زيارة الصفدي.. ما هي فرص عودة سوريا للحضن العربي؟
اخبار حياة – لأول مرة منذ اثني عشر عاما، زار وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي دمشق والتقى بالرئيس السوري بشار الأسد.
الصفدي أكد أن زيارتَه إلى سوريا جاءت تعبيرا عن التضامن مع الشعب السوري، مضيفا أن الرسالة واضحة وهي تأكيد الوقوفِ إلى جانب الشعب السوري لتجاوُز المحنة وتداعياتِ الزلزال.
ويرى كثيرون أن زيارة وزير الخارجية لسوريا تأتي ضمن جهود إعادة سوريا للحضن العربي بعد أن سبقتها زيارات وجهود عربية في هذا السياق، فهل تعزز زيارة الصفدي هذا التوجه؟ وما المطلوب للبناء على هذا الزخم؟
وقال الكاتب والمحلل السياسي، منذر الحوارات، أمس الثلاثاء، إن زيارة وزير الخارجية أيمن الصفدي إلى سوريا أتت ضمن ما يعرف بـ”دبلوماسية الكوارث” على حد وصفه.
وأضاف في حديث لـ”أخبار حياة”، أن الزيارة ستوجد إطار جديد لطبيعة العلاقة.
وتابع ” الاردن لا يستطيع ترك سوريا وحدها عقب الزلزال المدمر، وهذا يسهم بالتغلب على العوائق السياسية التي كانت تفرض على سوريا من دول غربية”.
واعتبر الحوارات، أن الأردن استطاع الحصول على استثناء من قانون قيصر الأمريكي المفروض على سوريا، عندما بدأ في إيصال الكهرباء إلى لبنان عبر سوريا.
الكاتب والباحث السياسي، الدكتور خلف المفتاح، أكد أن عودة العلاقات العربية-السورية، هي من مصلحة الجميع.
المفتاح قال: “الأزمة التي مرت بها سوريا في آخر 12 عاما، هزت الاستقرار العربي كله، ومن مصلحة الجميع عودة العلاقات”.
أما رئيس مجلس إدارة مركز نماء للاستشارات الاستراتيجية، الدكتور فارس بريزات، فأشار إلى أن هذه الزيارة تأتي استكمالا لعديد من الجهود السابقة لضم سوريا إلى الحضن العربي.
وقال بريزات: “زيارة الصفدي إلى سوريا لها دلالات سياسية كثيرة، فهناك مصالح مشتركة، استراتيجية وأمنية”.
وأشار بريزات إلى أن الزيارة السياسية الأردنية-السورية، أهم من المعونات الإنسانية، فالمعونات لم تتوقف منذ وقوع الزلزال بين الأردن وسوريا، لكن هذه الزيارة هي تتويج سياسي للعلاقات الإنسانية الأخيرة.
وشدد بريزات: “العلاقات بين الأردن وسوريا يجب أن تعود، لأهداف استراتيجية وأمنية”.
وختم بريزات: “الجفاء العربي تجاه سوريا لا يمكن أن يستمر، وأتوقع أن تعود سوريا للحضن العربي”.
خطوة دولية
زيارة وزير الخارجية الأردني لسوريا تأتي لتعزيز جهود إعادة دمشق للحضن العربي، وقال بريزات إن خطوة الولايات المتحدة لفتح طريق إيصال المعونات إلى سوريا رغم الحظر، قد يفتح الباب أمام دولا أخرى للتقرب من سوريا.
وقال “عندما تقوم وزارة الخزانة الأميركية وقف قانون قيصر كي توصل المعونات لسوريا بسبب الزلزال، فهو يفتح الباب لدول أخرى لإعادة التواصل مع سوريا، سواء عن طريق المساعدات أو عبر الطرق الدبلوماسية”.
وأكد بريزات إلى أن التنازلات السورية من جهة، والتنازلات من الدول الغربية، من جهة أخرى، ستحدد طريقة علاقة سوريا بالمجتمع الدولي في المرحلة المقبلة.
وأشار بريزات: “حتى الآن لا توجد طاولة مفاوضات واضحة بين سوريا والعالم الدولي”.
نهاية التدخل الإيراني؟
ومن الأمور التي تقلق المجتمع الدولي في سوريا، تدخل الميليشيات الإيرانية في المشهد السوري، وهو ما علق عليه الدكتور خلف المفتاح.
وقال المفتاح: “سوريا كانت بحاجة إلى دعم لمواجهة الإرهاب الذي تعرضت له، الوجود الإيراني في سوريا ليس وجود دائم، وهو وجود مؤقت. وجود إيران كان لضرورة محددة، والاقتراب من إيران لا يعني الابتعاد عن الجانب العربي”.
وأضاف: “غياب الدول العربية عن الدول العربية الأخرى، مثل ما حصل في العراق بعد الحرب، يؤدي لتدخل الدول الأجنبية مثل إيران، وهذا ما لا يجب أن يحصل”.