شباب وجامعات

اليرموك: طلبة يطورون خرسانة ذاتية الإضاءة صديقة للبيئة

أخبار حياة – تمكن فريق من طلبة قسم الهندسة المدنية في كلية الحجاوي للهندسة التكنولوجية بجامعة اليرموك من إنجاز وتطوير خلطة خرسانية تمتص الضوء الشمسي خلال النهار وتُعكسه ليلاً بمدة انبعاث تصل إلى 8 ساعات.

وهذا الإنجاز عبارة خلطة خرسانية من الأسمنت والرمل مُضاف لها مواد كيميائية تحتوي على خواص امتصاص واحتجاز للضوء الشمسي، ولتعزيز خصائصها في الامتصاص وتخزين الضوء، قام الفريق الطلابي بـ إضافة مخلفات الزجاج لهذا المزيج الخرساني.

وتكمن أهمية هذه “الخلطة الخرسانية”، بأنها خطوة هامة على صعيد تحسين الاستدامة في صناعة البناء، كما ويُعتقد أن هذه الخرسانة الذاتية للإضاءة ستكون بديلاً مستداماً عن الخرسانة التقليدية، حيث تعمل على الإنارة الطبيعية للمباني والهياكل الحضرية وجوانب الطرق في المناطق النائية التي لا تتوافر فيها مصادر للطاقة الكهربائية.

وقال المشرف على الفريق عضو هيئة التدريس في قسم الهندسة المدنية الدكتور فارس مطالقة، إن التجارب الأولية توضح أن هذه الخرسانة الجديدة قادرة على امتصاص الضوء الشمسي خلال فترة النهار، وعكسه ليلا، الأمر الذي سيساهم في توفير الطاقة الكهربائية الاستهلاكية وتقليل الحاجة إلى مصادر الإضاءة الاصطناعية خلال ساعات الليل.

وأضاف أن لهذه الخرسانة خواص ميكانيكية مشابهه للخرسانة العادية من حيث القوة وتحمل الظروف المناخية، مشيرا إلى أن هذه “الخرسانة ذاتية الإضاءة” وتم تطويرها في مختبرات كلية الحجاوي للهندسة التكنولوجية وبتكلفة أقل تصل إلى 70% مقارنة بالخرسانة المضيئة التي طورها علماء مختصين في عدد من دول العالم.

وأكد مطالقة أن التكلفة المرتفعة لهذه الخرسانة، كانت سببا رئيسيا بعدم وصول هذا النوع منها إلى مرحلة الإنتاج الصناعي، لافتا إلى أن تطوير هذا النوع من الخرسانة والعمل عليها تم لأول مرة على المستوى الوطني.

على صعيد متصل، عبر الفريق الطلابي المشارك في هذا البحث العلمي وهم: “بيان الزيوت، رغد طوالبة، بشار العزام، ضحى الشناق ومحمد التميمي”، عن سعادتهم البالغة بتطوير هذه الخلطة الذاتية الاضاءة، مشيرين إلى أنها تعد إسهاما هاما في مجال التكنولوجيا البيئية والمستدامة، مؤكدين في الوقت نفسه تطلعهم لتحقيق نجاحات أكبر لاستخدام هذا المنتج في مشاريع البناء المستقبلية في المملكة، مما يسهم في الحد من الاستهلاك الكهربائي وتقليل الأثر البيئي السلبي، إضافة إلى البعد الجمالي.

كما ويأمل الفريق أن تجذب مثل هذه الابتكارات البيئية المميزة اهتمام الصناعة والمؤسسات المعنية بالبناء والتشييد، لتحقيق مستقبل أكثر استدامة وبيئة صديقة للجميع.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى