أخبار حياة- أثارَ اعتبار “سد جاوا” الأثري في مدينة المفرق، السد الأقدم في العالم، بعض التساؤلات عن حقيقة هذا الأمر، خاصةً، وأنّ فريقًا آخر من العلماء رجّح أيضًا أن يكون “سد بعجة”،الكائن في مدينة البتراء، هو السّد الأثري الأقدم في التاريخ.
يُعتبر سد جاوا الواقع شمال منطقة الأزرق بنحو 58 كم ، أقدم سد في العالم حيث يعود تاريخه إلى حوالي 3000 قبل الميلاد، أي خلال العصر البرونزي المبكر.
كان هذا السد جزءًا من نظام تزويد مائي، لتزويد مدينة جاوا بالمياه آنذاك ، ويتكون من سلسلة من السدود والقنوات المائية، يصل طول بعضها إلى ثمانية كيلومترات، لغاية توجيه المياه إلى نظام الخزّانات التي تمتلك قدرة عالية على التخزين، وقد صُمّمت جدران السدّ ضدّ مخاطر الضغط الخلفيّ للماء، وهو حلّ احترازيّ استُخدم في الهندسة الحديثة، وكان يستمد المياه من الجريان السطحي لمياه الشتاء من وادي راجل
سدّ جاوا؛ بلغ طوله خمسة عشر قدماً أي ما يقارب الخمسة أمتار، وارتفاع يصل إلى ثمانين قدماً أي ما يقارب الأربعة والعشرين متراً، وبقاعدة تبلغ خمسة عشر قدماً.
ووفقًا لمدير آثار المفرق عماد عبيدات، فإن تاريخ تأسيس موقع جاوا الأثري يعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد في فترة العصر البرونزي، مشيرًا إلى أن غزارة الأمطار في تلك الفترة ساعدت بنشوء هذا الموقع، مستدركًا أنه تم هجر الموقع في أواخر العصر البرونزي بسبب الزلازل والجفاف وقلة الأمطار.
في فرضية مقابلة لفريق آثارٍ ألماني،وضّحها، أستاذ السياحة والآثار،الدكتور محمد الطراونة،لـ“أخبار حياة”،
تقول إنه من المحتمل أن يكون “سد بعجة”، الواقع على بُعد 6 كيلومترات إلى الشمال من مدينة البتراء، والذي يعود للعصر الحجري الفخاري، أي قبل حوالي 9000آلاف عام، -هو السد الأقدم في التاريخ-.
لكنَّ علماء الآثار إلى الآن لم يتمكنوا إثبات ذلك بدليلٍ ماديٍ ملموس؛ بسبب كون سيق بعجة، تأثرًا كثيرا بالسيول المطرية، ما أسفر عن انجراف كثيرٍ من المعالم، التي كان وجودها يُساعد في إثبات هذه الفرضية، خاصةً وأنّ إغلاق فجوة صغيرة من السيق، كانت ستُسهم في تكوين سدٍّ كامل، فعلى ارتفاع 4 أمتارٍ من هذا السد، صممت قناتين، كما تم نحت الأخاديد على يمين ويسار مدخل سيق بعجة بشكل عامودي، ومن المُرجح أنهما كانتا تحتويان بداخلهما قديماً على مزلقة للمساعدة في التخفيف من حدة المجرى ورفع مستوى الماء إلى مستوى الأقنية المتواجدة على ارتفاع عالٍ نسبياً.
