تكنولوجيا

كم يقضي الأردنيون يوميا على وسائل التواصل الاجتماعي؟

أخبار حياة – أكدت سمو الأميرة ريم علي، مؤسِّسة معهد الإعلام الأردني، ضرورة الاستفادة بشكل صحيح من التكنولوجيا المتطورة باستمرار والتي تمكّن قادة الرأي العام من طرح قضيتهم والتأثير على الآخرين، فيما كشفت دراسة متخصصة عن أن الأردنيين يمضون ما معدله 6 ساعات ونصف يومياً في متابعة وسائل الإعلام، وأن 66 % يعتقدون أن وسائل الإعلام “تتجنب تغطية قضايا معينة”.

وقالت سموها حلال حفل انطلاق فعاليات مؤتمر “محركات الرأي العام دور وسائل الإعلام والتواصل”، الذي نظمه معهد الإعلام الأردني بالتعاون مع المعهد الجمهوري الدولي، أمس، إن ظهور وسائل التواصل الاجتماعية ساهمت في إعطاء مساحة حرية أكبر لنشر المعلومات والتعبير عن الرأي والاطلاع على آراء وطروحات الآخرين من كل مكان.

وبينت أن هناك جانبا آخر لوسائل الإعلام والتواصل الحديثة، يتمثل في غياب الوضوح والدقة وعدم وجود وسائل وآليات تضمن المحاسبة والمسؤولية.

ولفتت إلى أن المؤتمر يشارك فيه خبراء ومختصون في مجالات الإعلام الحديث والرقمي، وأن مشاركتهم ستساعد مجتمع الإعلام في التمييز بين الحقيقة وعكسها وتحديد الرأي العام الحقيقي.

بدوره، قال مدير المعهد الجمهوري الدولي جيك جونز، إن رأي الأشخاص قد يتأثر بمدى تفاعله مع الجهات الأخرى، وقد يكون الشخص ضحية لحملة من المعلومات الخاطئة وغير الدقيقة.

وشدد جونز على أنه تم بذل كثير من الجهود لمعرفة مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع وجميع فئاته.

ولفت إلى أن المؤتمر يعد فرصة للتركيز على الأمور العالمية والإقليمية التي تؤثر على الأردن وكيفية توجيه التحليلات من خلال أدوات محددة.

من جانبها، أوضحت عميدة معهد الإعلام الأردني الدكتورة ميرنا أبو زيد، أن العلماء درسوا الرأي العام لعقود وكان من ضمنها العوامل التي تؤثر عليه، وتسهم في تشكيله من خلال وسائل الإعلام والقادة ومجموعات الضغط.

وأكدت أبو زيد أن وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصال تطورت وبدأت تنشئ أشكالا وديناميكيات جديدة للرأي العام، كالتوجهات الإلكترونية والمحتوى والمؤثرين.

وبينت أن استهلاك الأخبار إلكترونيا في ازدياد بينما أدت الخوارزميات المطبقة من وسائل التواصل الاجتماعي إلى نشوء ظاهرة فقاعات “الفبركة” وغرف الصف الرقمي.

وأوضحت أن ذلك يعيق النقاش ويحرّف الرأي العام ويؤدي إلى ظهور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المستخدم للدعاية والرسائل السياسية.

واستعرض وزير الثقافة الأسبق الدكتور باسم الطويسي دراسة أعدها معهد الإعلام الأردني في 15 كانون الأول (ديسمبر) الماضي بعنوان “مؤشر الثِّقة بوسائل الإعلام الأردنية”.

وقال الطويسي إنه رغم متابعة الأردنيين لوسائل التواصل الإجتماعي إلا أنه لا يثق بها بدرجة عالية.

وأشار إلى أن 6 ساعات ونصف يقضيها الأردنيون يومياً في متابعة وسائل الإعلام، كما أن 66 % من الأردنيين يعتقدون أن وسائل الإعلام تتجنب تغطية قضايا معينة.

وناقشت الجلسة الأولى “تحوّل وظيفة مواقع التواصل الاجتماعي من الحوار والتفاهم إلى التناحر والاستقطاب والترهيب، ومن وسائل التعليم المعرفي وتخطي القيود والمحظورات إلى أدوات لنشر المعلومات الكاذبة والمضللة”، والتي تحدث فيها الوزير الأسبق الدكتور محمد المومني، وخبيرة العالم الرقمي كاتي هارفز من الولايات المتحدة، والبروفيسور شهيرة فهمي من دولة مصر.

وأكد المومني أن الأردن لديه القدرة في التعامل مع المشهد الإعلامي الرقمي واستغلال المنصات بشكل سليم.

وبين أن التعليم الأردني والعملية الإعلامية جيدة جداً ولكنها بحاجة إلى تطوير التفكير النقدي، لافتا إلى أن للأردن تجربة جيدة في مجال التربية الإعلامية والمعلوماتية وكشف الأخبار المضللة على غرار مرصد “أكيد”.

وأضاف أنه “آن الأوان لقانون حماية إلكترونية في الأردن، وحماية حرية الرأي وحماية المجتمع من خطاب الكراهية وحماية قيمه”، مشيرا إلى أن عمل الإعلام ليس الدفاع عن القرارات غير الجيدة.

فيما أكدت شهيرة فهمي أن دور الإعلام يكمن في إنارة الظلام، معتبرة أن وسائل التواصل الاجتماعي في حد ذاتها ليست جيدة ولا سيئة ولا قبيحة، بل يعتمد استخدامها على استخدام الأفراد لها.

فيما قال مدير مركز الدراسات الاستراتجية في الجامعة الأردنية الدكتور زيد عيادات إن السياسات العامة تسير عكس توجهات الرأي العام، متسائلا “من يصنع السياسات العامة؟”.

وأضاف عيادات أنه من الضروري التمييز بين السياسات العامة وصناعة القرار، لافتا إلى أن استطلاعات الرأي تؤثر أحيانا على القرارات بدرجات متفاوتة ولكن لا تؤثر في السياسات العامة.

وأكد أن أهمية الدراسات والاستطلاعات الجامعية تكمن في الموضوعية والشفافية والأمان العلمي.

من جانبه، أكد رئيس تحرير موقع “ليبانون فايلز” اللبناني الدكتور ربيع الهبر أن استطلاعات الرأي تحضر للحملات الانتخابية وأن التوزيع بين الإعلامي والإعلاني في الحملات يكون لتحقيق النتائج المرجوة.

ولفت الهبر إلى أن الحملات الإعلامية تواكب الشارع بينما الحملات الإعلانية تخاطب ضمير الناس وأفكارهم.

فيما أكدت عميدة كلية الإعلام في جامعة الشرق الأوسط، الدكتورة حنان الشيخ أن صانعي القرار “لا يأخذون بالتوصيات الصادرة عن الدراسات والأبحاث الجامعية”.

ولفتت الشيخ إلى أهمية مراكز استطلاع الرأي الجامعية كونها تضع الطلاب على تماس مع صناعة القرار بشكل علمي ومنهجي وتؤهلهم للانخراط في الحياة السياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى