منوعات

هل تضرب تركيا زلازل كبرى الأيام القادمة؟

أخبار حياة- منذ اللحظة الأولى التي شهد فيها جنوب تركيا وشمالي سوريا الزلزال الذي قدر بحوالي 7.8 درجات على مقياس ريختر، كانت مخاوف الناس الأساسية متعلقة بالضربات التابعة لها، حتى أن الكثيرين في المناطق المتضررة لم يغادروا الشوارع. لماذا؟

الزلازل وهزاتها الارتدادية

تعرف الزلازل بأنها قدر من الطاقة الحبيسة في باطن الأرض التي تخرج بصورة هزات خفيفة أو قوية على السطح، وتحدث لأسباب عدة منها بشكل أساسي حركة صفائح القشرة الأرضية بالنسبة لبعضها البعض.

ولفهم ما يجري تخيل أن القشرة التي تغطي الأرض أشبه ما يكون بأحجية (بازل) ورقية تتركب فيه 20 قطعة متداخلة مع بعضها البعض بنفس الشكل الذي تتخذه الأحجيات التي تتضمن صورة يجب أن تركّب أجزاؤها معا، وتسمى تلك القطع الصفائح التكتونية Plate tectonics.

الصفائح التكتونية- المصدر Wikipedia

وعادة ما تتحرك هذه الصفائح ببطء بالنسبة لبعضها البعض بمعدلات من 1-20 سنتيمترا في السنة، لكن أحيانا تتداخل تلك الصفائح معا بأشكال عنيفة، وهو ما يسبب حدوث الزلازل، مثل ما ضرب تركيا وسوريا فجر الاثنين 6 فبراير/شباط الجاري، وكان الأقوى على المقياس منذ عام 1939.

لكن الزلازل الكبرى مثل زلزال تركيا عادة ما تتبع بما يسمى “هزات ارتدادية” Aftershocks كبيرة نسبيا، وهي هزات أرضية تنشأ من نفس منبع الزلزال الرئيسي.

ويكون السبب في هذا النوع من الهزات الإضافية متعلقًا بالهزة الرئيسية، حيث يتسبب الإطلاق المفاجئ للطاقة الناتج عن تكسير الصخور في الهزة الأولى ببعض الضغط على الصخور القريبة، ومع تراكم الضغط تتحطم هذه الصخور مُطلقة سلسلة من الهزات الأصغر.

احتمالية الزلازل الكبيرة
غير أنه في الغالب تكون الهزات الارتدادية ذات قيمة على المقياس أقل من الزلزال الرئيسي بفارق 1.1 إلى 1.2 درجة بحسب قانون بات (Båth’s Law) في علم الجيولوجيا، لكن الحالة التركية كانت على ما يبدو استثناء أثار انتباه العلماء، حيث ضربت البلاد بزلزال ثان بلغت قوته 7.5 درجات بعد الأول بساعات، مما يعني فرقًا قدره 0.3 درجة فقط.

ويمكن أن تستمر الهزات الارتدادية على مدى أيام وحتى سنوات بعد الهزة الرئيسية، لكنها تصبح أضعف مع الزمن بحيث تصل إلى نقطة لا يشعر بها الناس، بحسب “قانون أوموري” (Omori’s Law) في علم الجيولوجيا.

غير أن هذا غير مؤكد بالكامل، فهناك حالة -لكنها نادرة- يتبع فيها الزلزال بآخر أكبر، وهنا يُشار إلى الزلزال الأول إلى أنه “نذير” (Foreshock).

YouTube player

 

وحدث هذا من قبل، على سبيل المثال، في زلزال وتسونامي توهوكو 2011 باليابان بقوة 9.1 درجات، وقد سبقته هزة حدثت قبل ذلك بيومين بقوة 7.3 درجات في منطقة هونشو، وظنت السلطات أنها الهزة الرئيسية إلا أنها لم تكن سوى نذير.

وكذلك كان أحد أكثر الهزات الارتدادية تدميرا في مدينة لوانشيان بالصين في 28 يوليو/تموز 1976، حيث ضربت المنطقة بزلزال بقوة 7.1 درجات ثم تلته هزة أكبر بقوة 7.5 درجات ضربت مدينة تانغشان القريبة.

جدير بالذكر أنه حتى لحظة كتابة هذه الكلمات، فإن العلماء لا يمتلكون أية تقنيات علمية أو آليات نظرية يمكن من خلالها التنبؤ بالزلازل، باستثناء بعض المحاولات التي يمكن من خلالها تتبع ردود فعل بعض الحيوانات والطيور كما لو كانت تمتلك نوعا من المعرفة المبكرة بالحادث.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى