أخبار حياة – يأمل مزارعون بالكرك وخصوصا مزارعي المحاصيل الحقلية من القمح والشعير بأن تتجاوز محاصيلهم هذا الموسم حالة الجفاف التي تكرت خلال العاميين الماضيين، وذلك بعد ان وصل الهطول المطري الى أعلى من نصف المعدل السنوي بالمحافظة.
وخلال العامين الماضيين، لم تصل نسبة الهطول المطري لأكثر من 38 % و45 % على التوالي في مختلف مناطق المحافظة، ما تسبب بحالة جفاف وتلف للمحاصيل الحقلية وعدم تمكن المزارعين من حصاد أي كميات من القمح والشعير، حيث تجلى ذلك في غياب كميات الحبوب التي تباع لوزارة الصناعة والتجارة بمراكز استلام المحاصيل الحقلية، اذ شهدت محافظات الجنوب الموسم الماضي عدم افتتاح مركز لاستلام المحاصيل لأول مرة منذ افتتاحة قبل 40 عاما.
وشكلت الامطار الموسم الحالي وتوزعها على مدار الموسم وفقا للعديد من المزارعين ارتياحا عاما بالمحافظة، بسب انبات الحبوب والاعشاب الرعوية بشكل جيد خلافا للسنوات الماضية رغم عدم تساقط الكميات السنوية للامطار بالمحافظة حتى الآن، إلا ان الموسم قد تجاوز حالة الخطر، بحسب مزارعين ومربي ماشية.
وبحسب مدير زراعة الكرك المهندس مصباح الطراونة فان نسبة الهطول المطري العام بمحافظة الكرك بلغت حتى أول من أمس حوالي 165 ملم، وهي تعني انتصاف نسبة الهطول المطري العام البالغ 300 ملم، مشيرا إلى أن الموسم الحالي جيد حتى الآن إضافة إلى توقع هطول كميات اضافية من الامطار خلال الفترة المقبلة.
واشار إلى أن نسبة إنبات المحاصيل الحقلية جيدة في أغلب المناطق وخصوصا وان بعض المناطق بالمحافظة تجاوزت نسبة الهطول المطري معدل 89 %، مؤكدا أن المعدل بمنطقة قصبة الكرك بلغ 210 ملم وبنسبة 60 % من المعدل السنوي، وفي منطقة المزار الجنوبي بلغت 167 ملم وبنسبة 47 % من المعدل السنوي، وفي منطقة الغوير بلغت كميات الامطار 224 ملم وبنسبة 89 % من المعدل السنوي، والقطرانه 107 ملم بنسبة 71 %، وفقوع 152 ملم وبنسبة 43 %، والقصر 179 ملم وبنسبة 51 %، وعي 168 ملم وبنسبة 56 %.
وشدد على أن نسبة الأمطار الحالية قياسا إلى مستوى الانبات للمحاصيل الحقلية جيدة ولديها مردود مناسب وهي تساهم في تحسن موسم المحاصيل الحقلية في جميع مناطق المحافظة وتعني تجاوز الحالة التي شهدتها المحافظة لموسمين متتاليين.
ولفت إلى أن توزع الأمطار على جميع فترات الموسم المطري ساهم في عدم تعرض المحاصيل لنقص الري، مشيرا إلى أن هناك فرصة جيدة لتساقط الامطار خلال الفترة المقبلة ورفع نسبة الهطول المطري وتوفير كميات جيدة من المياة للمحاصيل الحقلية.
واكد أن مختلف الزراعات سوف تستفيد من الهطول المطري الجيد بالمحافظة وخصوصا زراعات الأشجار المثمرة والزراعات الصيفية ايضا، إضافة إلى استفادة الينابيع الموجودة بالمحافظة من الامطار وزيادة تدفقها وخصوصا تلك التي جفت خلال السنوات الماضية.
وعلى امتداد البصر، وخصوصا في المناطق الشرقية من المحافظة تشهد حقول القمح والشعير انباتا جيدا خلافا للسنوات الماضية، ويراهن المزارعون في المحافظة على موسم افضل من سابقة.
وكان موسما الأمطار العامين الماضيين، قد شهدا تراجعا كبيرا عن المعدل السنوي في المحافظة، والمقدر بين 250 و350 ملم، في حين وصل معدل الهطول للعام قبل الماضي وحتى نهاية الموسم 38 % من نسبة الهطول المطري السنوي، في حين كانت نسبة الهطول المطري للعام الماضي وحتى نهاية الموسم 40 % بمعدل هطول بلغ 135 ملم.
وقال المزارع علي الضمور من سكان بلدة الغوير إن المنطقة شهدت أفضل نسبة هطول مطري منذ عامين، وبلغت حوالي 225 ملم، وهو الأمر الذي ساهم في تحسن نمو المحاصيل الحقلية من القمح والشعير التي تشتهر بزراعتهما المنطقة شرقي المحافظة. واشار إلى أن عملية نمو المحاصيل جيدة حتى الآن، ولا يوجد اي حالة جفاف للمحاصيل حتى بالأماكن البعيدة شرقي المحافظة حيث تساقطت الامطار فيها منذ بداية الموسم وتتابعت بشكل جيد.
واكد أن المزارعين يراهنون على المزيد من الامطار خلال الفترة المقبلة لتجاوز المخاوف بخصوص الموسم بشكل نهائي، رغم أن مستوى نمو المحاصيل بالحقول جيد ومبشر بالخير.
واضاف أن المزارعين تعرضوا خلال الموسمين الماضيين لخسائر مالية كبيرة، والتي قدرت بملايين الدنانير، جراء ضعف المواسم المطرية، وعدم حصولهم على أدنى مردود مالي من زراعاتهم الحقلية التي لم تنبت اصلا.
وأكد علي الحمايدة، أن الموسم المطري الحالي تجاوز وصف الرديء، حيث شهدت المحاصيل إنباتا جيدا منذ بداية الموسم، ومن المتوقع أن يستمر بهذا الشكل وتجاوز تكرار الخسارة وخصوصا وان كلفة الزراعات الحقلية اصبحت مرتفعة خلال السنوات الأخيرة.
ولفت الى أن المحاصيل الحقلية من القمح والشعير، تحتاج لكي تتمكن من النمو الجيد في هذه الفترة، إلى هطول مطري لا يقل معدله عن 160 ملم، وهو الأمر الذي تحقق حتى الآن، بحيث بلغ الهطول حتى هذه الفترة حوالي 165 ملم.
يذكر أن مساحة الأراضي التي تزرع سنويا في المحافظة بمحاصيل حقلية، تقدر بحوالي 210 آلاف دونم، يزرع منها 90 ألفا بالقمح و120 ألفا بالشعير.
(الغد)
