منوعات

أكثر 10 دول مُعاناةً من التوحد في العالم .. تعرّف عليها

أخبار حياة-يُعرّف التوحد (autism) أنه حالة عصبية مرتبطة بنمو الدماغ، يمكن ملاحظة علاماته عادةً في سنوات الطفولة المبكرة.
ويُعرف التوحد (autism) من خلال مجموعة محددة من السلوكيات التي تؤثر على قدرة الشخص على التفاعل والتواصل مع الآخرين.

وهناك درجات مختلفة من التوحد، ولكن بعض السلوكيات الشائعة المرتبطة به تشمل ضعف المهارات الحركية، والسلوكيات المتكررة، وتأخر الكلام،
وصعوبات في التفكير، واهتمامات ضيقة للغاية، وإعاقات في التفاعلات الاجتماعية والاتصالات (مثل ضعف القدرة على اكتشاف الإشارات الاجتماعية).

ارتفعت حالات التوحد أكثر خلال السنوات الأخيرة، إذ أعلن مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في عام 2021 أن معدل الإصابة بالتوحد في الولايات المتحدة خلال عام 2018 كان طفلًا واحدًا من بين 44 طفلًا. يعتبر هذا ارتفاعًا ملحوظًا عن المعدلات المقدمة من منظمة “ساينتيفيك أميريكان”، علاوةً على ذلك، فإن هذا الاتجاه المتزايد نحو للتوحد، والذي يعود إلى أوائل التسعينيات، هو حدث عالمي لا يقتصر على الولايات المتحدة فقط. إذ تشير النظريات السائدة إلى أن الارتفاع يرجع بنسبة كبيرة إلى زيادة الوعي والاهتمام بتشخيص التوحد في سن مبكر، وليس للزيادة الهائلة في حالات الإصابة بالتوحد الإجمالية.

ومع ذلك، فإن الأطفال الذين لديهم آباء أكبر سنًا، والأطفال المولودين قبل أوانهم، هم الأكثر عرضة للإصابة بالتوحد. لم يحدد أي سبب محدد للتوحد، ولكن التشخيص المبكر هو المفتاح لتحسين النتائج. على الرغم من عدم وجود علاج للتوحد بعد، إلا أنه يمكن التعامل مع الأعراض، وغالبًا ما تتلاشى هذه الأعراض قليلا خلال مرحلة البلوغ، لكنها لا تختفي تمامًا.

أكثر 10 دول تعاني من التوحد في العالم

الولايات المتحدة الأميركية
تُشير البيانات الصادرة عن الولايات المتحدة، إلى أن 168 من أصل 10 آلاف طفل أميركي يعانون من اضطراب طيف التوحد، وذلك وفقًا للنتائج التي قدمها مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. ومع ذلك، فمن غير الواضح ما إذا كانت هذه المعدلات هي زيادة في نسب الإصابة بالتوحد أم أن النمو السكاني هو الذي قد ازداد.

اليابان

تمتلك اليابان معدل إصابات بالتوحد يصل إلى 161 حالة مرض لكل 10 آلاف شخص، وذلك حسب آخر الدراسات. فمن الصعب تحديد فيما إذا كان اضطراب طيف التوحد أكثر شيوعًا بالفعل هناك، أو أن هذه الأرقام سببها حالات التبليغ عن الإصابة فقط. كما شاع في فترة التسعينيات جدلا حول لقاح “إم إم آر”، وهو لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، إذ اعتُقد أنه أحد العوامل التي ساهمت في الإصابة بالتوحد. أدى هذا إلى إيقاف الحكومة لحملات التلقيح. مع ذلك، لم تنخفض معدلات الإصابة باضطراب طيف التوحد ممّا يؤكد على عدم صحة هذه النظرية.

كندا
أجرت وكالة الصحة العامة في كندا دراستها الخاصة حول التوحد، فكانت معدلات الإصابة بالتوحد تبلغ 152 من بين كل 10 آلاف طفل كندي. كما نفت الوكالة وجود أي رابط بين التوحد ولقاح “أم أم أر”، إذ أنه بالرغم من إدخال اللقاح إلى حملات التلقيح، لم تحدث أي زيادة في إصابات مرض التوحد.

المملكة المتحدة
تشير تقارير منظمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة، إلى أن حالة واحدة من أصل 100 تعاني من مرض التوحد. ومثل العديد من الأماكن الأخرى في العالم، فإن عدد الرجال المصابين بالتوحّد هم أكثر بخمسة أضعاف عند مقارنتهم بالإناث. ومع ذلك، يُرجح سبب الزيادة إلى أن عدد الحالات التي أُبلغ وكُشف عنها عند الإناث أقل.

إيرلندا
تمتلك إيرلندا معدلات توحد تشير إلى 100 لكل 10 آلاف طفل، إذ وفقًا لدراسة أجرتها جامعة دبلن، يُطابق هذا المعدل معدلات الإصابة بالتوحد في البلدان المتقدمة الأخرى مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. كالعادة، يصعب تحديد عدد الإصابات بدقة، بسبب وجود حالات أخرى لم يُبلّغ عنها.

الدنمارك
أجرى المعهد الوطني للصحة التابع للمكتبة الوطنية الأميركية للطب، دراسة حول مرض التوحد في كندا. فكانت معدلات الإصابة 68.5 من بين 10 آلاف، كما أنها واجهت بعض المشاكل في تحديد السبب وراء الإصابة بهذا الاضطراب. وتكثّف الجهود في الدانمارك لدعوة المتبرعين والمنظمات الحكومية لمساعدة المتضررين من مرض التوحد وتأمين الرعاية الصحية لهم.

أستراليا
كشفت الدراسات حول مرض التوحد في أستراليا، عن زيادات في حالات التوحد في البلاد، لكنها لم تكن دقيقة كما فعل الباحثون في العديد من الدول المتقدمة الأخرى. ممّا دفع الناس للاعتقاد أن معظم الحالات هي تبليغات غير مؤكدة نتيجة لزيادة الوعي والاهتمام بالتوحد بين الناس، بالإضافة إلى توافر أدوات تشخيص أفضل لتحديد الاضطراب في أشكاله المعتدلة. منحت الحكومة الأسترالية الدعم للعائلات التي لديها أطفال شخصوا رسميًا بمرض التوحد على شكل “إعانات الرعاية”. إذ تقدر عدد الإصابات بمرض التوحد في أستراليا بنحو 66.6 لكل 10 آلاف شخص، وذلك وفق المعهد الأسترالي للصحة والرعاية.

هونغ كونغ في الصين
يبلغ معدل الإصابة بالتوحد في منطقة هونغ كونغ الإدارية التابعة للصين، حوالي 49 لكل 10 آلاف شخص. إذ تشير الحكومة في هونغ كونغ، إلى وجود حوالي 3800 شخص يعاني من الاضطراب ضمن ولايتها القضائية. تساعد إحدى المنظمات الخيرية المختصة بمرض التوحد، من خلال توفير العلاج والرعاية الصحية للأطفال المصابين بالتوحد، على الرغم من أن بعض المنظمات المماثلة قد وجدت صعوبة في توفير مثل هذه المساعدات بسبب نقص الدعم الحكومي.

البرازيل
نشرت وزارة الصحة في البرازيل بيانًا إرشاديًا حول كيفية رعاية الأفراد المصابين بالاضطراب، وذلك بعد دراسات قامت بها الوزارة أظهرت ارتفاعًا في معدلات التوحد بين الشباب في البرازيل. اعترف القانون الفيدرالي باضطراب التوحد باعتباره إعاقة، كما أنه يحق للمصابين به الحصول على إعانات اجتماعية. ومع ذلك، كان هناك قدرا من الارتباك والخلاف حول العلاقة بين الصحة، والحقوق، والمواطنة في البرازيل. تشير الإحصائيات إلى أن هناك حوالي 1.5 مليون شخص، يعيش في البرازيل، يعاني من مرض التوحد.

البرتغال
في دراسة حديثة أجرتها البرتغال حول مرض التوحد، شملت 338 ألف طفلًا ما يزالون في سن الدراسة، وجدت فيها أن معدل انتشار هذا الاضطراب هو 9.2 لكل 10 آلاف طفل. غالبًا ما يُكشف عن هذا الاضطراب إلى جانب الحالات الطبية الأخرى المرتبطة به، مثل اضطرابات الجهاز التنفسي. كما أجريت دراسة إضافية في جزر الأزور البرتغالية، أشارت إلى وجود معدل 15.6 طفل مصاب بالتوحد لكل 10 آلاف طفل.

يحق للجميع بمن فيهم الأشخاص المصابين بالتوحد، التمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة البدنية والعقلية. ومع ذلك، غالبًا ما يتعرض المصابون بالتوحد للوصم والتمييز، بما في ذلك الحرمان الجائر من الرعاية الصحية والتعليم وفرص المشاركة والتفاعل مع مجتمعاتهم.

لذلك من الضروري أن نحيط مرضى التوحد بالحب والرعاية الكافية، وضرورة الانتباه لصحتهم وسلامتهم الجسدية، فهم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بحالات مزمنة غير معدية ناتجة عن عوامل سلوكية، مثل الخمول البدني. والاهتمام بصحتهم النفسية أيضًا، فهم أكثر عرضة للعنف وسوء المعاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى