطلبة و مدرسو الجامعات في أمريكا وأوروبا واليابان واستراليا وغيرها من الدول، و هذا ما أوصل تلك الشعوب إلى أن تفتح أعينها ضد الصهيونية العالمية وعلى دولة الاحتلال، فها هي الجامعات الفرنسية تعود لقيادة المظاهرات المعادية لما يسموه بالسامية، وكأن الله لم يخلق شعباً سوى تلك الطغمة المجرمة، مع التذكير بأن هناك جاليات يهودية في أمريكا وأوروبا لا تقوم بما يقوم به مجتمع الدولة المحتلة.

ولأن الحاضنة الفرنسية الرسمية تتعاطف كثيرا مع اليهود، فقد أصدرت لجنة الثقافة والتعليم والاتصالات والرياضة الفرنسية، برئاسة «بيير أنطوان ليفي وبرنارد فيالير»، تقريرا عن معاداة السامية في الجامعات الفرنسية، الذي يحمل عنوان «معاداة السامية في التعليم العالي» وقدم نتائج حول انتشار معاداة السامية، حيث شرح التقرير بالتفصيل كيف كشفت أحداث السابع من أوكتوبر 2023 وتداعياتها عن استمرار معاداة السامية الكامنة في مؤسسات التعليم العالي الفرنسية، وهي ديناميكية جماعية مثيرة للقلق للغاية تعمل على تتعزيز مناخ معاداة السامية المنتشرة والتي تسبب صعوبات للطلاب اليهود، حسب التقرير.

في المقابل فتحت إدارة جو بايدن مستودعاتها المليئة بالصواريخ إلى إسرائيل و بأعداد كبيرة من الذخائر، بما في ذلك أكثر من 10 آلاف قنبلة شديدة التدمير تزن 2000 رطل وآلاف صواريخ هيليفاير، منذ بداية الحرب في غزة، حسبما قال مسؤولان أميركيان اطلعا على قائمة محدثة لشحنات الأسلحة وفي الفترة ما بين بداية الحرب في تشرين الأول الماضي والأيام الأخيرة، نقلت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 14 ألف قنبلة من طراز MK-84 التي يبلغ وزنها 2000 كيلو و6500 قنبلة بوزن 500 كيلو، و3000 صاروخ جو- أرض موجه بدقة من طراز هليفاير و1000 قنبلة خارقة للتحصينات و2600 قنبلة صغيرة القطر يتم إسقاطها جواً وذخائر أخرى، وأكد مسؤولون صهاينة أن الإجمالي يشير إلى عدم انخفاض كبير في الدعم العسكري الأمريكي لحليفتها إسرائيل، وكل ذلك جرى على الرغم من الدعوات الدولية للحد من إمدادات الأسلحة وقرار الإدارة الأخير بإيقاف شحنة من الأسلحة المدمرة والقنابل الفتاكة.

لهذا خرجت الشعوب ولا تزال للتنديد بإسرائيل وأميركا وحلفائها، ولحسن الحظ فقد اكتشف العالم أن الدولة العنصرية ليست سوى وحش كاسر لا يستطيع النوم دون أن يقتل الأبرياء ويروع الآمنين، وانقلب السحر على الساحر، فالتعاطف الكبير للدول غير العربية تجاه القضية الفلسطينية، وخصوصا مع غزة ورفح وما تم من جرائم الإبادة الجماعية، استدعت تلك الشعوب كي يفهموا أن هذا الكيان ليس سوى مصاص دماء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى