مقالات

المظاهرات ومواقعها وموقف الأردن

عصام قضماني

لا يختلف اثنان على ان الموقف والفعل الاردني تجاه ما يجري من ابادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية هو الابرز والاكثر وضوحا ومصداقية من بين المواقف العالمية بما فيها العربية والاسلامية.

مع ذلك كفلت الدولة حق التعبير والاحتجاج والتعاطف حتى انها شجعت على ان يكون الاحتجاج الموجه ضد إسرائيل وما تقترفه من جرائم بمستوى موقفها وفعلها وهي أي الدولة الأردنية كانت أول من كسر الحصار، وأوصل المساعدات الغذائية والطبية، وأول من أرسل مستشفى ميداني إلى غزة وهي أي الدولة الأردنية كانت أول من أطلق في العالم وصف ما تفعله إسرائيل في غزة بحريمك حرب وهي اي الدولة الاردنية كانت أول من دعا إلى وقف هذه الجرائم وهي أي الدولة الأردنية كانت أول من لفت انتباه العالم إلى هذه الجرائم وهي أي الدولة الأردنية لم تتوقف حتى الآن عن بذل كل تلك الجهود وهي أن تتوقف.

الموقف الأردني في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في نيله حريته ودولته المستقلة ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية، موقف صلب لا يقبل القسمة.

كان ذلك وما زال وسيبقى إلى أن تتحقق هذه الأهداف، ولطالما قالها الملك ولطالما دعا إليها ولم يتوقف لا قبل الحرب الدائرة الآن ولن يتوقف بعدها، وقد ترجمها بقوة وزير الخارجية أيمن الصفدي كل طالع شمس بكلمات قوية وصارمة لا تقبل التأويل، واضحة ومحددة لا تقبل التفسير.

الرأي العالمي يتغير لصالح وقف العدوان لكن ثمن هذا التغيير كان باهظا، وما يحتاجه إلى صوت عربي موحد يهيمن على المشهد في مواجهة الرواية الإسرائيلية الزائفة وهذا ما يحققه الأردن.

الأردن صوت مؤثر وإلا لما حرصت القيادات العالمية على الاستماع له، وما زالت تصريحات جلالة الملك عبد الله الثاني تملأ الفضاء على المستوى الرسمي والشعبي العالمي.

الأردن ليس دولة كبرى وهذا ما يجب أن نعرفه فلذلك فان على الاوساط الشعبية أن تتماهى مع هذا الموقف.

رجال الأمن الذين يحمون مظاهرات الاحتجاج ويواجهون محاولات البعض للتخريب ليسوا خونة ولا عملاء، لذلك فإن خطاب التخوين الذي نسمعه من بعض الأصوات الشاذة مرفوضة ومعيبة.

جميعا بدءا من الملك والملكة التي واجهت ولا تزال حملة إعلامية مضللة وحتى أصغر مواطن نتجرع ذات الألم وذات المرارة والحسرة والغضب للدم المراق في غزة وفي الضفة.

هذا الألم لا يجب أن يتحول ضدنا بل في موقف موحد لتعزيز الجبهة الداخلية وقد اتضحت أهداف إسرائيل في استكمال خطة تهجير الشعب الفلسطيني إلى مصر والأردن.

الموقف الموحد هو الذي لا يدع للعدو منفذا لنقل المعركة وخلق الاضطرابات لإزاحة النظر عن جرائمه في غزة.

موقف الأردن صلب وفرسانه يحمونه بقوة فلا تضعفوه.

ملاحظة:- في العام 2006، طرح وزير التنمية السياسية آنذاك، صبري ربيحات، انشاء «ساحة للحرية»، على نمط حديقة بعض الساحات المماثلة في كثير من الدول، لكن الفكرة لم تر النور حتى يومنا هذا أو تطرح للنقاش وأظن أن أوانها قد حان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى