أخوة النيل.. المصريون يفتحون منازلهم لاستقبال السودانيين الفارين من القتال
أخبار حياة- “الأرض أرض الله، والرزق بيد الله، قليله يكفي وكثيره يفيض، والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها”، تلك هي الدعوة التي أطلقها أهل أسوان بمصر لفتح المنازل واستقبال السودانيين الفارين من الموت في حرب لا يعرفون نهاية لها.
ورغم محاولات غرس الفتنة في النفوس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فإنه حين اشتدت الأزمة ودقت طبول الحرب في شوارع الخرطوم أو أم درمان وغيرهما من المحافظات السودانية، كان الدعم اللامحدود هو الواجب الذي لم يتردد أهل أسوان عن الالتزام به تجاه السودان وشعبه.
الحرب تجمع ما تفرق
بعد انتشار وسم إلغاء تأشيرة دخول السودانيين لمصر، وفتح معابر أرقين وقسطل على الحدود بين مصر والسودان، انتشرت دعوات الترحيب بالنازحين من السودان إلى أسوان، حيث إنها ستكون مدينة المرور الأول لهم، على الفور وفّر أهالي أسوان بيوتا مجهزة لاستقبال العائلات من السودانيين، وكذلك فتحت بعض جمعيات تنمية المجتمع، بيوت استضافة للشباب النازح من الخرطوم.
يقول بغدادي الشيباني (60 عاما) للجزيرة نت “العبد الفقير لله تحت أمر أي أسرة سودانية إقامة كاملة بشرط أن تكون هجرت هذه الأيام”.
صورة 4 أهل النوبة يطالبون بالعودة إلى قراهم الأصلية وفق النص الدستوري. صورة لجزيرة أسوان يقطنها نوبيون. تصوير المراسل..
النوبيون يفتحون منازلهم لاستقبال السودانيين الفارين من الاشتباكات بالسودان (الجزيرة)
منازل لنازحي السودان
“أي عائلة سودانية جاءت إلى أسوان وليس لها سكن، أرجو أن يتفضلوا عندي معززين مكرمين، دون أي مبالغ، لمدة شهر كامل حتى تتحسن أحوالهم”، كتب عصمت فاروق، المواطن المصري الذي يعيش في أسوان، عبر مجموعة “معا من أجل أسوان” في موقع فيسبوك.
ورغم سوء الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها أغلب الشعب المصري، وموجات الغلاء المتتابعة، وانهيار العملة المحلية، فإن “أهل أسوان مستعدون لتقاسم اللقمة”، كما يقول عصمت فاروق للجزيرة نت، مضيفا أن “بعض الناس قلقانة من قلة الرزق وارتفاع أسعار الخدمات، بسبب توافد النازحين من السودانيين في الأيام القادمة، لكن الله معنا جميعا، ولا أحد يعلم ما يخبئه الغيب لنا جميعا”.
فتح أبناء النوبة بيوتهم لنجدة السودانيين، فيقول النوبي مصطفى عادل، إن أبناء “دابود ودهميت وأمبركاب وأبوهور” من عائلات النوبة الشهيرة، سيقومون بفتح بيوت قرية كركر، التي تقع في طريق أبو سمبل، لاستضافة السودانيين حتى انتهاء الحرب، خاصة أن معظم أصحاب هذه البيوت يقيمون في القاهرة والإسكندرية والسويس، وأغلبها مغلق لسنوات. ويصف عادل العلاقة بين الشعبين المصري والسوداني بأنها “أقوى من أي عنصرية وأن ما يجمعه النيل لا تفرقه ضغائن لها مصالح خاصة”.
اتفاقية الحريات الأربع
في الوقت الذي انتشرت فيه الدعوات لمنح السودانيين حق دخول الأراضي المصرية دون تأشيرة، نادى البعض بتفعيل اتفاقية الحريات الأربع، التي أبرمها الجانب المصري مع نظيره السوداني في عام 2004، ونصت على حرية التنقل والإقامة والعمل والتملك، ويمنح الاتفاق المواطنين المصريين والسودانيين حق الانتقال إلى البلد الآخر والإقامة والعمل به وشراء العقارات والأراضي وتملكها.
وحتى هذه اللحظة لم تنفذ الاتفاقية بشكل كامل برغم موافقة البرلمانين المصري والسوداني عليها، ورغم الارتفاع المطرد لعدد السودانيين في مصر والذي يقدر عددهم بحسب مفوضية اللاجئين بحوالي 5 ملايين سوداني، من بينهم 250 ألف لاجئ وطالب لجوء مسجلون، وهو العدد الأكبر من إجمالي 9 ملايين لاجئ تستضيفهم مصر، بحسب تقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش” عن أوضاع اللاجئين السودانيين في مصر.
الجزيرة