بيت حواء

كيف نتعامل مع خلافات الأشقاء؟ ومتى يجب علينا التدخّل؟

أخبار حياة- الخلافات بين الأشقاء تكون بسيطة أحيانا وتُحلّ في بضع دقائق من دون حاجة إلى تدخل الكبار، ومن المفهوم أن يشعر الآباء بالقلق والعصبية عند سماعهم أطفالهم يتجادلون، فمن الضروري أن نفهم أن نشوب الخلافات بينهم أمر طبيعي.

وترى الكاتبة شارون كابلوتو، في تقرير نشرته مجلة “أتر بارون” الفرنسية، أنه ليس من السهل دائما على الآباء أن يحددوا إذا كان عليهم أن يتدخلوا في الخلافات بين أطفالهم أو يقفوا موقف المتفرجين.

ومع ذلك، حسب الكاتبة، يصبح الخلاف في بعض الأحيان أكثر حدّة وتعقيدا، ليصل حتى إلى العدوان الجسدي. واعتمادا على سبب النزاع ومداه، سوف يتعين على الآباء الاختيار بين مسارين محتملين؛ إما السماح لأطفالهم بحل مشاكلهم بأنفسهم أو المشاركة في التحكيم في حل النزاع.

الأسباب الرئيسة للجدل بين الأشقاء
ترى الكاتبة أن الخلافات بين الأشقاء تعدّ جزءًا من الروتين المعتاد في بعض البيوت، حيث ينشأ صراع يومي يجعل الآباء يفقدون صبرهم، ولعل هذه الخلافات تندلع لأسباب عبثية مثل: من يأكل أكبر شريحة من البيتزا، أو من يلعب بأحدث إضافة في صندوق الألعاب، أو من يقرر ما يجب مشاهدته على التلفزيون.

ومع ذلك، وراء الأسباب التي تبدو غير مهمة تكمن مشكلة أعمق، فنحن نتحدث عن التنافس النموذجي بين الأشقاء، الذي يدور عادة حول الحاجة إلى الاهتمام أو التفضيل من والديهم.

اسمح لأطفالك بفض خلافاتهم
تبيّن الكاتبة أنه لا يوجد سبب منطقي في الواقع يجعل الآباء يتدخلون في جميع الخلافات بين أطفالهم، حيث يضر التدخل في كل مرة لحل الخلاف برباط الأطفال الأخوي وتطورهم، فمن الضروري أن يواجه الأطفال التحديات ليطوروا مهاراتهم الاجتماعية ويكتسبوا أدوات لإدارة عواطفهم وكذلك لحل النزاعات مع الآخرين.

وفي هذا الشأن، هناك نقطة واحدة علينا أخذها في الاعتبار، حيث سيطلب منا أحدهما أو كلاهما في كثير من الأحيان المشاركة في هذه المسألة، فتسمع عبارات مثل” أمي، أخي يأخذ ألعابي! أو أبي، ضربتني أختي”، فبهذه الطريقة يطلب الصغار من الآباء أن يقفوا بجانبهم ويعاقبوا أحد الطرفين بالطبع.

متى يجب أن تتدخل؟
توضح الكاتبة أن الخلاف عندما يتصاعد بين الأشقاء ويصبح عنيفًا وعدوانيًّا من الضروري التدخل لإنهاء النزاع. وفضلا عن ذلك، يجب أن نوضح لهم أن العنف ليس وسيلة صالحة لحل المشاكل، بل علينا حتى التأكد من أنهم لا يؤذون أنفسهم سواء عن طريق الخطأ أو عن قصد.

في هذه الحالات يجب أن يتحلّى الآباء بالحزم والثبات حتى يفهم الأطفال أن الضرب أو الإهانة أو الدفع تصرفات غير مقبولة في الأسرة.

وقدمت الكاتبة توصيات يجب الانتباه إليها عند الجدال مع الأطفال لدى حدوث خلاف بينهم، ومنها:

حافظ على الهدوء
تكمن التوصية الأولى في أن نحاول التزام الهدوء والتحدث بصوت هادئ وبطيء، رغم أن الوضع أحيانا يفقدنا صبرنا. فإذا أردنا ألا يلجأ الأطفال إلى العنف لحل المشاكل، يجب أن نكون قادرين على نقل أهمية الاحترام بالقدوة حتى عندما نشعر بالغضب والإحباط.

تكلم بأسلوب يتماشى مع سن أطفالك

عندما نغرس القيم في أطفالنا من خلال الحوار من الضروري أن نكيف مفرداتنا مع أعمارهم ومستواهم المعرفي وقدرتهم على الفهم، وإلا فلن يفهموا رسالتنا.

تعزيز الحوار والاحترام
نحتاج إلى أن نطلب من الأطفال أن يخبرونا عن سبب الخلاف حتى نكون على دراية بالأمر ونستطيع مساعدتهم. إن الدعوة إلى الاستماع الفعال والاحترام المتبادل هي نقطة لا يمكن التخلي عنها.

ومع تقدم المحادثة، سوف يتعين علينا مقاطعة الحوار عدة مرات لتذكيرهم بأن عليهم احترام بعضهم بعضا وعدم مقاطعة كل منهما لحديث الآخر، لذلك يجب التأكيد أن الهدف ليس إيجاد الجاني بل حل النزاع بالحوار والتفاوض.

ومن المهم ترك مساحة لكل منهم حتى يتمكنوا من التعبير عما يشعرون به وما يفكرون فيه من دون الحكم على مشاعرهم أو التقليل منها.

لا تتدخل إلا عند الضرورة
واختتمت الكاتبة التقرير بالقول إنه على الرغم من أن بعض الخلافات تستدعي تدخل الكبار فإن ذلك ليس ضروريا دائما؛ فعندما يتشاجر الأطفال مع بعضهم بعضا فإنهم يعرفون حدودهم ويتعلمون الدفاع عن وجهة نظرهم ويمكن أن تكون هذه المواقف سيناريوهات تعلم في حد ذاتها حتى لو بدت سطحية.

ومع ذلك، إذا تصاعدت المشكلة وكان هناك عنف، سيكون من الضروري وقف الخلاف ثم التوسط لإيجاد حل توفيقي بين الأطفال وإنهاء النزاع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى