فلسطين

مخاوف “إسرائيلية” من تبعات معركة عقبة جبر وتصفية عناصر “حماس”

اخبار حياة – تطرقت صحيفتا “يديعوت أحرونوت” و”هآرتس”، اليوم الثلاثاء، إلى التداعيات المحتملة لرد الفعل الذي قد يصدر عن حركة “حماس” في قطاع غزة، واحتمالية التصعيد بعد عملية قوات الاحتلال في مخيم عقبة جبر قرب أريحا، أمس الإثنين، واستشهاد 5 عناصر فيها، على الرغم من الجهود المصرية والأردنية لتأمين ما يوصف بأنه خفض للتوتر والتهدئة.

وقالت “يديعوت أحرونوت” في تحليل لمراسلها العسكري يوسي يهوشاع إنه على الرغم من أن العملية في أريحا قد تكللت بالنجاح، إلا أن التحدي الآن هو في إحباط ردّ “حماس” على العملية.

ولفت إلى أن العملية كانت ناجحة، ليس فقط بفعل نتائجها، وإنما أيضاً بفعل تركيبة القوات التي شاركت فيها، فهي لم تكن مجرد سرية أو قوة من الوحدات الخاصة، وإنما بالذات وحدة لـ”بؤات الأغوار”، وهي أحدث وحدة مختلطة من المجندين والمجندات. وكان يمكن لهذه العملية أن تستحوذ على العنوان الرئيسي للصحف، لولا كارثة الزلزال الذي ضرب تركيا وسورية.

ولفت يهوشاع، كما عاموس هرئيل في “هآرتس”، إلى أن مدينة أريحا، التي حوصرت على مدار الأيام التي سبقت اقتحام مخيم عقبة جبر، تُعتبر أكثر المدن الفلسطينية هدوءاً منذ اتفاقيات أوسلو، وبالتالي فإن ظهور خلية لـ”حماس” فيها، ومحاولة عناصر الخلية قبل عشرة أيام تنفيذ عملية إطلاق نار باتجاه مطعم إسرائيلي جنوبي أريحا، شكّلا مفاجأة لجهاز المخابرات الإسرائيلية العامة (الشاباك) والجيش الإسرائيلي.

واعترف يهوشاع في هذا السياق بأن عملية إطلاق النار المشار إليها لم توقع عدداً كبيراً من القتلى والضحايا في صفوف المستوطنين، فقط بفعل معجزة تعطل سلاح أحد منفذي العملية لا غير.

وأقرّ يهوشواع بأن وحدتي “دوفدفان” للمستعربين، ووحدة “ماجلان” التابعة لسرية الأركان، فشلتا السبت في اعتقال الفدائيين اللذين حاولا تنفيذ عملية إطلاق النار على المطعم الإسرائيلي، وقد تقرّر فجر أمس الاثنين، وبقرار من قائد لواء غور الأردن في الجيش، تنفيذ حملة جديدة لاعتقالهم بواسطة عناصر الوحدتين المذكورتين، ووحدة لـ”بؤات الأغوار” المشار إليها.

لكن يهوشواع أحجم، بطبيعة الحال، عن الإدلاء بأي معلومات لجهة كيفية تمكن جيش الاحتلال من تعقب آثار الفدائيين الاثنين، ثم توسيع العملية لاستهداف الأعضاء الخمسة التابعين لحركة “حماس”، بحسب زعم الاحتلال.

في المقابل ركّز عاموس هرئيل في تحليل نشره في صحيفة “هآرتس” على أن تصفية عناصر “حماس” قرب أريحا قد تجر الحركة إلى رد فعل بمبادرتها ومن خلال عناصرها، أو إلى جعلها ترخي الحبل للآخرين للرد.

وبحسب هرئيل، فإن المنظومة الأمنية تنتظر الآن لترى هل سيكون هناك رد، وهل سيأتي الرد على شكل عملية فدائية من داخل الضفة الغربية، أم من خلال هجوم صاروخي من قطاع غزة.

وأكد هرئيل في تحليله المذكور أن إعلان السلطة وقف التنسيق الأمني لم يطبق على أرض الواقع، وظل التنسيق مستمراً مع الجيش وجهاز الشاباك، بالرغم من القطيعة السياسية المطلقة مع المستوى السياسي.

ولفت إلى أنه سيكون على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن يختار بين تفادي صدام عنيف مع الإدارة الأميركية، وبين الاتجاه لإرضاء شركائه في الائتلاف، ولا سيما رئيس حزب الصهيونية الدينية، وزير المالية بتسليئيل سموتريتش، الذي يسعى لتعزيز الاستيطان وشرعنة البؤر الاستيطانية، والأمن القومي إيتمار بن عفير، الذي يواصل استفزازاته للحركة الأسيرة، والتحريض أيضاً على العرب في إسرائيل.

وأوردت الصحيفتان، في سياق حديثهما عن اقتحام مخيم عقبة جبر قرب أريحا، واغتيال خمسة من عناصر “حركة حماس”، تفاصيل تشير إلى أن اقتحام المخيم، رافقته معركة شرسة وتبادل كثيف لإطلاق النيران، بما في ذلك استخدام الاحتلال لصواريخ ضد الدبابات خلال عملية الاقتحام.

وأبرزت الصحيفتان في سياق الجدل الإسرائيلي الداخلي، وتحديداً مع “التيار الديني الصهيوني”، ميزة دمج مجندات وضابطات في الوحدات القتالية، عبر الإشادة بضابطة شاركت في العملية، تحدثت لـ”يديعوت أحرونوت” عن النيران “المجنونة” والمعركة الشرسة في مخيم عقبة جبر، حيث ارتقى خمسة شهداء من عناصر حماس، بعد أسبوع من محاصرة أريحا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى