الرئيسيةمحليات

الحج خارج بعثة الأوقاف.. هل الحجاج ضحايا احتيال أم مسؤولون عن قرارهم؟

 قانونيان: لا يترتب أي مخالفات على أصحاب الشركات الذين أصدروا فيزا سياحية

الطاهات: سماسرة غرروا بالحجاج ومحاسبتهم تحتاج لشكوى

اتهام الأوقاف بالتقرقة بين الأردنيين ومطالبات بإقالة الوزير

 أخبار حياةرامي عيسى– ينتظر الأردنيون نتائج التحقيقات في ملف ما عرف بـ “الحجاج غير النظاميين”، بعد أن كشف تصريح الناطق الإعلامي باسم الحكومة مهند مبيضين عن توقيف مشتبه بهم بسفر أردنيين لأداء الحج خارج إطار البعثة الرسمية.

وفيما رأى المتحدث باسم جمعية وكلاء السياحة، الدكتور رافع الطاهات أن هناك سماسرة غرروا بالحجاج غير النظاميين، أوضح محاميين اثنين أنه لا يترتب أي مخالفات قانونية على أصحاب الشركات الذين أصدروا فيزا سياحية وتم الذهاب للحج عليها، لأنها تمت حسب الأصول القانونية.
 
الشكوى تسبق المحاسبة
 
يقول الطاهات، لـ “أخبار حياة” إنه تم “التغرير بالحجاج الأردنيين غير النظاميين من قبل السماسرة التي تعمل بشكل مخالف في القطاع”.

وأكد أن الفيزا السياحية لا تصلح لأداء فريضة الحج، حيث أن السلطات السعودية أعطت الفيزا لزيارة مناطق عدة في السعودية ما عدا مكة المكرمة والمدينة المنورة.

وأشار إلى السماسرة روجوا للفيزا السياحية لأداء فريضة الحج بتكلفة أقل من فيزا الحج هذا العام، لكن الحكومة السعودية أدركت أن هناك مخالفين في الحج هذا العام وتم طردهم من المكان، وفق ما قال.
وأوضح الطاهات أن وزير الأوقاف الدكتور محمد الخلايلة، توعد بمحاسبة كل المكاتب السياحية التي ارتكبت أخطاء بإصدار فيزة سياحة لأداء فريضة الحج.

واستدرك قائلا: “لا يمكن محاسبة أي مكتب سياحي دون وجود شكوى ضده من قبل المواطنين، مؤكدا أن الحكومة الأردنية والسعودية ستضبط هذه المخالفات خلال الحج القادم”.

إثبات الشكوى
 
من جانبهم رأى محاميان اثنان تواصل “أخبار حياة” معهما أنه لا يترتب أي مخالفات قانونية على أصحاب الشركات الذين أصدروا فيزا سياحية وتم الذهاب للحج عليها.
وعللا رأيهما القانوني بأن تلك “الفيز” تم إصدارها حسب الأصوال القانونية.

وأضافا في حديث منفصل لـ”أخبار حياة”، مفضلين عدم ذكر اسميهما، أن الفيزا السياحية مخصصة لزيارة عدة أماكن في السعودية وغير مخصصة للحج، وأن أي حاج شعر أنه تم التغرير به وأنه تم إيهامه أن الفيزا السياحية تصلح للحج يستطيع تقديم شكوى إذا أثبت ذلك.

وكانت السلطات السعودية قد صرحت قبيل موسم الحج أن الفيزا السياحية وفيزا الزيارة غير مخصصة للحج، وأن على حاملي هذا النوع من الفيز مغادرة مكة.

وأتبعت وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية تصريح السلطات السعودية، بالتنبيه إلى أن فيز السياحة والزيارة لا تصلح للحج محذرة من استخدامها لغايات الحج.

آخر الإحصائيات

وكانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين أعلنت في وقت سابق عن ارتفاع عدد الوفيات بين الحجاج الأردنيين، الذين هم ليسوا ضمن بعثة الحج الأردنية الرسمية، إثر تعرضهم لضربات شمس جراء موجة الحر الشديدة، إلى ٧٥ وفاة.

وقال مدير مديرية العمليات والشؤون القنصلية السفير د. سفيان القضاة أنه تم إصدار ٦٨ تصريح دفن لحجاج أردنيين ليتم دفنهم في مكة المكرمة بناء على رغبة ذويهم، والعمل جاري على إصدار ٧ تصاريح دفن أخرى.

وأوضح السفير القضاة أن الجهات السعودية المعنية باشرت في إجراءات دفن الحجاج الذين توفاهم الله، من غسل للجثامين وتكفينها والصلاة عليها ومن ثم دفنها، كما قامت الجهات السعودية المعنية بإصدار ٤٧ شهادة وفاة للحجاج الأردنيين، حتى الآن، (مساء الجمعة).

وأضاف أنه قد تم العثور على ٩٦ حاجًا أردنيًا من بين ١١٠ مسجلين ضمن قوائم الحجاج الأردنيين المفقودين؛ ٢٧ منهم يرقدون على أسرة الشفاء في المستشفيات السعودية، ومنهم ١٥ أشخاص بحالة حرجة، ويجري التنسيق لنقلهم لتلقي العلاج في المملكة فور أن تسمح حالتهم الصحية بذلك.

ردود الفعل

وكان استخدام وزارة الأوقاف كلمة حج نظامي وحج غير نظامي أثارت ردود فعل لدى الكثيرين، معتبرين أن الوزارة باستخدامها هكذا مصطلح تفرق بين أردني وآخر.

وجاءت ردود الفعل هذه بعد توالي أنباء الوفيات والمفقودين في صفوف الحجاج الأردنيين، وتصريحات وزارة الأوقاف أن هذه الوفيات في صفوف من حجوا خارج إطار البعثة الرسمية.

ودافع وزير الأوقاف الدكتور محمد الخلايله عن استخدام المصطلح بتصريح صحفية أنه لا يفرق بين الأردنيين، بل هي محاولة لتسمية الأمور بمسمياتها الصحيحة، مؤكدا أن شاهد ومدير الحج حجاج من خارج البعثة الرسمية يدخلون خيم حجاج البعثة الرسمية ولم يمنعونهم من ذلك.

مطالب بإقالة وزير الأوقاف

غير أن منشورات عديدة على وسائل التواصل الاجتماعي طالبت باستقالة وزير الأوقاف من منصبه؛ وتزايدت تلك المطالب مع إقالة الرئيس التونسي وزير الأوقاف في بلاده بسبب الوفيات والمفقودين في صفوف الحجاج التونسيين.

وواجه حجاج هذا العام درجات حرارة مرتفعة في مكة المكرمة وجبل عرفات، ما ادى إلى وقوع وفيات وإصابات ناتجة عن ضربات الشمس والإجهاد الحراري للحجاج “من خارج البعثة الرسمية” الذين مشوا تحت أشعة الشمس مسافات طويلة لتحقيق الوقوف بعرفات.

يذكر أن نتائج التحقيق، هي من ستحدد ما إذا كان هناك تغرير بالحجاج أو أنهم كانوا ضحايا للاحتيال أم أنهم قصدوا الحج بمحض إرادتهم، مع علمهم بما قد ينتظرهم من مصاعب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى