الرئيسيةبيت حواء

سيدات الأغوار يجدن في قشور الحمضيات فرصا للعمل

اخبار حياة – رفضت عشرات النساء في الأغوار وتحددا في لواء الغور الشمالي فكرة الاستسلام للظروف وقلة الامكانات، والوقوف على أعتاب الجهات الداعمة لطلب المساعدة، ليرفعن بعزيمة واصرار شعار العمل والسعي لطلب الرزق، وتحقيق الذات، ليكون نواة لتغيير حياتهن رغم ظروفهن القاصرة.

في لواء الغور الشمالي الذي يتميز بزراعة الحمضيات بمختلف أنواعه، اتجهت نساء في اللواء الى استثمار هذه الميزة في تحسين اوضاعهن، من خلال إعادة تصنيع او استغلال الثمار في انتاج العصير الطبيعي والمربى وعمل العطور الزيتية من القشور او تحويلها الى سماد طبيعي، وتسويق هذه المنتجات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للفنادق الكبرى والمولات في العاصمة عمان وفي الدول العربية وحتى الأجنبية، إضافة الى المبيعات بالسوق المحلي في مختلف المحافظات.

الثلاثينية سناء الرياحنة، أثبتت أن الحياة لا تنتهي عند وقوع أي ظرف كحدوث طلاق للزوجة او وفاة رب الأسرة او احد الوالدين، او توقف مساعدات الجمعيات او صندوق المعونة الوطنية، حيث رفضت أن تمد يدها لطلب المساعدة بعد ان اضطرت الى الانفصال عن زوجها، لتبدأ بالسعي نحو إنشاء مشروع يدر دخلا ويعتبر مصدر رزق لها ولأبنائها، إلى أن ساقها القدر الى العمل بمزارع الحمضيات في الاغوار ووجدت ان بامكانها استغلال الثمار في صناعات مختلفة، بدلا من الاكتفاء بالعمل على قطافها مقابل اجور رمزية يومية.

ونقلت “الغد” عن الرياحنة قولها: انها اتفقت مع صاحب مزرعة حمضيات على تزويدها بكمية من الثمار لقاء عملها بالقطاف أو بيعها بثمن بسيط، حيث استطاعت أن تجمع كمية من ثمار البرتقال التي احضرتها الى منزلها لتباشر تجربتها، وترجمة افكارها وتقوم ببرش البرتقال وعصره وطبخه على درجة حرارة معينة دون اضافة أي من المواد الصناعية لتنتج مربى البرتقال الطبيعي دون اي مكونات صناعية.

كما قامت بعصر كمية من البرتقال ووضعه بعبوات ذات اشكال مختلفة وعملت على بيعه في المدارس والجمعيات الخيرية والبازارات المدرسية والجامعية، مشيرة الى ان منتجها من عصير البرتقال الطبيعي يشهد إقبالا كبيرا جدا وحقق لها ذلك مردودا ماليا مكنها من تحسين وضعها المادي.

وتضيف، انه بعد ذلك قررت ان تشرك النساء العاملات في القطاع الزراعي بموسم الحمضيات معها بالعمل لتوسيع وزيادة انتاجها، وإفادة نساء غيرها وخصوصا انها على يقين ومعرفة بحاجة تلك النساء وبظروفهن المالية.

وتابعت، انها وبعض النساء العاملات معها ضمن مشروعها، قمن بتقسيم الأدوار من حيث إحضار البرتقال وتحويله الى منتجات مختلفة والقيام بتسويق المنتجات، مؤكدة أن ذلك العمل حقق لهن ارباحا مالية، وبدأ المشروع ينمو أكثر فأكثر خاصة مع تأسيس شبكة معارف كبيرة، اضافة الى نجاحهن بتسويق المنتجات الى المولات الكبرى والى اسواق الدول المجاورة.

وبينت الثلاثينية علياء البشتاوي من سكان الأغوار الشمالي، أن موسم الحمضيات يشكل ركيزة كبيرة لدى العديد من النساء، وخصوصا غير الحاصلات على شهادات علمية، واللواتي تقتصر قدرتهن على العمل في المجال الزراعي، والاستفادة من المردود المالي بتغطية متطلبات أخرى تراكمت على اسرهن جراء الظروف الاقتصادية الصعبة.

وتشير إلى أنها، إضافة إلى الأجرة التي تحصل عليها في العمل الزراعي، فانها ونساء اخريات بدأن يحصلن أيضا على كميات من ثمار المزارع، ويقمن باستغلالها في صناعة المربيات الطبيعية، والاستفادة من القشور بعمل العطور، والعصير الطبيعي، وبيعه للجمعيات، التي تقوم بدورها بتسويق تلك المنتوجات.

وتقول صبحا التلاوي، إن نساء الغور الشمالي ينتظرن بدء موسم قطاف ثمار الحمضيات الحالي، لتكون فرصة لتوفير مردود مالي يمكنهن من سداد الديون التي تراكمت خلال السنة، وتأمين متطلبات الحياة الأساسية، مشيرة الى ان العمل الزراعي لا يتوقف على قطاف الثمار، اذ ان استغلال الثمار في عمليات الانتاج والتصنيع المختلفة بات احد اهم اعمال العديد من النساء.

ويؤكد المزارع أيمن الزينات، أن الأوضاع الأمنية في الدول المجاورة، إضافة إلى الصقيع أثناء فصل الشتاء والموجات الحارة في فصل الصيف، اثرت سلبا على إنتاج مزرعته، ما أجبره على الاستغناء عن العديد من العمال، خوفا من استمرار الخسائر المالية التي لحقت به، وبالعديد من المزارعين في لواء الأغوار الشمالي، مشيرا الى انه يعوض بعض الخسائر من خلال بيع ثمار الحمضيات للنساء اللواتي يستغللن الثمار بصناعات اخرى تدر دخلا عليهن.

وتمنى، أن يتم الاهتمام أكثر بموسم الحمضيات الحالي من خلال وضع خطة تسويقية، والعمل على التواصل مع المزارعين لتقديم النصح والإرشاد الزراعي وتدريبهم على التعامل مع الكوارث الطبيعية، وتنظيم مهرجان للبرتقال اسوة بمهرجان الزيتون لكي يتمكن المزارع والنساء المنتجات من بيع الثمار ومختلف المنتجات وتحقيق ارباح مالية، وخصوصا صغار المزارعين الذين لا يمكنهم تحقيق أرباح أسوة بكبار المزارعين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى