محافظات

اختلاط مياه الصرف الصحي بالأمطار يتهدد سلامة المزروعات في الرميمين

اخبار حياة – تتجدد شكاوى سكان منطقة الرميمين في محافظة البلقاء، كل عام، وتحديدا خلال فصل الشتاء، من تحول ينابيع مياه المنطقة إلى مكرهة صحية، جراء اختلاطها بمياه صرف صحي.

السكان وسط تساؤلهم عن أسباب إهمال المشكلة لسنوات، يؤكدون تفاقمها أكثر فأكثر خلال فصل الشتاء الحالي وعلى نحو لافت، مشيرين إلى أن تدفق مياه الصرف الصحي تجاه الينابيع يكاد لا ينقطع، ويزداد كثافة عند هطول الأمطار.

هذا الواقع بات يوصف بـ “الخطير” من قبل مزارعين بالمنطقة أكدوا أن استمرار اختلاط مياه الينابيع بمياه صرف صحي سيمنعهم من استخدامها حرصا على سلامة المزروعات والمنتجات، وهو ما يعني جهدا وكلفا إضافية في تأمين مصادر مياه ري نظيفة.

اللافت ووفق سكان بالمنطقة وخاصة المزارعين منهم، ان المشكلة باتت واضحة للعيان ولا تحتاج إلى كل هذا الوقت من الانتظار لحين معالجتها، مبدين مخاوفهم من تلوث قد لا يحمد عقباه على مياه الينابيع التي من الممكن أن تلحق أضرارا بالسكان والحيوانات والمزروعات، إضافة إلى أضرار ذلك على المنطقة بشكل العام والتي تعد من مناطق الطبيعية السياحية.

المزارع عز الدين البعجاوي، حذر من خطورة ما يحدث على السلامة العامة للسكان، وكذلك من الخطورة على المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية إذا ما استمر تجاهل المشكلة، لافتا في الوقت ذاته إلى أن غالبية سكان المنطقة يعتمدون على الزراعة.

وتطرق البعجاوي كذلك، إلى أن الروائح الكريهة تفوح في أرجاء المنطقة وتزعج السكان وتنفر السياح والزائرين للمنطقة أيضا، مشيرا إلى أن ما يفاقم المشكلة، هو أن مياه الصرف غير مكررة، أي وحسب تعبيره “مجار صافية”.

وأبدى استغرابه من عدم إيجاد الجهات المعنية حل للمشكلة، رغم حدوثها كل عام، ورغم تقديم الوعود بالعمل على إنهائها، مشددا على أن “الأمر خطير ويستدعي تدخلا عاجلا قبل أن يتفاقم ويزداد سوءا”، لا سيما وأن أضرارها قد تهدد الواقعين الزراعي والسياحي في الرميمين، فضلا عن تعطيل الاستثمار فيها.

المواطن أحمد العبادي، يقول إن الحديث الشائع في المنطقة يؤكد أن مصدر تلك المياه العادمة، هي محطة التنقية الواقعة قرب منطقة الشامي بلواء عين الباشا، لافتا إلى أن ينابيع الرميمين تتصل بسيل أم الدنانير في اللواء، حيث تتسرب مياه الصرف الصحي عبر السيل إلى الينابيع.

وطالب العبادي الجهات المعنية بـ”الكف عن تقديم الوعود بمتابعة المشكلة دون العمل على حلها، لا سيما أنها قائمة منذ نحو 6 سنوات، ولم تصل تلك الوعود إلى أي نتيجة حتى اليوم”.

وبحسب المزارع أبو سمير، بات المزارعون يتجنبون استخدام مياه تلك الينابيع بسبب ما قد تحدثه من أضرار على المزروعات وكذلك صحة مستهلكيها، رغم أن هذا الأمر يدخلهم في عناء وكلف تأمين مصادر مياه نظيفة.

وحذر من احتمال ان تمتد المشكلة إلى سد الملك طلال، كون ينابيع الرميمين تصب فيه.

بدوره، قال مصدر في شركة مياه الأردن (مياهنا)، إن الشركة ستعاين الينابيع على أرض الواقع وتتحقق مما إذا كان هناك وجود لاختلاط مياه صرف صحي فيها، لاتخاذ الإجراءات اللازمة في السرعة القصوى.

وأكد المصدر لـ”الغد”، أن الشركة تقوم وبشكل دوري خصوصا في فصل الشتاء، بتفقد المناهل الرئيسة في مجاري الأودية من قبل قسم صيانة شبكات الصرف الصحي ومعالجة الفيضان في حال ورود شكوى، كما يجري تركيب مضخات جديدة عند الحاجة لها.

وتطرق المصدر إلى أن الهطولات المطرية تسبب جريانا للمياه في الوادي نتيجة تصريف الأودية القريبة (مجرى وادي النهير)، بالإضافة إلى مياه تصريف عبارات مياه الأمطار في منطقة عين الباشا، لافتا إلى أنه “نتيجة الهطولات المطرية، تدخل مياه الأمطار إلى شبكات الصرف الصحي، ما يؤدي إلى عدم استيعاب الخطوط الناقلة، وفيضان بعض المناهل في مجرى وادي النهر، علما بأن أغلب كميات المياه عبارة عن مياه أمطار”.

وأكد بشأن محطة تنقية عين الباشا، أنه “يجري تصريف المياه المعالجة من المحطة بواسطة خط ناقل بطول 6 كم، وتصريف المياه في واد سحيق”، مشيرا إلى أنه لم ترد شكاوى بخصوص المياه المعالجة من محطة تنقية عين الباشا من الأهالي المجاورين للمحطة، أو شكاوى بخصوص نوعية المياه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى