بيت حواء

الدباس : عملي كمحافظ كان رائعا رغم صعوبة البدايات

أخبار حياة – حقق الأردن الكثير من الخطوات المتقدمة لصالح المرأة وقضاياها وتمكينها في مجالات متعددة، وكان من أوائل الدول على المستوى العربي في تعيين النساء بمناصب ريادية، شكّلت سابقة بوجود المرأة بها، ناهيك عن منحها فرصا مهمة في الشأن الانتخابي سواء كانت ناخبة أم مرشحة.

ومن أبرز المناصب التي كان الأردن بها أول دولة في الشرق الأوسط، هو تعيين امرأة في منصب محافظ، محققا بذلك قفزة نوعية لصالح المرأة وحضورها في مراكز صناعة القرار، حيث تم تعيين السيدة رابحة عبد الفتاح الدباس كأول محافظ في الأردن والشرق الأوسط عام 2007 بمسمى محافظ «تنمية محلية» ومن ثم تم تعيينها محافظا لمحافظة جرش.

رابحة الدباس التي أصبحت وزيرة الشؤون البلدية والقروية عام 2010، هي أول سيدة تشغل منصب محافظ في الأردن، والشرق الأوسط، مغيّرة بذلك مفاهيم كثيرة بأن هذا المنصب للرجال فقط، وبدأت عملها الذي لم يكن سهلا في البدايات لكنها تمكنت من تحقيق إنجازات ضخمة به وشكّل وجودها به خطوة متقدمة في حضور المرأة بهذا المنصب، وتسجيل انجاز أردني بنجاح في هذا الشأن الهام.

وفي إطار سلسلة لقاءات مع نساء رياديات في قطاعات متعددة، كنّ الأوائل بالعمل بها بعدما اقتصرت على الرجال لسنوات، أو شكّلن نجاحات تستحق المتابعة، ضيفتنا هذا الأسبوع بزاوية «رياديات» رابحة عبد الفتاح الدباس أول امرأة أردنية تعيّن في منصب محافظ « حاكم إداري « لمحافظة جرش، ولم تكن في ذلك أول امرأة أردنية إنما أول امرأة على مستوى الشرق الأوسط.

عن تجربتها تقول رابحة الدباس شغلت عددا كبيرا من المناصب قبل أن يتم تعييني في منصب محافظ، ولا أنكر أن عملي كمحافظ في الميدان من أجمل ما عملت به، حيث كان عملا رائعا رغم صعوباته في البدايات كوني أول سيدة أشغل هذا المنصب، محليا وعلى مستوى الشرق الأوسط فلم تسبقني أي سيدة بهذا المجال.

وتضيف الدباس تم تعييني بداية محافظ تنمية محلية في وزارة الداخلية، عام 2007، بعد ذلك تم تعييني محافظا لمحافظة جرش، عام 2010، وفي الجانبين كان العمل أكثر من رائع، رغم أنه كان مفاجئا للكثيرين، فلم يعتد كثيرون على أن تكون المرأة محافظا، بداية عملت محافظا للتنمية المحلية وكنت أزور كافة المحافظات والتقي بالمحافظين بها، لكن عملي في الأساس كان بمركز الوزارة.

وتشير الدباس إلى أن الأمر لم يكن سهلا، ويحتاج الكثير من الجهد والعمل المتواصل دون توقف، سيما وأن الوضع يتطلب تغيير مفاهيم ورؤى معينة، في ظل أنني أول امرأة أشغل المنصب، إضافة للعمل والجهد الذي يحتاجه المنصب، فلم تكن البدايات صعبة، وتطلبت مني الكثير من الجهد والعمل لكن تمكنت من تحقيق الكثير من الأعمال التي أرى بها إنجازات، واعتز بها، ولم ادخر جهدا لتحقيق كل ما من شأنه تحقيق إيجابيات تنعكس على المجتمع والمحافظات كافة.

كنت أُقابل بالاستهجان في بعض جولاتي وزياراتي، سيما وأن محافظ التنمية المحلية كانت مهامي بإجراء زيارات وجولات لكافة المحافظات، وكانت كل خطوة تحتاج «شغلا»، وأرى بنفسي أنني نجحت بالمهام التي أوكلت لي بهذا الموقع، ليصار بعد ذلك لتعييني بمنصب محافظ جرش، لأكون أيضا أول سيدة تشغل هذا المنصب.

عملي في محافظة جرش، تضيف رابحة، من أجمل سنوات عملي، ولو أعيدت الكرة اليوم سأكون سعيدة جدا إذا ما قمت بالعمل كمحافظ فهي تجربة رائعة ومميزة، وعملت بها بسعادة وإقبال على العمل والسعي لتحقيق نجاحات متتالية.

وتقول الدباس ركزت خلال فترة ولايتي لمحافظة جرش على الأجندة التنموية، التي كان هدفها بناء قدرات الموظفين وجذب الاستثمارات وتوفير فرص العمل لأبناء المحافظة، بالإضافة إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار بطبيعة الحال، وهو المهمة الرئيسية للمحافظ، ولا أذكر يوما مرّ دون القيام بعمل تنموي مهم وجولات ميدانية دائمة، وأجمل شيء هو العمل بالميدان، عمليا من أكثر الجوانب العملية الرائعة والممتعة، فكنت أحرص عليه يوميا.

وتؤكد الدباس الريادية بعملها وعلى مستوى محلي وعربي، أنها كمحافظ سابق تعتبرها من أهم مراحل حياتها، ورغم ما واجهته من صعوبة وتحديات في بدايات عملها إلاّ أنها تعد نقلة بحياتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى