الرئيسيةمحليات

الحكومة تعمل على ترشيح شجرة “مهراس” على قوائم التراث غير المادي لدى اليونسكو

النجار: شجرة المهراس لها دور بارز في تحقيق التنمية المستدامة

الحياري: الأردن تحتل المرتبة 14 عالميا في إنتاج زيت الزيتون

الزعبي: ملف شجرة مهراس له بعد وطني وثقافي واجتماعي واقتصادي

قرنفلة: شجرة المهراس كانت موجودة في المنطقة منذ آلاف السنين

حداد: التحاليل الجينية تؤكد مركزية نشوء الزيتون في الأردن عبر العصور

أخبار حياة – تعمل وزارة الثقافة على ترشيح ملف شجرة المهراس على قوائم التراث غير المادي لدى اليونسكو، بتشاركية مع المزارعين وأصحاب المعاصر والحرفيين والجمعيات والجهات الحكومية المختلفة، وفق وزيرة الثقافة هيفاء النجار.

وبينت النجار خلال افتتاح ورشة عمل عن مشروع إدراج ملف “شجرة مهراس: المعارف والمهارات والطقوس” على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى اليونسكو، في قاعة المؤتمرات بالمركز الثقافي الملكي، أمس الثلاثاء، أن شجرة المهراس متعلقة بتاريخ ومسيرة الأردن وصموده ورسالته الحضارية إلى العالم.

وقالت “نحن نعمل معا من أجل الوطن ورفعته بما يحمل ملف شجرة مهراس من أبعاد اقتصادية واجتماعية وقيمية ووطنية بتجلياتها كافة”، وتضيف إلى ذلك قولها “مشروع شجرة المهراس له دور بارز في تحقيق التنمية المستدامة لأبناء المجتمع من ملاكين ومزارعين وحرفيين حيث تدخل في الصناعات الحرفية المتنوعة، إلى جانب المكانة الدينية لشجرة الزيتون”.

وأضافت إن الزيتون مصدر رزق للعديد من الأسر الأردنية في كل موسم ويعتبر مصدرا غذائيا رئيسا ويدخل في العديد من المنتجات الغذائية، مبينة أن الأردن يدخل في مرحلة تحول حقيقي على جميع المستويات، وأن هناك فهما حقيقيا لأهمية الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني، وبناء شراكات حقيقية مبنية على تعاون وتعاضد وتكاتف لما فيه مصلحة الوطن الاردني الذي قدم قصة صمود يباهي بها العالم.

وأشارت النجار الى أن ملف “المهراس” سيكون في قلب موضوعات المؤتمر المقبل لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي الذي سيعقد في الدوحة في الـ 25 من الشهر الحالي، منوهة بالتعاون والتشاركية بين وزارتي الثقافة والزراعة.

بدوره، أكد أمين عام وزارة الزراعة المهندس محمد الحياري أهمية التشاركية في هذه الورشة التي يشارك فيها أطراف معنية متعددة، مشيرا إلى أن الأردن تحتل المرتبة 14 عالميا في إنتاج زيت الزيتون.

وأشار إلى أن وزارة الزراعة تعمل بجهد كبير لتطوير قطاع أشجار الزيتون وإنتاج الزيت وإيلاء الاهتمام الكبير لشجرة المهراس كونه يعبر عن تراثنا وقيمنا الوطنية الأردنية والذي يمثل نافذة للأردن الى العالم، لافتا الى أهمية مشروع إدراج ملف “شجرة مهراس”.

فيما أكد رئيس اللجنة الزراعية في مجلس الأعيان الدكتور عاكف الزعبي، عن أهمية هذا الملف وبعده الوطني والثقافي والاجتماعي والاقتصادي، مثمنا جهود وزارة الثقافة في طرح مشروع هذا الملف الى اليونسكو.

ولفت وزير الزراعة الأسبق الخبير الزراعي الدكتور مصطفى قرنفلة إلى أن البحوث الأثرية الأخيرة في منطقة وادي رم كشفت أن شجرة المهراس كانت موجودة في المنطقة منذ آلاف السنين، مستعرضا أهمية هذا الملف ودوره الوطني بتسليط الضوء على أن شجرة الزيتون يعود أصلها إلى هذه المنطقة.

وفي السياق، استعرض مدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية الدكتور نزار حداد تجربة المركز في البحوث والدراسات حول شجرة “مهراس” وأصولها وتاريخها وسبب تسميتها بهذا الاسم، مشيرا إلى مناطق وجودها في الأردن.

وأوضح أن اسم “المهراس” بدلاً من الزيتون الرومي يعود إلى أن الموروث الثقافي، يميز بين أحجام أشجار الزيتون حيث يُطلق اسم “عود” على الشجرة غير المعمرة، واسم “القرعود” على شجرة الزيتون المعمرة متوسطة الحجم، في حين أن اسم “المهراس” يطلق على الزيتونة المعمرة كبيرة الحجم، حيث يشترط البنك العالمي للجينات أن يتم منح أسماء محلية للجينوم الكامل أو رمز يميزها عن باقي المُدخلات.

وبين أن دراسة بحثية قام بها المركز الوطني للبحوث الزراعية بالتعاون مع جامعتين أردنيتين كشفت أن التحاليل الجينية تؤكد مركزية نشوء الزيتون في الأردن عبر العصور.

ولفت إلى أن زيتون المهراس، في منطقة الميسر في بلدة الهاشمية التابعة لمحافظة عجلون، يعتبر من أقدم السلالات الجينية للزيتون في مناطق حوض البحر المتوسط، حيث بينت تحاليل الخريطة الجينية للمهراس أنها الأقرب جينياً لتكون الأصل لزيتون إسبانيا وإيطاليا وقبرص والواقعة مع المهراس ضمن ذات المجموعة الوراثية، بحسب مُخرجات الدراسة.

وشهدت الورشة حضور أمين عام وزارة الثقافة المهندس ماهر نفش، وعددًا من المعنيين ومديري مديرات في وزارة الزراعة وأكاديميين من كليات الزراعة في جامعات أردنية وعدد من ممثلي نقابات معنية وهيئات ثقافية ومؤسسات مجتمع مدني وخبراء في التراث وجمعية صناع الحرف التقليدية وأعضاء لجنة مهراس واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم اضافة الى مزارعين

يشار إلى أن لشجرة الزيتون مكانة اجتماعية وثقافية واقتصادية لدى معظم المجتمعات وهي جزء من التراث الثقافي غير المادي لأبناء المجتمع الأردني، وتُمثل في موسم القطاف والعصر مهرجانا ثقافيا يجتمع فيه الكبار والصغار ويتخلله أغان وأهازيج الأمهات والجدات وهجيني وحداء الآباء والأجداد وألعاب الأطفال.

وكانت مديرية التراث قد قامت بتضمين هذه الشجرة في قوائم الحصر الخاصة بالتراث الثقافي غير المادي خلال عمليات المسح الميداني في مختلف محافظات المملكة منها مادبا والسلط والزرقاء الكرك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى