الرئيسيةمحليات

إليكم موضوع خطبة اليوم الجمعة “16 رمضان”

أخبار حياة – عممت وزارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية موضوع خطبة الجمعة على جميع مديريات أوقاف المملكة.

وتاليا أبرز ما جاء في خطبة الجمعة، 16 رمضان التي حملت عنوان: “رمضان شهر الانتصارات والفتوحات”.

وجاء فيها، أن رمضان هو شهر الانتصارات والفتوحات فقد وقعت في رمضان أحداث عظيمة في تاريخ الإسلام، منها معركة بدر الكبرى وفتح مكة وعين جالوت وغيرها من الغزوات العظام والمعارك الحاسمة مما يؤكد أن رمضان هو شهر الجد والاجتهاد والصبر والمصابرة وليس شهر تكاسل وتقاعس .

في السابع عشر من رمضان المبارك من السنة الثانية للهجرة وقع أول انتصار في تاريخ الإسلام وقعت معركة بدر التي سماها الله تعالى الفرقان قال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ الانفال: 41 .

ومن الغزوات المباركة التي حدثت في رمضان غزوة الفتح العظيم، فتح مكة المكرمة التي وقعت في العشرين من رمضان في العام الثامن من الهجرة ، وهذا الفتح هو سيد الفتوحات حتى تقوم الساعة، ذلك لأن شوكة قريش التي كانت تخافها القبائل قد كسرت ، فلم يبق أمام الناس إلا أن يدخلوا في دين الله أفواجا .

إن انتصارنا على أعدائنا في هذه الغزوات والمعارك في شهر رمضان المبارك يدعونا لمجاهدة أنفسنا لنكون ربانيين كالصحابة رضي الله عنهم، قال الله تعالى: :﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ سورة العنكبوت : 69 ، ولذلك علينا أن نجتهد في العشر الأواخر من شهر رمضان لننتصر على نفوسنا الأمارة، وننال هداية ربنا سبحانه وتعالى لنصبح مع المحسنين.

وفي شهر رمضان المبارك نستذكر المسجد الأقصى الأسير الذي يتعرض كل يوم للاعتداء والتدنيس ، ونؤكد على قدسيته وأنه حق خالص للمسلمين لا يقبل القسمة الزمانية ولا المكانية، وندعو العالم أجمع وأصحاب الضمائر الحية إلى الوقوف مع المسجد الأقصى تجاه ما يتعرض له من اعتداءات آثمة، ونشكر كل المواقف الداعمة للمسجد الأقصى وعلى رأسها مواقف عميد آل البيت الملك عبدالله الثاني بن الحسين الرامية الى حمايته وصونه وإبقائه شعلة مضيئة في حياة المسلمين.

ولا تنسوا قول النبي صلى الله عليه وسلم: من قال: “سبحان الله وبحمده في اليوم مائة مرة، حُطَّتْ خطاياه وإن كانت مثل زَبَد البحر”، ومن قال: ” لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكُتِبَتْ له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي”، ومن قال: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ﴾ ، ” أيما مسلم دعا بها في مرضه أربعين مرة فمات في مرضه ذلك أعطي أجر شهيد، وإن برأ برأ وقد غفر له جميع ذنوبه

«إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ(1) نحمده ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَسْتَنْصِرُهُ وَنَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ»، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحده لا شريك له، وَأَشْهَدُ أَنَّ سيدنا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ(2) ، اللهم صلِّ على سيِّدَنا محمَّدٍ(3) وعلى آله وصحابته والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى ولزوم طاعته(4): لقوله تعالى(5) {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما}(6).

لقد كانت هذه المعركة مثالاً للتسامح والرحمة الإنسانية من نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم ، وكان سببها أن قريشاً نقضت عهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجهز جيشاً قوامه عشرة الاف مقاتل لا يرى منهم الا الحدق من شدة ما عليهم من الدروع لإغاثة المظلومين الذين قتلوا بغير حق، حيث جاء عمرو بن سالم الخزاعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً :

يَا رَبِّ إنِّي نَاشِدٌ مُحَمَّدًا … حِلْفَ أَبِينَا وَأَبِيهِ الْأَتْلَدَا

قَدْ كُنْتُمْ وُلْدًا وَكُنَّا وَالِدَا … ثُمَّتَ أَسْلَمْنَا فَلَمْ نَنْزِعْ يَدَا

فَانْصُرْ هَدَاكَ اللَّهُ نَصْرًا أَعْتَدَا … وَادْعُ عِبَادَ اللَّهِ يَأْتُوا مَدَدَا

فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ قَدْ تَجَرَّدَا … إنْ سِيمَ خَسْفًا وَجْهُهُ تَرَبَّدَا

فِي فَيْلَقٍ كَالْبَحْرِ يَجْرِي مُزْبِدًا … إنَّ قُرَيْشًا أَخْلَفُوكَ الْمَوْعِدَا

وَنَقَضُوا مِيثَاقَكَ الْمُوَكَّدَا … وَجَعَلُوا لِي فِي كَدَاءٍ رُصَّدَا

وَزَعَمُوا أَنْ لَسْتُ أَدْعُو أَحَدَا … وَهُمْ أَذَلُّ وَأَقَلُّ عَدَدَا

هُمْ بَيَّتُونَا بِالْوَتِيرِ هُجَّدًا … وَقَتَلُونَا رُكَّعًا وَسُجَّدَا

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم “نُصرت يا عمرو بن سالم” .

فدخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة راكباً على راحلته متواضعاً متذللاً لربه عز وجل وهو يردد قوله تعالى: ﴿ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ الاسراء: 81 ، فرفع قول الله أكبر في جنبات مكة المكرمة وصدع صوت الحق ودان أهلها لعدالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم في موقف مهيب فقال: « يا أهل مكة أو يا معشر قريش : ما تظنون أني فاعل بكم ؟ قالوا : خيراً أخ كريم وابن أخ كريم. قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء » سيرة ابن إسحاق .

لقد رمى كفار قريش أسلحتهم وسيوفهم ورماحهم في طرقات مكة المكرمة ليقبلوا على هذا الدين ويدخلوا في دين الله أفواجاً.

فما اعظم رحمة الإسلام المتمثلة بفعل النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، فقد جسد أروع الأمثلة في التسامح والرحمة الإنسانية والتي تمثلت بعدم قتل أسرى بدر الكبرى بل جعل من يُعلم عشرة من أبناء المسلمين القراءة والكتابة فداءً له ، قال الله تعالى: ﴿ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً ﴾ محمد: 4 .

وفي فتح مكة تجلت معاني الرحمة والحلم والعفو والصفح على الرغم مما عاناه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم من صنوف الأذى بغير حق وإخراجهم من ديارهم ، قال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ الحج: 40 ، وقد اجتمعت قريش بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ذليلة منكسرة تنتظر ما سيفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم وبأموالهم وقد بلغ فيهم الخوف أشده، فكانت تلك العبارة التي خرجت من فم النبي صلى الله عليه وسلم ” ما تظنون اني فاعل بكم؟ قالوا : خيراً أخ كريم وابن أخ كريم. قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء “، فكانت مثالاً تحتذى للإنسانية كلها على مدار الزمان فلم يشهد العالم أعظم ولا أرحم ولا أحلم من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهو رحمةٌ مهداة للعالمين قال تعالى : ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ الأنبياء: 107 .

إن انتصارنا على أعدائنا في هذه الغزوات والمعارك في شهر رمضان المبارك يدعونا لمجاهدة أنفسنا لنكون ربانيين كالصحابة رضي الله عنهم، قال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ سورة العنكبوت : 69 ولذلك علينا أن نجتهد في النصف الثاني من رمضان وخاصة العشر الأواخر من الشهر المبارك لننتصر على نفوسنا الأمارة، وننال هداية ربنا سبحانه وتعالى لنصبح مع المحسنين، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها قالت السيدة عائشة رضي الله عنها وعن أبيها قالت: « كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ » رواه مسلم ، فهنيئاً لمن وفقه الله لطاعته وحافظ فيها على الطاعات والعبادات وسائر الأعمال الصالحة واستزاد منها في هذه الليالي العظام حتى يحظى بالعتق من النار في نهاية رمضان .

والحق أننا في شهر رمضان المبارك نستذكر المسجد الأقصى الأسير الذي يتعرض كل يوم للاعتداء والتدنيس ، ونؤكد على قدسيته وإنه حق خالص للمسلمين لا يقبل القسمة الزمانية ولا المكانية، وندعو العالم أجمع وأصحاب الضمائر الحية الى الوقوف مع المسجد الأقصى تجاه ما يتعرض له من اعتداءات أثمة تسعى إلى إخضاع المصلين وإرهاب الأمنين في عبادتهم، ونشكر كل المواقف الداعمة للمسجد الأقصى وعلى رأسها مواقف عميد آل البيت الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الرامية الى حمايته وصونه وإبقائه شعلة مضيئة في حياة المسلمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى