بيت حواء

ربيعة أبورمان.. طفلة تعلمت اللغة التركية من الدراما

اخبار حياة – لم يخطر على بال أسرة الطفلة “ربيعة أبو رمان” أن الكلمات غير المفهومة التي تنطقها ابنتهم هي بعض مفردات اللغة التركية التي تعلمتها دون معلم وبدأت في استخدامها منذ كانت في السابعة من العمر.

إعجاب ربيعة (13 عاما) بالتركية، لم يأت فقط من الدراما الناطقة باللغة نفسها، بل يرجع إلى نشأة الطفلة بالقرب من “صرح الشهداء الأتراك”، بمدينة السلط.
و”صرح الشهداء الأتراك”، يضم رفات 300 جندي عثماني قضوا في الحرب العالمية الأولى (1918-1914)، دفاعا عن السلط والدولة العثمانية بمواجهة الإنجليز.

الشهداء الأتراك
و كشفت الطفلة “ربيعة” عن كيفية تعلمها التركية، فقالت: “كما ترى، نحن نعيش بالقرب من صرح الشهداء الأتراك”، الذي بات مزارا للسياح الأتراك والعرب الذين يقصدونه على مدار العام.

ويضم الصرح، التابع لوزارة الدفاع التركية، متحفا للصور التي توثق بطولات الجيش العثماني وعملياته في المنطقة، كما يحتوي على نموذج للملابس العسكرية التي كان يرتديها الضباط والجنود في ذلك الوقت.

وأوضحت أبورمان: “دائما ما كنت أسعى لدخوله (الصرح)، للتواصل مع الزوار الأتراك، والحديث معهم عن المكان، وعن بلدي باللغة التركية”.

وبمجرد دخول الصرح، يجد السياح جدارية مكتوب عليها أسماء الشهداء، الذين قضوا خلال دفاعهم عن المدينة، وتأمين الحماية لممر وادي شعيب الاستراتيجي القريب، كونه الممر الرئيسي للمسافرين والقوافل بين الأردن وفلسطين.

الدراما التركية
الوسيلة الثانية التي تعلمت بها ربيعة اللغة التركية، كانت عبر متابعتها الإنتاج الفني التركي، فقالت: “أحب الدراما التركية وأتابعها باستمرار، كما أنني فضولية، وأحب تعلم كل شيء”.

وأوضحت الطفلة أنها تعلقت بتركيا، بعد مشاهدتها مسلسلا يروي أحداث محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو/تموز 2016: “جذبتني اللغة والعادات والتقاليد، ودرجة حب الأتراك لبلادهم بهذه الطريقة”.

طموح كبير
من جهتها، أرجعت والدة ربيعة، وعد النسور (42 عاما)، سبب التعلم السريع لابنتها مفردات اللغة التركية، إلى أن “لديها طموح كبير، وهي نشيطة جدا، وتُطالع الكتب كثيرا، وتحرص على مجالسة الكبار ومحاورتهم”.

واستطردت الأم: “في بعض الأوقات، نشعر بأن معلوماتها أدق من معلوماتنا، فهي تحب السؤال والبحث عن أي جديد”.

وعن كيفية اكتشاف موهبة ابنتهم، قالت النسور: “كان عمر ربيعة 7 سنوات، وكانت تردّد أغنية بلغة لا نفهمها، واعتقدنا حينها أنها تعلمتها من فيلم كرتون، لنعلم فيما بعد بأنها التركية”.

وهنا يتدخل شقيق ربيعة، ويُدعى آدم (8 أعوام) في الحديث ويقول: “بتحضر (تُشاهد) أفلام تركية، وعندها (لديها) تطبيق تتعلّم منه لنصّ الليل (حتى منتصف الليل)”.

ومتفاخرةً بثقافة ونشاط ابنتها الصغيرة، أوضحت الوالدة: “ربيعة تقرأ كتب علم نفس، وعملت مبادرة في مدرستها تُحارب التنمّر، وهي أصغر متطوعة، وتُساعد أصحاب الهمم (ذوي الاحتياجات الخاصة)”.

ويشهد تعلّم اللغة التركية بالأردن إقبالا كبيرا، إذ بلغ عدد خريجي معهد “يونس إمره” في عمان، الذي تأسس عام 1969، ما يزيد على 4 آلاف طالب، خلال الأعوام الخمس الأخيرة، وفق إحصائية رسمية.

(الاناضول)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى