الرئيسيةمحليات

نفوق مئات الأبقار وإصابة الآلاف.. الحمى القلاعية تستشري و”الزراعة” تنفي

اخبار حياة – تصاعدت قضية الحمى القلاعية ومدى ارتباطها بإصابة ونفوق الأبقار بمنطقة الضليل، حيث ما زال التنازع قائما بين تصريحات وزارة الزراعة التي تنفي أن يكون المرض خطيرا إلى هذا الحد، فيما يؤكد مزارعو الأبقار أنه ذو تأثيرات بالغة الخطورة.

وفي الاثناء، ثبت لدى جمعية مربي الأبقار في الضليل، أن السبب في نفوق الأبقار هو مرض الحمى القلاعية.

وفي الوقت الذي تقول فيه الجمعية إن 10 آلاف من الأبقار والعجول، أصيبت بالحمى القلاعية، وبلغ عدد الأبقار التي نفقت منذ بداية انتشار الحمى القلاعية ولغاية الآن 150 رأس بقر و300 عجل رضيع، أكدت وزارة الزراعة في بيان أمس ردا على هذه المعلومات أن مرض الحمى القلاعية “لا يسبب نفوق الأبقار بل يقلل من كميات الحليب بسبب ارتفاع درجة حرارة الحيوان، ومن الممكن أن يسبب نفوقا في بعض العجول حديثة الولادة فقط، في حال كانت الرضاعة طبيعية وبعدد محصور”.

وأطلقت جمعية مربي أبقار الضليل تحذيراً من انتشار الحمى القلاعية بشكل كبير في المزارع، مؤكدة أن نسبة الانتشار وصلت إلى 95 في المائة، مطالبين بتحرك عاجل لوقف انتشار المرض.

غير أن وزارة الزراعة في بيانها أمس بينت أن المعلومات والأخبار “غير الصحيحة” حول نفوقات الأبقار “مضللة”، وأكدت أن مرض الحمى القلاعية “لا يسبب نفوقا في الأبقار بل يقلل من كميات الحليب بسبب ارتفاع درجة حرارة الأبقار ومن الممكن أن يسبب نفوقا فقط في بعض العجول حديثة الولادة في حال كانت الرضاعة طبيعية وبعدد محصور”.

وأضاف البيان أن كل ما ورد في الخبر المتداول “هو عار على الصحة ومضلل للرأي العام، ومخالف للعلم وليس له أصل، والوزارة تعمل على كافة الإجراءات للمحافظة على قطعان الأبقار وقد حاصرت الإصابة في منطقة الضليل ولم تسجل أي إصابة خارج تلك المنطقة وضمن المعلومات اليومية من اللجان المتخصصة وبالتعاون مع كافة الجمعيات.

وتؤكد الوزارة أن نسب النفوق التي سجلت في المملكة هي “أقل من النسب الطبيعية ولأسباب ليس لها علاقة بالحمى القلاعية حيث سجلت 6 نفوقات فقط في الأبقار وضمن عدد من المزارع وليس بسبب الحمى القلاعية”.

بدوره يؤكد رئيس جمعية تسويق الحليب في منطقة الضليل مروان صوالحة أن واقع الحال اليوم يقول بتفشي الحمى القلاعية وبنسبة وصلت لـ 97 % من المزارع التابعة لمنطقة الضليل والحلابات وبدأ المرض ينتشر في بعض مناطق المفرق والموقر وسحاب وإربد.

وأضاف أن معدل إنتاج الحليب انخفض بنسبة 40 في المائة، مع ازدياد معدل نفوق الحيوانات وعدم الاستجابة للعلامات لضراوة الفيروس، وارتفاع معدل الإجهاض، وإتلاف كميات كبيرة من الحليب بسبب العلاجات المستخدمة.

في حين بين الدكتور البيطري يوسف عبابنه أن مرض الحمى القلاعية مرض فيروسي سريع الانتشار، يصيب الحيوانات ذات الظلف المشقوق مثل الأبقار والأغنام والماعز، كما أنه يصيب الحيوانات البرية كالغزلان، ويمكنه إصابة الحيوانات ذات الخف كالجمال، مستغربا تصريحات وزارة الزراعة أن مرض الحمى القلاعية لا يؤثر على الأبقار.

وبين أن هناك نحو سبع سلالات مختلفة مناعياً من الفيروس المسبب للمرض، وكل سلالة تصيب فصيلة أو عدة فصائل مختلفة من الحيوانات، وتختلف شدة أعراض المرض تبعاً لنوع السلالة الفيروسية المسببة له.

وقال عبابنه إن أسباب انتشار المرض يكون عن طريق الحيوانات المريضة، والعلف الملوث بالفيروس من خلال الغذاء والمياه الملوثة، وكذلك الاستنشاق حيث يمكن أن ينتقل بواسطة ذرات الغبار في الهواء بالمناطق الموبوءة.

وأوضح أن فترة حضانة المرض تتراوح من 2-14 يوما، وفي الغالب قد تكون من 2-7 أيام، حيث ترتفع درجة حرارة الحيوان المصاب ويكوّن الفيروس فقاعات مائية، وفي هذه الفترة يكون الحيوان ناقلاً للعدوى بدرجة كبيرة، حيث تنتشر الفقاعات في الفم والبلعوم واللثة، وعادة ما تنفجر وتترك قروحاً مؤلمة ملتهبة، تمنع الحيوان من تناول العلائق، وتسبب فقد الشهية، كذلك يظهر تسلخ على الضرع والأظلاف، مما يؤدي إلى صعوبة في المشي والحركة وتسبب عرجا بالأرجل.

وقال العبابنة إن الوقاية والعلاج من الحمى القلاعية يكون في التحصين، فهو الطريق الوقائي لمنع ظهور هذا المرض حيث تكتسب الحيوانات مناعة ضد المرض، مبينا أنه لا يوجد علاج معتمد للحمى القلاعية ولكن يتم علاج أعراض المرض مثل إعطاء خافض حرارة.

أما الطبيب البيطري وسام رمضان، فبين أن الحمى القلاعية مرض فيروسي يصيب المواشي من الأبقار والأغنام ويتسبب بتقرحات والتهابات في الفم والحافر والضرع، وخطورته تكمن في انه يسبب خسائر كبيرة للمربين، ويؤدي إلى نفوق العجول النامية، كما يؤدي إلى إتلاف كميات كبيرة من الحليب نتيجة إعطاء البقرة المصابة أدوية وعلاجات تؤدي إلى فساد الحليب وقلة إنتاج الحليب إلى أكثر من النصف، متسائلا” “كيف تقول وزارة الزراعة إن مرض الحمى القلاعية لا يؤثر على الأبقار؟”.

وأشار إلى أن وزارة الزراعة ذكرت في بيانها أول من أمس بأنه ستكون هناك حملة تطعيم ثانية في شهر نيسان (ابريل) المقبل، ونحن نقول إذا كانت الحملة من نفس اللقاح الذي تم اعتماده عام 2022 فإن ذلك هدر المال، لأن اللقاح لم يمنع من الإصابة بالمرض سابقا فكيف سيمنعه لاحقا.

وكان توفر المطعوم من عدمه، واحداً من أسباب تصاعد الخلافات بين القطاعات الزراعية، وكذلك جدوى المطعوم الحالي في توفير الحماية للأبقار، خاصة أن المرض مستمر ومنتشر بشكل كبير، وظهرت مطالبات بتوفير مطعوم عاجل.

بواسطة
الغد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى