رياضة
أخر الأخبار

قراءة في مشاركة المنتخب الوطني بكأس آسيا لكرة القدم في قطر

د.علي الخطيب

بعد انتهاء احداث البطولة وتداعياتها لابد من وقفة عند اهم سماتها ونتائجها الحالية والمستقبلية على اللعبة  .

كرة القدم لعبة جماهيرية كبيرة محليا وعالميا لها دور مؤثر في حياة الناس وتحظى باهتمام خاص لدى اليافعين والشباب محليا عندما يحمل الفريق علم النادي، ويصبح الاهتمام وطنيا ولكل الفئات العمرية ولكلا الجنسين على مستوى الدولة والأفراد عندما يحمل المنتخب العلم الوطني.

المنافسات الرياضية الدولية بشتى مستوياتها تمثل بشكل وبآخر دولة المنتخب من حيث اسمها ومكانتها الرياضية بين الدول الأخرى واصبحت المنافسات الرياضة على المستويات الدولية والاولمبية والعالمية شكل من أشكال التعبير عن الهوية الوطنية.

ونظرا لتلك الاهمية، نرى الدول توفر مختلف أشكال الرعاة والعناية والمستلزمات المادية والمعنوية لتوسيع قاعدة المشاركين وتدريب المتنافسين لبلوغ اعلى المستويات من حيث الاعداد والتدريب لفرقها ومنتخباتها الوطنية لكي تشارك وتنافس الدول الاخرى على الألقاب الدولية.

اخذين بنظر الاعتبار ما تقدم وتجسيدا له، فقد تم اعداد المنتخب الوطني الاردني اعداداً جيدا جدا من خلال اهتمام المعنيين باللعبة على توفير مستلزمات المشاركة المادية والمعنوية من مدربين ولاعبين واداريين.

وهنا لابد من التذكير، انه وقبل البطولة، لم يكن احد يتحدث عن احتلال الأردن مركزا متقدما في البطولة لأسباب عدة ليس هنا مجال الحديث عنها، ولكنّ التفاؤل والدعم والمساندة لم ينقطع وتواصل رغم تراجع الاداء والنتائج في مرحلة المنافسات التجريبية. وتمثل اعلى الدعم والمساندة من قبل جلالك الملك وولي العهد والأسرة الهاشمية الذين كانت متابعتهم المتواصلة حافزا كبيرا للنشامى لبذل اعلى الجهود لتحقيق اعلى انجاز اسيوي للمملكة الأردنية الهاشمية في لعبة كرة القدم .

لقد كان الصمت المحفوف بالقلق على نتيجة اي مباراة لمنتخبنا هو السائد عند معظم المتابعين قبل اي منافسة للمنتخب.

لكن ما كان يحدث فعلا في أوساط المنتخب شي آخر لم ندركه نحن جمهور المتابعين عن بعد. وهو أن هناك عملية تدريب وبناء وتطور متصاعد في اداء ومعنويات ووحدة العمل الجماعي  للمنتخب تؤسّس لانطلاقة كبيرة في البطولة الآسيوية. هذا التطور في المنتخب ظهر بعد ان توالت انتصارات المنتخب الأردني على منتخبات لها تاريخ مميز في البطولات السابقه، وبرز المنتخب بحله جديدة قوامها التفوق على الاداء في المستويين الجماعي والفردي في الشق الهحومي والدفاعي مما الهب حماس الجمهور الأردني ورفع مستوى التفاول بنتيجة تفوق كل التوقعات محليا وآسيويا ودوليا. فقد وصل منتخبنا الوطني إلى المباراة النهائية منافسا للمنتخب القطري الشقيق على لقب وكأس البطولة الآسيوية، وقدم المنتخب ماعنده من عشق للوطن وحماس وكفاءة في اللعبة ووفاء للجمهور ولآلاف المشجعين الذين رافقوا مسيرته في البطولة بكل محبة. واحرز المنتخب ولأول مرة في تاريخ اللعبة اردنيا المركز الوصيف والميدالية الفضية وسمعة اسيوية وعالمية عالية المكانة.

بعيدا عن ما حدث من تفاصيل المباراة تحكيميا، فقد  انجز وحافظ المنتخب الوطني على صورته التي أوجزها بما يلي:

اولا:ان تاريخ مشاركات الأردن بالبطولة الآسيوية بلعبة كرة القدم قد توجت بأعلى مكانة وانجاز عبر كل المشاركات السابقة وهو المركز الوصيف للبطولة في قطر ٢٠٢٣/٢٠٢٤.

ثانيا:ان المنتخب قدم صورة جميلة وناصعة لاسم ومكانة النشامى من حيث الاداء الجميل والساحر في بعض الاحيان والنتائج الايجابية والسلوك والاخلاق الأردنية التي نحب ونفتخر بها وحافظ عليها اللاعبون حتى في لحظات الشعور بالظلم التحكيمي الذي واجهه النشامى في المباراة النهائية.

ثالثا:ان المشاركة الأردنية الناجحة في البطولة يجب ان تستثمر لبناء انطلاقة جديدة في التعامل مع الرياضة عموما وكرة القدم والسلة التي احرزت وصافة اسيا من حيث رفع الدعم المادي ببناء منشات رياضية وملاعب على مستويات عالمية من حيث البناء واستيعاب اعداد الحضور والخدمات. 

رابعا:ان تبدأ الاتحادات الرياضية بوضع خطط استراتيجية متكاملة لفرقها ومنتخباتها الوطنية بما يجعلها واحدة من أهم الاتحادات الآسيوية في النتائج والإنجازات وان لاتتوقف مسيرة النجاح عند ما انجز فقط، بل على الجميع العمل وكأن المهمة بدأت من هذا التاريخ لمستقبل افضل وأعلى انجازا للمنتخبات الوطنية الأردنية اسيويا وعالميا وأولمبياد والله الموفق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى