تكنولوجيا

شريحة توضع تحت الجلد تقضي على الاكتئاب وتُحسن المزاج

أخبار حياة – تمكن العلماء من ابتكار ما أسموه «غرسة دماغية» وهي عبارة عن شريحة متناهية الصغر توضع تحت جلد الإنسان وتقضي على الاكتئاب وتُحسن المزاج العام لصاحبها، إلا أن مبتكريها يؤكدون أنها ما زالت تحت التجربة.

وكشفت شركة «Inner Cosmos» المتخصصة بتطوير تكنولوجيا قابلة للزرع في الدماغ والجسم أن التجارب البشرية على هذا العلاج المبتكر للاكتئاب سوف يبدأ في غضون ستة أشهر، حسب ما أورد تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية.

وتحتوي «الحبة الرقمية» التي أنتجتها «Inner Cosmos» على جزأين: قطب كهربائي يوضع تحت جلد فروة الرأس و«جراب الوصفات الطبية» الذي يستقر على شعر المستخدمين لتشغيل الجهاز.

وترسل الغرسة نبضات كهربائية صغيرة إلى منطقة الدماغ المصابة بالاكتئاب، وهي القشرة الأمامية الظهرية اليسرى، مرة واحدة يومياً لمدة 15 دقيقة.

ولا يلزم أن يكون الجهاز الخارجي على الرأس عندما لا يتم العلاج.

وتمت زراعة هذه الشريحة بالفعل في رأس أول مريض، وهي مرحلة ما قبل التجارب، حيث من المقرر أن يختبر المريض وهو من سانت لويز بولاية ميسوري الأمريكية هذا الابتكار لمدة عام واحد، ولدى الشركة تجربة بشرية أخرى من المقرر أن تبدأ الشهر المقبل.

وتُحدث الغرسات التي تعالج الدماغ موجات من المنافسة الساخنة في هذا المجال، حيث تتسابق العديد من الشركات لطرح منتجاتها في السوق أولاً.

وأجرت شركة «Neuralink» مؤخراً عرضاً توضيحياً لمنتج مشابه هو عبارة عن شريحة تُزرع في الدماغ أظهر رقاقاته في دماغ القرد، مما يسمح له بالتحكم في لوحة المفاتيح على الشاشة لكتابة جمل كاملة.

وبدأت شركة «Synchron» التجارب البشرية على غرسة الدماغ في تموز/يوليو الماضي، والتي تتيح لمرتديها التحكم في جهاز الكمبيوتر باستخدام التفكير وحده.

أما شركة «Stentrode» فمن المقرر أن تقوم بزراعة «غرسة دماغية» بحجم مشبك الورق في ستة مرضى في نيويورك وبيتسبرغ يعانون من شلل حاد.

وستتيح الشريحة أو الغرسة التي أنتجتها شركة «Stentrode» للمرضى التحكم في الأجهزة الرقمية فقط من خلال التفكير ومنحهم القدرة على أداء المهام اليومية، بما في ذلك الرسائل النصية والبريد الإلكتروني والتسوق عبر الإنترنت.

ويُعتقد أن مستشفى ساوثميد في بريستول ببريطانيا هو الأول في العالم الذي يزرع جهازاً لعكس أعراض مرض باركنسون.

ومع ذلك، فإن الحبوب الرقمية «Inner Cosmos» هي أصغر وأقل تقنية توغلاً حتى الآن، حيث أن حجم الغرسة صغير جداً ولا يتجاوز حجم دائرة إصبع الإبهام. وتستغرق عملية الزرع 30 دقيقة في عيادة خارجية.

وتأسست شركة «Inner Cosmos» على يد رجل الأعمال ميرون غريبيتز، الذي تم تشخيص إصابته باضطراب نقص الانتباه في طفولته.

وقال غريبيتز: «مهمتنا هي خلق عالم يستعيد القوة المعرفية للبشرية من خلال إعادة توازن العقل البشري». وأضاف: «العالم في حالة اضطراب شديد ما يؤدي إلى اضطراب الإدراك، حيث يشعر الملايين بالآثار، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الاكتئاب».

وتابع: «نعتقد أن نهجنا يمكن أن يهدئ حياة أولئك الذين يعانون من الاكتئاب، وفي النهاية يتوسع ليشمل الاضطرابات المعرفية الأخرى».

وتقول شركة «Inner Cosmos» إن الهدف من هذه الشريحة المبتكرة هو الابتعاد عن الأدوية الموصوفة والتوجه نحو «علاج أكثر فعالية».

يشار إلى أنه يوجد 140 مليون أمريكي كل عام يستخدمون أدوية التنبيه أو الاكتئاب، وهذا أكثر من المستخدمين الذين لديهم أجهزة» آيفون» حسب ما يؤكد غريبيتز.

ويتم تشغيل «الحبوب الرقمية» أو «غرسات الدماغ» بواسطة تطبيق هاتف ذكي، والذي يعرض أيضاً الرسوم البيانية للمزاج والاكتئاب التي يمكن مشاركتها مع الطبيب.

وقال غريبيتز إن هذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها الأطباء من الوصول إلى هذا النوع من البيانات، وتابع: «ما يوفر مليارات صناعة الرعاية الصحية بسبب التشخيص الخاطئ للاكتئاب الانتحاري الحاد» على حد قوله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى