عربي ودولي

واشنطن تتراجع بعد بيانات لاذعة: لم نبلغ العراق بالضربات الجوية

أخبار حياة – قالت الخارجية الأميركية، إن واشنطن لم تبلغ الحكومة العراقية بشكل مسبق بالضربات التي شنتها ضد أهداف تابعة لفصائل موالية لإيران في العراق، بعد أن كانت الإدارة الأميركية قد أعلنت أنها فعلت ذلك.

وفي مؤتمر صحافي لوزارة الخارجية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل: “لم يكن هناك إخطار مسبق. لقد أبلغنا العراقيين فور وقوع الضربات”.

ويجد العراق نفسه في وضع فريد، لكونه حليفاً لكل من إيران والولايات المتحدة. وفي مكالمة هاتفية ليلة الجمعة، مع الصحافيين، قال جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض “لقد أبلغنا الحكومة العراقية قبل وقوع الضربات”.

وتراجع البيت الأبيض عن هذه التصريحات، وقال إن منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي جون كيربي كان يقصد أن الولايات المتحدة لم تقدم تفاصيل محددة للعراق مسبقاً.

وقال كيربي في بيان مكتوب: “لقد استجبت بالمعلومات التي تم تزويدي بها في ذلك الوقت”، وأضاف “لم يكن الأمر دقيقاً بالقدر الذي كان يجب، وأنا آسف لأي ارتباك سببته. ومع ذلك، لم نخف – سواءً للمسؤولين العراقيين أو للعلن – أننا سنرد على الهجمات على قواتنا”.

ويأتي هذا الاعتراف بعد أن أصدر مسؤولون عراقيون بيانات لاذعة خلال عطلة نهاية الأسبوع، أدانوا فيها الضربات. وأشار أحد التصريحات إلى أنه لم يتم إخبار العراقيين مسبقاً.

وجاء في أحد البيانات أن “الجانب الأميركي عمد بعد ذلك إلى تضليل وتزييف الحقائق بإعلانه عن تنسيق مسبق لارتكاب هذا العدوان وهو ادعاء كاذب يهدف إلى تضليل الرأي العام الدولي والتنصل من المسؤولية القانونية عن هذه الجريمة المرفوضة وفق كافة القوانين الدولية”.

وعند سؤاله الأحد، على قناة “فوكس نيوز”، عن هذا الادعاء وما إذا كانت الولايات المتحدة قد تواصلت مع العراقيين منذ الضربات. هذه المرة، أحال كيربي الأمر إلى السفير في بغداد، قائلاً إن هناك “إخطارات ومناقشات مناسبة مع الحكومة العراقية”.

والاثنين، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي إن الولايات المتحدة لم تقدم أي نوع من الإخطار الرسمي المسبق بتفاصيل محددة لأسباب تتعلق بـ”الأمن التشغيلي”.

ضربات أميركية انتقامية

وشنّت الولايات المتحدة الجمعة، ضربات في سوريا والعراق ضد أهداف لقوات نخبة إيرانية وفصائل مسلّحة موالية لإيران، رداً على هجوم 28 يناير الذي أودى بحياة ثلاثة جنود أميركيين قرب الحدود السورية العراقية.

وأدان العراق وسوريا هذه الضربات، وندّدت بغداد بـ”انتهاك للسيادة العراقية” وسلّمت “مذكّرة احتجاج” للقائم بالأعمال الأميركي في العاصمة العراقية بغداد.

وأعلنت واشنطن التي استخدمت قاذفات بعيدة المدى من طراز “بي-1بي” B-1B انطلقت من قاعدة في تكساس، أن الضربات “ناجحة”، مشددة مع ذلك على أنها لا تريد حرباً مع إيران.

وأشار منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إلى أنه تم استهداف 85 هدفًا في سبعة مواقع مختلفة (3 في العراق و4 في سوريا) بما فيها مراكز قيادية واستخباراتية ومرافق تحتوي على طائرات مسيرّة وصواريخ بحسب وزارة الدفاع الأميركية.

وأكد مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، الأحد، أن الولايات المتحدة “ستواصل” ردها ضد المجموعات الموالية لطهران في العراق وسوريا، لكنه لم يوضح ما إذا كانت واشنطن تستبعد تنفيذ ضربات ضد إيران.

ويبدو أن واشنطن حرصت على إصدار هذا التوضيح وتأكيد أنها لم تبلغ بغداد مسبقاً بأي عمليات عسكرية، نظراً إلى الحساسية الشديدة التي تطبع حالياً العلاقات بين الولايات المتحدة والعراق.

مستقبل التحالف في العراق

وتنشر الولايات المتحدة نحو 900 جندي في سوريا و2500 جندي في العراق المجاور في إطار تحالف دولي ضد تنظيم داعش الذي كان يسيطر على مساحات شاسعة من البلدين.

وفي ظل التوترات الإقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة، بدأ رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بالتفاوض مع واشنطن بشأن مستقبل التحالف الدولي في بلاده، بهدف التوصل لاتفاق على جدول زمني ينظم انسحاباً تدريجياً من العراق.

ويؤكد مستشارو التحالف الدولي أن وجودهم في العراق غايته فقط تقديم المشورة والتدريب للقوات العراقية بهدف منع تجدد نشاطات تنظيم داعش.

وتعرّضت القوّات الأميركيّة وقوّات التحالف في العراق وسوريا لأكثر من 165 هجوماً منذ منتصف أكتوبر، تبنّت العديد منها “المقاومة الإسلاميّة في العراق”، وهي تحالف فصائل مسلّحة مدعومة من إيران يُعارض الدعم الأميركي لإسرائيل في حربها ضد “حماس” في غزة، ويرفض وجود القوّات الأميركيّة في المنطقة.

والشهر الماضي أعلنت الخارجية العراقية، إطلاق “مجاميع العمل” في إطار “اللجنة العسكرية العليا” المشتركة بين بغداد وواشنطن.

وقالت إنّ هذه “المجاميع” ستعمل على “تقييم تهديد تنظيم داعش وخطره… وتعزيز قدرات القوات الأمنية العراقية، لصياغة جدول زمني محدد وواضح يحدد مدة وجود مستشاري التحالف الدولي في العراق ومباشرة الخفض التدريجي المدروس لمستشاريه على الأرض العراقية”.

وتوخى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بيان الحذر مكتفياً بتأكيد بدء “اجتماعات” فرق العمل “في الأيام المقبلة”.

وأوضح أنّه سيتمّ التحقّق من “ثلاثة عوامل رئيسية”، مشيراً في هذا الإطار إلى “تهديد داعش والمتطلّبات العملياتية… ومستوى قدرات القوات الأمنية العراقية”. كذلك، تعهّد “التشاور مع شركاء التحالف في كافّة مراحل العملية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى