مقالات

أين أنا ؟

بلال حسن التل
لعل من الفوائد التي تحملها الأزمات وحالات الطوارئ، ومنها المعارك والمواجهات العسكرية كمعركة طوفان الأقصى المباركة، التي وضعت مدماكاً أساسياً من مداميك النصر النهائي لامتنا، والتي انارت الكثير من المعالم على طريق النصر النهائي.

أقول أن من فوائد حالات الطوارئ انها تكشف عيوب المجتمع وعلله، وهكذا فعلت معركة طوفان الأقصى، عندما كشفت خذلنا وخورنا وتركنا لأهلنا في غزة وحيدين في مواجهة آلة القتل الاسرائيلي الأمريكي، وانصرفنا نتلاوم فيما بيننا، ونلعن الأمة المتخاذلة، وقد نسينا جميعا أن الأمة هي مجموع أفرادها وجماعاتها، وأن فعل الأمة هو مجموع افعال أفرادها وجماعاتها، وبالتالي فإن على كل واحد منا ان يسأل نفسه اين انا مما يجري؟، وماذا قدمت للمعركة وللمجاهدين؟

قبل أن يلوم غيره، لأن كل واحد سيسأل أمام الله عن نفسه ويحاسب عن تخاذله، وماذا قدم لتجهيز المقاتلين، ودعمهم ومساندتهم، وماذا فعل لتغيير واقع مجتمعه نحو الأفضل ونحو القدرة على مواجهة العدوان وردعه، هل تبرعنا بالمال لشراء الدواء والغذاء وغيرهما للصامدين في غزة؟، هل قاطعنا وسائل الإعلام التي تبث من بعض بلاد العرب والتي تساوي بين الضحية من أبناء فلسطين وبين الجلاد الصهيوني، بل ان بعضها لا يخفي انحيازه للجزار الصهيوني، هل استنكرنا غياب التعبئة عن الخطاب الإعلامي العربي، لتقوية عزيمة اهل غزة، واستنهاض همم سائر أب?اء الأمة من أجل معركة الأمة كرامتها، وقد صار هذا أمرا متاحا لكل فرد منا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فهل سأل كل واحد منا نفسه اين انا مما يجري؟ وماذا قدمت قبل أن يسال عن غيره ويلعن الأمة ان يلعن نفسه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى