الرئيسيةمحليات

ضحايا أطفال.. السجائر الإلكترونية تزداد انتشارا بين طلبة المدارس

أخبار حياة – في الوقت الذي حذر فيه خبراء واختصاصيون من مخاطر السجائر الإلكترونية على أطفال المدارس، والمراهقين، أكدت وزارة الصحة أنها تتابع بشكل حثيث انتشار هذه السجائر بين الطلبة وفق آليات جديدة للحد من هذه الظاهرة.

في المقابل تساءل اختصاصيون عن سبب عدم متابعة وزارة الصحة للحد من انتشار هذه الظاهرة بين الطلبة في سن 11 الى 18 عاما خلافا لما كان وزير الصحة فراس الهواري يدعو له قبيل تسلمه منصبه.

وفي هذا الصدد، يؤكد استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية الدكتور محمد حسن الطراونة أن المشاهدات والملاحظات حول انتشار تدخين السجائر الإلكترونية بين المراهقين والأطفال في مجتمعنا تزداد بشكل كبير، فيما تباع السجائر للمراهقين بدون ضوابط أو حسيب أو رقيب، حتى باتت هذه الفئة الأكثر استهدافا لمروجي هذا النوع من التدخين.

وتساءل الطراونة: “من يحمي أطفالنا من هذه آلافة، ومن يتحمل مسؤولية ذلك، على الرغم من مصادقة وزارة الصحة على اتفاقية مكافحة التبغ مع منظمة الصحة العالمية، التي تنص بنودها على منع التدخين داخل المنشأت العامة، ومنع بيع منتجات التبغ لمن هم دون سن الثامنة عشرة، إلا أن ذلك أصبح حبرا على ورق”.

وكان وزير الصحة الدكتور فراس الهواري أكد إبان توليه موقع مدير برنامج مكافحة السرطان في مركز الحسين للسرطان، أن هنالك انقساما كبيرا تشهده الأوساط العلمية عامة، والطبية خاصة، حول ما يُعرف بـ”السيجارة الإلكترونية”.

وقال الهواري: “يعود أحد أكبر أسباب هذا الانقسام، على الأقل في الوسط الطبي، إلى تنافي التعامل مع هذه السيجارة والترويج لها مع القواعد الأساسية الأخلاقية التي درج عليها إيصال أي تداخل علاجي دوائي أو جراحي إلى المريض؛ حيث درج العُرف الطبي أن يكون إيصال أي علاج مبنيا على ثلاثة أسس على الأقل وهي: حق المريض بالاستقلالية في تبني العلاج والاستمرارية فيه، وتقديم ما يعود بالفائدة على المريض، والثالث وهو الأهم، عدم الإضرار بالمريض من خلال هذا العلاج، ومن هنا فإن القيام بالترويج للسيجارة الإلكترونية اليوم يتعارض مع هذه المبادئ جميعها”.

وأوضح أن السيجارة الإلكترونية تقوم بإيصال مواد شديدة الإدمانية على رأسها مادة النيكوتين، التي تجعل المستخدم مسلوب الإرادة، وفريسة لهذا الإدمان، كما أنه لا توجد أي فائدة تعود على الأشخاص المستخدمين لها، وليست خالية من الأضرار.

من جهتها أكدت وزارة الصحة، على لسان مصدر تابع لها، أنها تتابع المدارس، وهناك إجراءات جديدة تعتزم العمل عليها مستقبلا بالتعاون مع مديرية الصحة المدرسية والدوائر الأخرى في الوزارة.

وكشف المصدر عن أن وزارة الصحة كانت أعدت دراستين حول السجائر الإلكترونية وتأثيرها على الأطفال والمراهقين في العامين 2014 و2019، إلا انه لم يوضح فحواهما.

وقال إن وزارة الصحة كانت رصدت سابقا أن السجائر الإلكترونية تغزو المدارس، وأن أكثر الطلبة استخداما لها تتراوح اعمارهم بين 11 و18 عاما، وأرسلت العديد من التعاميم إلى وزارة التربية والتعليم التي تقضي بمنع إدخال السجائر والأراجيل الإلكترونية إلى داخل المدارس.

ويكمن خطر السجائر الإلكترونية في أنها سهلة التداول بين طلبة المدارس ولا تبعث روائح كالسجائر العادية، فضلا عن تشبعها بمادتي النيكوتين والجلسرين الخطرتين على الجسم.

وأعدت الوزارة ايضا، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، دراسة حول اضرار السجائر الإلكترونية، اضافة إلى دراسة أخرى حول نسب التدخين والإجراءات الرسمية بشأنه، إلا ان الدراسة لم تر النور وفقا لمصدر مطلع في وزارة الصحة.

وتخالف السجائر والأراجيل الإلكترونية نص المادة 63 فقرة ج من البند الخامس من القانون التي تنص على: “يعاقب بالحبس مدة 3 أشهر ولا تزيد على ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن ألف دينار ولا تزيد على ثلاثة آلاف دينار كل من قام بصنع أو استيراد مقلدات منتجات التبغ أو أي جهاز يستخدم لغايات التدخين”.

وتعتمد الأرجیلة الإلكترونیة على آلیة لتولید البخار بدلا من الدخان الضار الناجم عن الأرجیلة التقلیدیة، ويستخدم فيها سائل طبيعي ذو نكهة بدلا من القطران الضار الممزوج بنكهات.

وحذر الدكتور الطراونة من انتشار التدخين وخاصة الإلكتروني بين الطلبة، موضحا أن الدراسات والابحاث العالمية تشير الى أن هنالك ارتباطا وثيقا بين التدخين الإلكتروني والتغير الذي يحدث على أنسجة الرئة، وفق دراسة اجرتها الجامعة الوطنية الاسترالية ونشرت نتائجها في المجلة الطبية الأسترالية.

ولفت الى أن مدخني السجائر الإلكترونية يستنشقون نسيجا معقدا من المواد الكيميائية التي تحتوي على 240 مادة صنفت 40 منها بأنها سامة، و30 ذات ضرر كبير على الصحة خصوصا على الرئتين، حيث تبين استطلاعات الرأي في كل من الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة تزايدا ملحوظا في نسبة مدخني السجائر الإلكترونية خصوصا بين المراهقين وطلاب المدارس.

وأشار الطراونة إلى تجربة حكومة المملكة المتحدة في وضع خطة بتكلفة ثلاثة ملايين جنية إسترليني لمكافحة البيع غير القانوني للسجائر الإلكترونية بين الأطفال.

ووجه الدكتور الطراونة مناشدة إلى وزير الصحة بضرورة حماية الأطفال والمراهقين من ضرر السجائر الإلكترونية.

ومن المعلوم أن السيجارة الإلكترونية هي جهاز يعتمد مبدأ عمله على تبخير السائل الذي يحتوي على النيكوتين في داخله وإخراجه على شكل رذاذ يتم استنشاقه.

ويلجأ بعض المدخنين إلى استعمال تلك السجائر، انسياقا وراء الاعتقاد الشائع الذي يشير إلى أنها “آمنة وأقل ضررا من التبغ العادي على الصحة العامة”، على الرغم من ظهور بعض القناعات بأن السيجارة الإلكترونية أقل خطرا من السيجارة العادية، بل وتساعد على التخلص من إدمانها.

إلا أن هناك أدلة علمية أثبتت خطر السيجارة الإلكترونية خاصةً عند الأشخاص الذين لم يسبق لهم التدخين من قبل، حيث يمكن لهذه السجائر إتلاف بعض الخلايا الحيوية في الجهاز المناعي، وإلحاق ضرر أكبر مما كان يُعتقد سابقا، حسبما ذكرت دراسة طبية جديدة.

وتوصل باحثون إلى أن دخان السيجارة الإلكترونية يسبب ضررا كبيرا لخلايا مناعية مهمة في الرئتين ويزيد من الالتهابات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى