فلسطين

تفاصيل تبرّع الأسير الزبيدي بنخاعه العظمي لزميله وليد دقة

أخبار حياة – في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الحركة الفلسطينية الأسيرة بسجون الاحتلال الإسرائيلي تقدّم عضو المجلس الثوري لحركة فتح الأسير زكريا الزبيدي بطلب مستعجل إلى إدارة الاحتلال للتبرع بنخاعه العظمي للأسير المريض المصاب بالسرطان وليد دقة.

وقال مسؤول الدائرة القانونية في هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، المحامي جميل سعادة لـ”العربي الجديد”، اليوم الأربعاء، إنّ “الزبيدي أبلغ محامي الهيئة كريم عجوة بذلك، خلال زيارته له، أمس الثلاثاء، وأجرى فحصاً للدم، بانتظار إجراء بقية الفحوصات اللازمة لذلك، والرد النهائي من إدارة السجون على طلبه”.

وأشار سعادة إلى أنّ الهيئة ستجهز كافة الأوراق المطلوبة منها، وستتواصل في أقرب وقت مع الأسير دقة، ومع عائلته، مشدداً على أنّ هذه الخطوة حال نجحت “ستعيد الأمل لعشرات الأسرى المرضى في سجون الاحتلال”.

وتابع سعادة: “إن هذا ليس غريباً على الأسير الزبيدي، فله قبل ذلك الكثير من المواقف الوطنية المشرفة، كما أنّ الأسير دقة، رجل مناضل أفنى زهرة شبابه في سجون الاحتلال، وأصيب بمرضه جراء الإهمال الطبي، وهي السياسة المتعمدة لإدارة السجون مع الأسرى كافة”.

وجرى، أخيراً، نقل الأسير المريض دقة إلى مستشفى “برزلاي” الإسرائيليّ، إثر تراجع في حالته الصحية، وأبلغه أطباء الاحتلال حينها بأنه يعاني من سرطان الدم “لوكيميا” بعد التشخيص الأولي الذي أجري له، ليتبين بعد عدة أيام أنّ هناك تشخيصاً آخر لحالته، فهو يعاني نوعاً آخر من السرطان، وهو ليس بحاجة للخضوع لجلسات علاج كيميائي، وإنما تزويده بدواء بين فترة وأخرى، كما أنه بحاجة لوحدات دم، والخضوع لعملية زراعة نخاع لاحقاً.

والأسير وليد دقة (60 عاماً) من بلدة باقة الغربية داخل أراضي عام 1948 معتقل منذ عام 1986 ومحكوم بالسجن المؤبد الذي حُدد لاحقاً بـ 37 عاماً، وأضاف الاحتلال على حكمه لاحقاً عامين آخرين.

وخلال عام 1999 ارتبط بزوجته سناء سلامة، ورُزق منها عبر النطف المحررة عام 2020 بطفلة سمّاها ميلاد.

والأسير دقة كاتب ومفكر، أنتج خلال سنوات اعتقاله العديد من الكتب والدراسات والمقالات، التي واجه بسببها عدة عقوبات كالعزل الانفرادي والنقل التعسفي وغيرها.

أما الأسير زكريا الزبيدي (46 عاماً)، من مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، فقد اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي في 27 يناير/ كانون الثاني عام 2019، بعد اقتحام مدينة رام الله، وهو واحد من ستة أسرى حرروا أنفسهم عبر “نفق الحرية”، من سجن جلبوع شديد الحراسة، في 6 سبتمبر/ أيلول 2021، وأعادت سلطات الاحتلال اعتقالهم لاحقاً.

وصدر بحق الزبيدي حكم بالسجن الفعلي 5 سنوات وغرامة مالية بقيمة 5 آلاف شيقل، مع وقف تنفيذ من 8 أشهر إلى 3 سنوات.

وزرع نخاع العظم هو إجراء لحقن خلايا جذعية سليمة مكوِّنة للدم في الجسم، لتحل محل نخاع العظم الذي لا ينتج كميات كافية من خلايا الدم السليمة، ويُطلق على إجراء زرع نخاع العظم أيضاً زرع الخلايا الجذعية. وقد تحتاج إلى زرع نخاع العظم إذا توقَّف نخاع العظم عن العمل ولم يَعُد ينتج ما يكفي من خلايا الدم السليمة.

وبلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، حتى نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، نحو أربعة آلاف و700 أسير، من بينهم 34 أسيرة، وقرابة 150 قاصراً، و835 معتقلاً إدارياً، بينهم ثلاث أسيرات وأربعة أطفال، وفق مؤسسات معنية بشؤون الأسرى.

وهناك 650 أسيراً يُعانون من أمراض مزمنة؛ بينهم 24 أسيراً يعانون من أمراض السرطان. ووفق تقديرات مؤسسات معنية بالأسرى، فإنّ الأعداد قابلة للارتفاع نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتبعة بحقهم.

يذكر أنّ الأسير الفلسطيني القيادي بحركة فتح والمريض بالسرطان ناصر أبو حميد (50 عاماً) من مخيم الأمعري جنوب مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله، استشهد، الثلاثاء الماضي، في مستشفى “أساف هروفيه” الإسرائيلي، جرّاء سياسة الإهمال الطبي المتعمد، التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى المرضى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى