صورة وخبر

يمر في الأردن.. تعرف على قصة أطول خط نفطي بالعالم

اخبار حياة – مع تجدد الأعمال لإزالة ما تبقى من آثار لأنابيب أطول خط لنقل النفط في العالم الممتد من السعودية إلى البحر المتوسط، عاد إلى الأذهان الكثير من القصص والذكريات القديمة من الزمن الماضي، والتي تناولها مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي حول الخط المسمى «التابلاين»، واصفين إياه بأنه كان بمثابة شريان حياة للقرى والمدن الواقعة على ضفافه، ويحمل ذكريات خالدة في أذهان الأجيال المعاصرة له.

ووثَّق مستخدمو منصات التواصل في السعودية مقاطع فيديو متنوعة حول أعمال الإزالة، كما استرجعوا عدداً من الصور القديمة حول بداية أعمال تنفيذ المشروع، وأعمال صيانته وتطوير المناطق المحيطة به، ودوره في ازدهار وقيام حضارات ومدن جديدة على ضفافه.

وتم الانتهاء من إنشاء مشروع «التابلاين» قبل 73 عاماً في 1950، حيث كان يعد أكبر خط نقل بترول في العالم في حينه، حسبما ذكرت دارة الملك عبد العزيز، وهي مؤسسة حكومية متخصصة في خدمة تاريخ وجغرافية وآداب وتراث السعودية، مشيرةً إلى أنه أنشئ بهدف زيادة منافذ تصدير الذهب الأسود لكل القارات، ونشأ من خلاله عدد من التجمعات السكانية التي تحولت إلى حواضر مزدهرة، وكان سبباً في نهضة 3 مدن سعودية تقع على الخط هي: طريف وعرعر ورفحا.

وأضافت الدارة أن خط «التابلاين» امتد من ساحل الخليج العربي إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، مروراً بثلاث دول عربية (الأردن وسوريا ولبنان)، ويبلغ طوله 1664 كيلومتراً، كما بدأ إنشاؤه عام 1947 واكتملت جاهزيته عام 1950، كما تم استخدام 35 ألف طن من الأنابيب في إنشائه، وبوجود 16 ألف عامل، وبتكلفة 230 مليون دولار أميركي، وتوقف خط «التابلاين» عن العمل نهائياً عام 1990.

المهندس عثمان الخويطر، نائب رئيس شركة «أرامكو لهندسة أعمال البترول» سابقاً، كان أحد العمال المشاركين في بناء وتشييد خط «التابلاين» في خمسينات القرن الماضي، تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن عدد من الذكريات والقصص الجميلة، إبان عمله ضمن آلاف العمال المشاركين في تلك المهمة، قائلاً: «كان عمري لا يتجاوز 16 عاماً حينها، وكنت أعمل في مجال تحميل الأنابيب من ورش رأس المشعاب (شرق السعودية) إلى مركبة النقل وتسمى (الكناور) والمتجهة إلى مقر الخط، وذلك بواسطة (الكرينات) التي كانت مهمتها رفع الأنابيب إلى سطح الكنور».

وأضاف الخويطر: «لقد كان إنشاء الخط في ذلك الوقت معجزة عصرية، وذلك لامتداده عبر التضاريس المتنوعة والمختلفة بسبب طول الخط ومروره بالوديان والسهول والهضاب الصحراوية»، مشيراً إلى أن المخططين استخدموا حينها عدة أساليب إبداعية ساعدت كثيراً في تسريع وتيرة العمل وإنجازه في وقت قياسي وبكفاءة عالية.

واستعرض الخويطر عدداً من ذكرياته حول العمل في بناء وتشييد الخط، مبيناً أن الشركة كانت تستخدم مركبات كبيرة خاصة من نوع «الكنور» لنقل الأنابيب إلى مسار الخط، وكانت تسيِّر قوافل المركبات على مجموعات عددها سبعة كناور، يرافقها مركبة صغيرة يقودها المشرف على القافلة، كما كانت كل قافلة تتجه إلى فِرق التلحيم والإنشاء التي كانت تتحرك من الجنوب إلى الشمال حتى نهاية مسار الخط على الحدود الشمالية.

وحول ظهور بدائل وتقنيات حديثة لنقل وإيصال المشتقات النفطية السعودية إلى الأسواق العالمية، يقول الخويطر إن توقف الضخ بواسطة خط «التابلاين» تزامن مع تطور وسائل النقل البحري باستخدام ناقلات عملاقة تزيد حمولتها على مليونين برميل من الزيت الخام، كما زادت الكميات المبيعة للدول الشرقية من الكرة الأرضية.

ويضيف المهندس الخويطر: «لاحقاً تم إنشاء خط جديد يبدأ من معامل إنتاج شركة (أرامكو) في المنطقة الجنوبية متجهاً عبر أراضي السعودية لنقل البترول الخام من بقيق إلى مدينة ينبع على ساحل البحر الأحمر، أُطلق عليه اسم (خط أنابيب شرق غرب)»، مشيراً إلى أنه من نافلة القول ذكر أن مساهمة «أرامكو» في عدة مصافٍ خارج البلاد أتاح لها أسواقاً جديدة ومضمونة للبترول السعودي، عدد منها في الدول الصناعية الشرقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى