بيت حواءمنوعات

ماذا تفعلين إذا لم يرغب طفلك الذهاب إلى المدرسة؟

أخبار حياة- تعتبر العودة سواء إلى المدرسة أو الحضانة مهمة في حياة الأطفال ولكنها صعبة عليهم في الوقت نفسه، لأنها تجعلهم يخرجون من بيئتهم المألوفة والآمنة المعتادين عليها. فالأيام الأولى بالمدرسة عادة ما تكون مليئة بالبكاء والتذمر.

لذلك، يحتاج الأطفال للتكيف مع الإجراءات وجداول الأوقات والأنشطة الجديدة. وبما أن الطفل سيتعامل مع غرباء (المعلمين وزملاء الدراسة) فإنه من الطبيعي أن يواجه هذه التغيرات بالخوف والقلق.

الخوف المؤقت الذي يبديه الطفل استجابة طبيعية لأي تغيير يطرأ على حياته، ويمثل جزءا من عملية التكيف، بحسب تقرير ماجدالينا مارتين فيريرو وريكويرو جونزالو المنشور بمجلة “ثيوداتي” الإسبانية. ولفهم ذلك، ينبغي معرفة مراحل التطور المعرفي:

بين ستة وتسعة أشهر
ينشأ بهذه السن (عمر الحضانة) لدى الطفل الخوف من الغرباء ومن الانفصال عن الأم ومن جليسة الأطفال. ويعبر الطفل عن رفضه الانفصال عن أمه بإظهار خوفه والذي يستمر على الأقل حتى بلوغه سنته الثالثة.

بعد عمر السنتين
الشعور بالخجل من الفشل بهذه المرحلة يجعل الطفل انطوائيا ويفقده الرغبة بالالتحاق بالمدرسة. والتركيز على الذات وعلى السلبيات من سمات هذه المرحلة. ويعبر أطفال هذا العصر عن مشاعرهم بشكل مكثف، من خلال نوبات الغضب والبكاء المتكررة، أو بالعناق والقبلات.

وفي هذه السن، يراوح الطفل بين محاولات التعريف بالذات والاستقلال من خلال قول عبارات من قبيل “أنا وحدي” وسلوكيات الخوف من الانفصال كقوله لوالديه “نم معي، لا تذهب”.

كيف تكتشف المشكلة؟
عادة، الأيام القليلة الأولى للعودة المدرسية مليئة بالبكاء والتذمر، ومحاولة تجنب الذهاب للمدرسة بتقديم الأعذار، وإطالة مدة الإفطار، وتأخير خلع الملابس أو اختفاء بعض المواد. وتظهر سلوكيات العزلة أو العدوانية على الطفل مثل المشاغبة في الصف.

والأعراض الجسدية الأكثر شيوعا: الصداع، آلام البطن، الإسهال والقيء قبل دخول المدرسة، ويمكن أن تختفي في عطلات نهاية الأسبوع والأعياد. وفي بعض الحالات تتغير عادات النوم لدى الأطفال ويواجهون صعوبة في تناول الطعام، أو التبول الليلي اللاإرادي. وتتراجع علامات نضج الطفل عندما يطلب المساعدة من أحد والديه في تناول الطعام أو ارتداء الملابس.

وتظهر هذه المشاكل أحيانا بعد العطلة أو مرض أجبر الطفل على التغيب عن المدرسة، أي عند العودة إلى الروتين والالتزامات بعد تلقي اهتمام شخصي. وفي حالات أخرى، قد تكون هناك عوامل أخرى مسببة لهذه الأعراض، مثل تجربة سلبية في المدرسة، أو تغيير مقر الإقامة أو ولادة أخ جديد.

 كيف تتصرف الأم؟
يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الخوف استجابة طبيعية ومؤقتة، لذلك يجب أن نشعر الطفل بالأمن والثقة ونحفزه على مواجهة الخوف والقلق. وتاليا بعض النصائح:
  • تذكير الطفل بالأوقات الممتعة التي قضاها بالمدرسة وتعويده على روتين يومي كتحضير ملابسه وحقيبته لليوم التالي.
  • توديع قصير ومبهج للطفل، واصطحابه وإحضاره من الفصل نهاية اليوم إذا كان ممكنا.
  • نظرا لأن الأطفال لا يملكون مفهوما واضحا للوقت، يمكنك تفسيره لهم بمصطلحات يمكنهم فهمها (بعد تناول الطعام، بعد تناول الوجبة الخفيفة) مع عدم التأخر عليه.
  • تجنب الكذب عليه بعبارات مثل “سأعود الآن”.
  • تحلي بالصبر، واعملي على تقوية السلوكيات الإيجابية.
  • لا تحاولي إقناعه أثناء بكائه بل عند عودته إلى المنزل.
  • لا تجعلي طفلك يفسر مخاوفه أمام الآخرين.
  • تجنبي التفاوض، إذ يجب أن يشعر الطفل بأن ذهابه إلى المدرسة طبيعي.

متى يجب طلب المساعدة؟
الخوف جزء من التطور الطبيعي للطفل، وبعد فترة من التكيف سيكون قادرا على مواجهته. وإذا قدمت لطفلك الثقة ووفرت له جوا مريحا بالمدرسة، سيتمكن خلال فترة قصيرة من اكتشاف الجوانب الإيجابية مثل الألعاب والأنشطة الترفيهية والأصدقاء.

وأشار الكاتبان إلى أن نسبة قليلة فقط من الأطفال يستمرون برفض الذهاب للمدرسة والخوف المفرط منها، وفي هذه الحالة تكون المظاهر الجسدية والسلوكية أكثر كثافة. وعند حدوث هذا، تأكدي أن الأمر مرتبط باضطراب قلق الانفصال أكثر من رهاب المدرسة. وسيكون من المناسب طلب المساعدة من محترفين مثل أطباء الأطفال والمعالجين النفسيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى