أخبار حياة – قال المحلل السياسي الدكتور عامر السبايلة،إن “نقاط الضعف والأخطاء التي ارتكبت في السنوات السابقة باتت واضحة، لذلك عملية التحديث في الأردن يمكن تحقيقها بشكل أسهل،فالتحديث أمر طبيعي يحصل في جميع دول العالم”.
وأكد السبايلة في حديثه لبرنامج “صالون حياة” والذي يبث عبر اثير إذاعة حياة اف ام اأن المملكة تمتلك فرصة ذهبية لتنفيذ سريع لأي أجندة إصلاح.
“يجب أن نذهب دائما إلى مركز الخلل مباشرة، من دون الوقوع في فخ التفريعات، لتجنب الوقوع في مشاكل أكبر وبالتالي تنتهي الجهود بحل المشاكل الفرعية دون المشاكل الرئيسية، وفقا لـ”السبايلة”.
وتابع القول :”في الأردن نحتاج لقرارات مباشرة ، وتقديم شيء حقيقي وبصورة سريعة، فجميع الحكومات بالعالم بعد أزمة كورونا تدرك أن مساحة المناورة السياسية قلت كثيرا.
وبين السبايلة أن قصة الوعود لم تعد مجدية، في الوقت الذي يجب أن تتحدث الأفعال عن نفسها، من خلال القيام بخطوات سريعة متعددة الجوانب يرى المواطن نتائجها ،وقتها سيدرك أن الحكومة تعمل من أجله، ففكرة الوعود باتت مستهلكة.
ودعا السبايلة الحكومات الى إعادة النظر في كيفية مخاطبة الناس، فالذكاء المجتمعي يتفوق كثيرا على الأداء الرسمي.
وحول تصريحات رئيس الوزراء بشر الخصاونة، بأن الأيام الجميلة ستأتي والغد سيكون أفضل، في حين أن الافراط بالوعود غير الواقعية ليست جميلة بحق المسؤولين، أشار السبايلة إلى وجود تناقض واضح بين التصريحات، داعيا أصحاب القرار إلى تبنى سياسة مختلفة تماما وهي سياسة المكاشفة و الأمر الواقع، فعندما يشعر المواطن انه جزء من المشكلة سلوكه يتغير إلى الاتجاه الايجابي.
مشددا في حديثه لحياة اف ام ضرورة أن تكون الحكومة قدوة للمواطنين ،فمن غير المنطقي أن تطلب الحكومة من المواطن الصبر على الظروف الاقتصادية الصعبة،في حين تعيش الحكومة حياة لا تعبر عن الأزمة.
القضية الفلسطينية
أكد السبايلة: “أن الاحتلال الاسرائيلي لا يتعرض لأية ضغوطات ،وبالتالي لا يوجد عوامل تمنعه من الاستمرار في تنفيذ سياسته على المدى الطويل”.
وعن مستقبل القضية الفلسطينية،أجاب السبايلة لحياة اف ام “اعتقد أن هناك أزمة إسرائيلية حقيقية في التعامل مع القضية الفلسطينية ،فهناك جيل ثالث فلسطيني يتشكل في الخارج، والاحتلال كان يعول على نسيان القضية الفلسطينية، ولكن شهدنا في السنوات الأخيرة عوامل ضغط على الاحتلال من قبل هذا الجيل “.
وعن احتمالية مواجهة سياسية بين الاحتلال والأردن بعد عودة نتنياهو، قال السبايلة : ” من المتوقع أن تتخذ حكومة الاحتلال بعض الخطوات قد يراها الأردن على أساس أنها تصعيد يمسه مباشرة وبالتالي أتوقع أن تتخذ الحكومة الأردنية خطوات كرد فعل”.
الشأن العربي
وبما يتعلق بالمشروع العربي التكاملي سواء في الاقتصاد أو على الصعيد السياسي، بين السبايلة لحياة أن الاستمرار في الأسلوب الكلاسيكي من خلال القمم العربية واللقاءات، يصعب عملية التفكير بهذا المشروع ،سيما ان هناك حجم خلاف عربي كبير ولا يوجد توافق على أي ملف،فمن الخطأ التفكير بالجسم العربي على أنه جسم واحد.
وشدد على ضرورة أن تقود الدول العربية فكرة الأولويات، وبالتالي يجب أن نفكر بتفعيل المحيط الجغرافي، ومن الأفضل البحث عن مصالح الأردن ويحب التفكير بذلك في المقام الأول.
