منوعات

أسباب وأعراض التوحد لدى البالغين .. كيف نعالجها؟

أخبار حياة-يعتبر اضطراب طيف التوحد من أكثر الاضطرابات النفسية العصبية شيوعًا، ويتم تشخيصه في معظم الحالات خلال مرحلة الطفولة، ولكن تشخيص التوحد عند الكبار قد يحدث عند البالغين، وفي حال حدوث ذلك ستكون الفرصة أكبر في حصولهم على الدعم والاهتمام اللازمين والضروريين كجزء من علاج التوحد.

قد يبدو على بعض المرضى أنهم قادرون على التصرف في المواقف الاجتماعية بشكل أفضل أكثر من غيرهم، إذ تكون أعراضهم خفيفة وغير واضحة تمامًا، ما يجعل تشخيص اضطراب طيف التوحد عندهم أكثر صعوبة.

أسباب التوحد عند الكبار
إنَّ السبب الدقيق لاضطراب طيف التوحد غير محدد تمامًا، ومعظم الأبحاث الحديثة تؤكد عدم وجود سبب واحد له. تتضمن بعض أسباب التوحد الشائعة عند الكبار ما يلي:

– وجود قصة عائلية للإصابة بالتوحد.
– بعض الطفرات الجينية، وغيرها من الاضطرابات الوراثية الأخرى.
– أن يكون المريض مولودًا لأبوين كبار في العمر.
– انخفاض الوزن عند الولادة.
– وجود اختلالات في العمليات الاستقلابية في الجسم.
– التعرض لبعض المعادن الثقيلة والسموم البيئية.
– إصابة الأم بعدوى فيروسية في أثناء الحمل.
– تعرض الجنين خلال الحمل لبعض الأدوية مثل حمض الفالبرويك أو الثاليدومايد.
ووفقًا للمعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية NINDS، قد تحدد العوامل الوراثية والبيئية المحيطة ما إذا كان الشخص مصابًا باضطراب التوحد أم لا.

أشارت الكثير من الدراسات إلى أن اللقاحات لا تسبب اضطراب طيف التوحد، واقترحت إحدى الدراسات القديمة وجود صلة بين مرض التوحد ولقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية MMR، ولكن بعد نحو 10 سنوات تم التراجع عن هذه الدراسة وإثبات عدم صحتها.

أعراض مرض التوحد

قد يجد المريض المصاب بالتوحد صعوبة في التواصل مع محيطه والتفاعل في علاقاته الاجتماعية، وقد يجد صعوبة في فهم أفكار الناس ومشاعرهم، وقد يكون لدى البالغ المصاب بالتوحد أيضًا أنماط تفكير مضطربة وسلوكيات غير ثابتة، وقد يقوم بأفعال متكررة دائمًا. تشمل علامات وأعراض مرض التوحد عند الكبار الأُخرى الشائعة ما يلي:

– صعوبة في إجراء محادثات مع الآخرين.
– صعوبة في تكوين صداقات قوية أو الحفاظ عليها.
– يتجنب المريض التواصل مع الأشخاص المحيطين به عبر عيونه لأن ذلك يشعره بالانزعاج وعدم الراحة.
– قد يجد المريض صعوبة في فهم عواطفه.
– قد يجد المريض صعوبة في فهم عواطف الآخرين ومشاعرهم.
– يهتم المريض بموضوع واحد معين بشكل مبالغ.
– يتحدث المريض مع نفسه بموضوعات متكررة.
– ينزعج المريض كثيرًا من سماع أصوات وشم روائح تكون عادية بالنسبة لآخرين.
– قد يعاني أيضًا من حساسية للضوء.
– إصدار أصوات مزعجة لا إرادية بشكل متكرر.
– صعوبة في فهم العبارات الساخرة والتعابير التهكمية.
– جمود في الحركة عند التحدث مع الآخرين.
– الاهتمام بأنشطة محددة فقط دون غيرها.
– يفضل مريض التوحد الأنشطة الفردية بدلًا من الجماعية.
– يجد مريض التوحد صعوبة في فهم تعابير وجه من يتحدث معهم وصعوبة في تحليل إشاراتهم وحركاتهم.
– يتبع المريض روتينًا يوميًا محددًا ويجد صعوبة في تغييره.
-يتبع المريض سلوكيات وحركات متكررة.
– يعاني المصاب بالتوحد من القلق الاجتماعي.

قد يلاحظ وجود قدرات كبيرة وخارقة لدى بعض المرضى في مجال معين، مثل الرياضيات وغيرها من المجالات أو التخصصات الأخرى. تختلف الأعراض من مريض لآخر، وقد تختلف أيضًا باختلاف الجنسين، وقد لا توجد جميع الأعراض والعلامات السابقة جميعها لدى مريض التوحد، وقد يعاني أيضًا من أعراض أخرى مختلفة، منها من تشابه أعراض اضطرابات وأمراض أخرى مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ADHD.

قد تتشابه أعراض التوحد عند الأطفال معها عند البالغين، ولكن البالغين المصابين قد يجدون صعوبة في عيش حياة يومية طبيعية مستقلة بسبب الأعراض.

تشخيص التوحد عند الكبار
قد يكون تشخيص التوحد عند الكبار أمرًا صعبًا نتيجة عدة أسباب منها:

قد يعاني المريض الذي لم يتم تشخيصه خلال سنوات شبابه من أعراض خفيفة تجعل التعرف على المرض أكثر صعوبة في مرحلة البلوغ، وقد يتمكن المريض الذي يتعايش مع مرض التوحد لفترة من الزمن أن يخفي الأعراض التي يعاني منها.

توجد اختبارات مختلفة يمكنها أن تساعد على تشخيص اضطراب طيف التوحد عند البالغين ولكنها اختبارات غير نوعية وغير كافية. قد يحاول الطبيب تحديد وجود اضطراب طيف التوحد من خلال استجواب المريض عن أعراضه الحالية أو في أثناء الطفولة وسؤاله عن تاريخه المرضي والطبي، إضافةً إلى إجراء فحص سريري له.

إذا لم تكن الأعراض موجودة خلال مرحلة الطفولة ولكنها بدأت في مرحلة المراهقة أو البلوغ، فقد تكون بسبب وجود حالة صحية معرفية أو عقلية أخرى بدلًا من اضطراب طيف التوحد.

علاج التوحد عند الكبار
هناك العديد من الأمور التي قد تعد مهمة في علاج التوحد عند الكبار ، وهي:
التعليم: إذ إن تعليم المريض المصاب بالتوحد وأحبائه والقائمين على رعايته عن المرض وطبيعته يمكن أن يمنحهم فهمًا أكبر للحالة، وقد يساعد المريض المصاب على الشعور والإحساس بصحته وإيجاد حلول تناسبه. ومن المهم أن يساعد أصدقاء المريض وعائلته على تقليل توتر المريض وأن يكونوا أكثر تعاطفًا معه خلال هذه المرحلة.

العلاج النفسي: قد يستفيد مريض التوحد من العلاج النفسي خاصةً إذا كان يعاني من القلق أو مشاعر العزلة أو من ضغوط الحياة المختلفة. يمكن للمعالج النفسي أن يلجأ إلى جلسات العلاج المعرفي السلوكي إما بشكل فردي أو جماعي أو ضمن العائلة.
التأهيل المهني: يمكن لإعادة التأهيل المهني أن تساعد مرضى التوحد في التغلب على التحديات الوظيفية التي قد يتعرضون لها، وهي قد تسمح لهم أيضًا بتعلم المزيد وتتيح لهم إمكانية التطوع أو تغيير وظيفتهم. فقد يجد بعض مرضى التوحد أماكن عملهم غير مريحة إذا كانت صاخبة جدًا أو معرضة للضوء كثيرًا أو تحتاج إلى تنقّل طويل. يمكن لأصحاب العمل والوظائف اتخاذ بعض الخطوات المفيدة والداعمة لمرضى التوحد، كأن يتم توفير أماكن إقامة مناسبة للموظفين المصابين على سبيل المثال. إن حصول مريض التوحد على الدعم الكافي في مكان عمله يجعله جيدًا جدًا في عمله ويحقق نتائج ملحوظة.

دعم الأصدقاء: قد يجد بعض المرضى المصابين بالتوحد أن تواصلهم مع مرضى آخرين مصابين بالتوحد ويعانون من أشياء مماثلة قد يكون مفيدًا لهم. فقد يعطي هذا التواصل المريض أفكارًا جديدة عن أمور وأشياء يمكنه القيام بها في حياته، ويعطيه حلولًا وموارد دعم لم يكن على دراية بها سابقًا. يمكن لأي شخص القيام بذلك من خلال المجموعات والمنتديات عبر الإنترنت، أو حتى على أرض الواقع وجهًا لوجه من خلال عقد اجتماعات داعمة لهم.

العلاج الدوائي: لا توجد أدوية يمكنها علاج مرض التوحد، ولكن قد تفيد بعض الأدوية الموصوفة في تخفيف بعض الأعراض التي يعاني منها المريض، مثل الاكتئاب والقلق واضطراب المزاج. هناك مجموعة قليلة من الأدوية التي وافقت عليها هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA من أجل تخفيف أعراض اضطراب طيف التوحد عند الأطفال، ويجب على البالغين المصابين بالتوحد استشارة الطبيب المختص قبل تجربة أي من هذه الأدوية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى