مقالات

«طريق التنمية».. ومشاريع النقل في الإقليم

عوني الدواود

من الطبيعي – بل من المهم -أن تستوقفنا المشاريع الاقتصادية الكبرى في الاقليم، في وقت لم يعد أمام الدول في أي مكان في العالم سوى التوجه نحو مشاريع اقليمية كبرى تنشّط اقتصادات المنطقة وتجذب الاستثمارات وترفع معدلات النمو وتخلق مزيدا من فرص العمل.

أمس الاول السبت، أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال «مؤتمر طريق التنمية « الذي نظمته الحكومة العراقية في العاصمة بغداد عن هذا المشروع التنموي الكبيرقائلا : «نرى في هذا المشروع المستدام ركيزة للاقتصاد المستدام غير النفطي وعقدة ارتباط تخدم جيران العراق والمنطقة، وإسهاما في جلب جهود التكامل الاقتصادي».

من الواضح تماما أن هناك إعدادا جيّدا لهذا المؤتمر المتخصص الذي شاركت به (10) دول ممثلة بمسؤولين ووزراء نقل من: السعودية وإيران وتركيا والأردن وسوريا والإمارات والكويت وقطر وسلطنة عُمان، الى جانب العراق، إضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي.

ومن الواضح أيضا أهمية هذا المشروع بالنسبة للعراق، ولكثير من دول المنطقة حيث تتلخص أهميته بالنقاط التالية:

– ربط الأسواق الآسيوية بالأوروبية عبر «ميناء الفاو» الكبير بمحافظة البصرة (جنوبا) ثم القناة الجافة التي تبدأ من الميناء جنوبا وتنتهي بالحدود العراقية التركية شمالا.

– سيوفر المشروع (100 ألف) فرصة عمل كمرحلة أولى، ومليون فرصة بعد إكماله وإنجازه، وسيتضمن خطوطا للسكك الحديدية للقطارات السريعة وطرقا برية سريعة، وسيمر بـ(13) محافظة عراقية.

– الخط الأساسي سيكون طريق السكة الحديدية بطول 1175 كيلومترا، بالإضافة للطريق البري بطول 1190 كيلومترا، وسيكون للطريقين مساران مختلفان في جنوب العراق، لكنهما سيلتقيان في شمال محافظة كربلاء (جنوب بغداد)، وبعدها سيسير الطريقان جنبا إلى جنب حتى وصولهما لمنطقة فيشخابور قرب الحدود العراقية السورية التركية.

– مهمة الطريق الجديد، هي نقل البضائع بمختلف أنواعها من أوروبا إلى تركيا عبرالعراق وإلى الخليج جنوبا، في الوقت الذي سينقل الطريق السلع والموارد الخليجية من دول الخليج عبر العراق إلى كل من تركيا وأوروبا، وسيشهد الطريق البري عبور آلاف الشاحنات القادمة من 25 دولة – بحسب وسائل اعلامية.

– سيتم تنفيذ المشروع على ثلاثة مراحل تبدأ الاولى من عام 2024 وتنتهي عام 2028، ثم المرحلة الثانية حتى عام 2038، في حين ستكتمل المرحلة الثالثة عام 2050 عند اكتمال المشروع الكامل لميناء الفاو الذي سيضم 99 رصيفا للشحن.

– بقي أن نشير الى أن كلفة المشروع – بحسب ما أعلن تصل الى نحو (17 مليار دولار).

هذه التفاصيل نوردها وفق ما تم الاعلان عنه، خصوصا وأن دولا في الاقليم أبدت استعدادها للاستثمار بهذا المشروع الكبير بالاضافة الى منظمات وصناديق دولية.

ما يهمنا « أردنيا» أن مثل هذا المشروع الكبير الذي أعلن عنه العراق الشقيق يعيد الى السطح مجددا أهمية مشاريع التكامل الاقتصادي الاقليمية، مذكرين بالمشاريع المشتركة بين (الاردن – ومصر- والعراق) وفي مقدمتها «المنطقة الاقتصادية الخاصة – ومشاريع الربط الكهربائي- ومشروع خط نفط البصرة / العقبة وصولا الى مصر..الخ» ..علاوة على مشاريع كبرى في دول الاقليم منها مشروع الناقل الوطني (الاردن) ومشروع نيوم (السعودية ) .. الأمر الذي يستوجب طرح سؤالين:

– الأول: كيفية الربط والتنسيق بين المشاريع الكبرى التي تطرحها كل دولة وتخدم الاقليم من أجل تحقيق «التكامل الاقتصادي».. ثانيا : جميع هذه المشاريع الكبرى.. متى ستتحقق ؟ وتتحول الى واقع ملموس لمواطني المنطقة؟

أؤكد مرّة أخرى على أهمية مشروع «طريق التنمية» العراقي كواحد من أهم مشاريع النقل والبنى التحتية في الاقليم..والذي يمكن أن تساهم به دول المنطقة ممن ترى فيه مصلحة لها، وصولا لمشروع قديم منذ عقود – لم ير النور بعد – وهو ربط الوطن العربي- أو ما أمكن منه على الأقل – بشبكة نقل بري وسكة حديد عابرة للدول.. مع الاشارة ايضا الى مشروع سكة حديد (العقبة – الماضونة ) الجديد.. والتذكير بالمشروع القديم (الخط الحديدي الحجازي.. الذي كان يربط المدينة بتركيا مرورا بالعاصمة عمّان )..وهكذا فإن مشاريع النقل الإقليمية قديمة..متجدّدة.. ونتمنى أن ترى النور لأهميتها في التكامل الاقتصادي، العائد بالمنفعة على اقتصادات الدول ورفاهية شعوبها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى