الرئيسيةبيت حواء
أخر الأخبار

هذا اللباس يتسبب بجدل كبير في دولتين عربيتين.. ما هو أصله؟

أخبار حياة – لا يكاد يمر شهر إلا ويتجدد النقاش فيه بين المغرب والجزائر حول أصل لباس “القفطان” وما إذا كان مغربي الأصل أم جزائريا.

ويحتدم هذا الجدل أكثر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال نشر صور لفنانين ونجوم يرتدون هذا الزي التقليدي، فيما يتخاصم ويتجادل المستخدمون حول أصل وفصل ونسب القفطان.

وحول هذا الجدل الذي عاد إلى الاشتعال خلال الأيام الماضية، اعتبر الأستاذ المتخصص في علم الجماليات، موليم لعروسي، أن الصراع بين المغرب والجزائر “ليس جماليا إنما سياسي في الأصل، خلفه الاستعمار الفرنسي”.

أصل تركي!

كما رجح أن يكون أصل القفطان تركياً، مضيفا أن “سكان المغرب الكبير كانوا يرتدون لباسا أشبه بلباس الإحرام، بدون خياطة، لكن لاحقا تم تطوير هذا اللباس في المغرب بشكل أكبر نظرا لما كانت تعرفه المدن المغربية من تطور في المنطقة ككل”.

إلا أنه رأى أن “الشكل الحالي للقفطان مغربي، وما يوجد في الجزائر على جماليته، نسخة منه”، وفق زعمه.

كما أشار إلى أن “الجزائر لم تتمكن بسبب الاستعمار الفرنسي من إدخال تطويرات أو تعديلات على هذا الزي”.

وخلص أستاذ علم الجماليات إلى أن القفطان تطور في بلد ولم يتطور في آخر، فكان من الطبيعي أن تصير الطريقة المطورة الحديثة هي الأكثر طلبا، معتبرا أن منظمة اليونيسكو هي من سيحسم هذا الأمر.

إلى ذلك، أوضح أنه إذا “كان لزاما أن يكون الإعلان عن القفطان تراثا غير مادي مشتركا، فلا بد من إشراك كل من المغرب والجزائر وتونس كذلك ولم لا ليبيا أيضا”.

صب الزيت على النار

من جانبه، اعتبر الأستاذ محمد الأمين بلغيث مؤرخ وأكاديمي من الجزائر، أن مواقع التواصل الاجتماعي تصب الزيت على النار من أجل إشعال الفتنة بين البلدين الجارين، بغرض تحقيق الربح المادي، وفق قوله.

كما أوضح في تصريحات نقلتها العربية.نت أن القفطان ظهر “كما هو معروف في الجزائر في حدود 1515 أي مطلع القرن السادس عشر، وأن كثيرا من الأبحاث المتعلقة بالألبسة بينت تمازج وتلاقح الألبسة المغاربية من القفطان التونسي إلى القفطان الجريد، وقفطان تلمسان وقفطان ندروما وقفطان فاس وغيرها من المدن العتيقة في المغرب”.

وأشار إلى أن كل حاضرة من الحواضر المغاربية لها ميزة خاصة في إنتاج لباسها. وقال “في قسنطينة مثلا لديهم كندورة تفركاني وهي قفطان خاص جدا بأهل الشرق الجزائري”.

من غرناطة

إلى ذلك، لفت إلى “وجود تأثير كبير جدا للباس الأندلسي الوافد منذ سقوط غرناطة سنة 1492، على ساكنة غرناطة في تلمسان في وهران، وفي ندروما، وفي الجزائر كما في فاس والعرائش وطنجة وغيرها، وهو ما أعطى للقفطان ميزة خاصة جدا”.

جدل لا ينتهي

وتابع المتحدث قائلا” أعتقد أن كل واحد يقول إن القفطان تراث مادي مسجل لدى اليونيسكو باسم الجزائر أو المغرب، يهدف إلى تأجيج العواطف عن طريق هذا الجدل الذي لا ينتهي، على حساب المواقف المبدئية التي تجمع الدول المغاربية والتي اتفقت بعد الحرب العالمية الأولى في برلين أو في القاهرة سنة 1947 على تحرير كل دول المغرب العربي من خلال شخصيات راقية جدا من أحزاب مغاربية من تونس والمغرب والجزائر”.

إلى ذلك أوضح المؤرخ أنه من المعلوم أنه خلال هجرة تلمسان من بداية احتلال هذه المدينة في 1939 قد أثرت تأثيرا كبيرا جدا في مدينة تطوان من حيث القفطان والأكل وهناك كتابات من المؤرخين في المدينة يتحدثون عن هذا الأمر”.

وختم داعيا إلى إبعاد المؤثرين بمواقع التواصل الاجتماعي الذين يبحثون عن الربح المادي عن طريق إشعال هذا الجدل، ومطالبا بضرورة التوقف عن هذا الجدل حول من يملك القفطان.

كما شدد على أن “القفطان مغاربي”، إذ يوجد التونسي والتلمساني الجزائري، والتركي العثماني، والقفطان الطنجاوي والفاسي.

ودعا إلى “البحث عما يجمع البلدين لا عما يفرقهما، والابتعاد عن كل ما يدعو لتقسيم الأوطان التي كانت في يوم من الأيام جزءا من أحلام هؤلاء الرجال الكبار وهو حلم المغرب العربي الكبير”، حسب قوله.

المصدر
العربية نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى