فلسطين

حفريات وأعمال تهويد “إسرائيلية” متسارعة بمحيط البلدة القديمة

أخبار حياة – لم تتوقف بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة عن أعمال الحفر والتهويد في محيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك، وخاصة منطقة باب العامود، التي تشهد تسارعًا محمومًا في مشاريع تغيير الوجه الحضاري والتاريخي للمنطقة، وتقييد حركة المقدسيين، والحركة التجارية.

وتُخطط بلدية الاحتلال لإحداث تغييرات ملموسة وكبيرة في طابع وهوية القدس العربية الإسلامية، مستهدفة بذلك تغيير معالم منطقة باب العامود، باعتبارها تشكل مدخلًا رئيسًا للبلدة القديمة والأقصى.

ونظرًا لأن هذه المنطقة تُشكل عصب الحياة ومركزها الأساس في المدينة المقدسة، وتتمتع بقيمة رمزية في النضال الفلسطيني ضد انتهاكات الاحتلال وإجراءاته العنصرية بحق المقدسيين ومقدساتهم، لذلك تقع في دائرة الاستهداف الإسرائيلي.

أعمال متسارعة

وتجري طواقم الاحتلال حفريات في شارع السلطان سليمان القانوني ومحيط البلدة القديمة، وخاصة في حي المصرارة المقابل لباب العامود وعند باب المغاربة. كما يقول الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب

ويوضح أبو دياب في حديثه لوكالة “صفا”، أن بلدية الاحتلال تعمل بوتيرة متسارعة على تغيير المنطقة المستهدفة ومعالمها العربية العريقة، وخاصة منطقة باب العامود وشارع السلطان سليمان، وتواصل أعمال الحفريات في تلك المنطقة.

ويضيف أن أعمال الحفر والتهويد تبدأ من حي المصرارة ومنطقة باب العامود، ومن ثم شارع السلطان سليمان وصولًا إلى باب الساهرة وحتى المقبرة اليوسفية، ويتخللها تغيير للبنية التحتية، ووضع كاميرات مراقبة في تلك المنطقة الاستراتيجية والحيوية.

ويتخلل الأعمال التهويدية المستمرة إعاقة وصول المقدسيين إلى منطقة باب العامود والبلدة القديمة، وتقييد حركة تنقلهم، بما يؤثر على الحركة التجارية في المنطقة.

ويشير أبو دياب إلى أن سلطات الاحتلال أغلقت المنطقة أمام حركة السير من باب العامود، وصولًا إلى باب الساهرة وشارع صلاح الدين الأيوبي، وبداية المقبرة اليوسفية.

ويؤكد أن سلطات الاحتلال تسعى من خلال الحفريات، إلى تهويد محيط البلدة القديمة، وخنق الاقتصاد المقدسي، وإعاقة وصول الفلسطينيين إلى البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وتقليل عدد الوافدين إليهما، بهدف فرض أجندة تهويدية، وإعادة صياغة تاريخ وهوية تتلاءم مع الرواية التلمودية.

ويبين أن الاحتلال يريد تغيير النمط المعماري للمنطقة، وإبعاد الناس عنها، بغية تنفيذ مشاريعها الاستيطانية والتهويدية، والسيطرة الكاملة على محيط البلدة القديمة والأقصى.

وتسعى سلطات الاحتلال أيضًا، إلى تهيئة هذه المنطقة لوصلها مع الجزء الغربي من القدس، بغية تسهيل وصول المستوطنين إلى المدينة، وكذلك ربطها بالمشروع التهويدي “وادي السيليكون” في حي وادي الجوز. وفق أبو دياب

طمس الهوية

وأما رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي فيقول لوكالة “صفا” إن بلدية الاحتلال تدعي أن أعمال الحفر التي تتم في منطقة المصرارة ومحيط البلدة القديمة بحجة “التطوير وتحسين البنية التحتية في المنطقة”، لكن في ماهيتها تحمل طابعًا تهويديًا.

ويوضح أن بلدية الاحتلال تحاول تغيير الصورة الحضارية للمدينة المحتلة، ومحو كل ما يُدلل على الهوية العربية والإسلامية فيها، وإظهارها على أنها مدينة تتوافق مع الرواية اليهودية.

ويضيف أن” ما يجري من حفريات في منطقة المصرارة يقدمه الاحتلال على أنه تطوير، لكنه في صورته الحقيقية تهويدي بامتياز، الهدف منه الادعاء بأن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل”.

ويشير إلى أن هذه الحفريات أثرت بشكل كبير على الحركة التجارية في القدس، وخاصة في محيط البلدة القديمة، إذ تخلل هذه الأعمال إغلاقات لحركة السيارات والحافلات لنحو عشرة أيام، وحتى المقدسيين لم يتمكنوا من الوصول إلى منطقة المصرارة، بسبب استمرار الحفريات.

وبحسب الناشط المقدسي، فإن عدم وصول الحافلات إلى جزء كبير من الأسواق المقدسية في المنطقة المستهدفة، تسبب بخسائر فادحة للتجار المقدسيين.

ويؤكد أن بلدية الاحتلال تتعمد إفقار التجار والمقدسيين، عبر استخدام سياسات واستراتيجيات ممنهجة ومبرمجة من أجل تحقيق ذلك، رغم أن المدينة تشهد أوضاعًا اقتصادية وتجارية سيئة، بسبب الإجراءات والقيود الإسرائيلية المفروضة على التجار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى