مقالات

صندوق برأس مال كبير!

ليس من مهام البنوك تأسيس الشركات ولا إدارتها.. البنوك قناة لتمويل الشركات على أسس تجارية تاخذ بالاعتبار المخاطر والربح والخسارة.

سبق للبنوك أن خاضت تجارب ساهمت من خلالها بتأسيس صناديق وغيرها من الأدوات الاستثمارية سرعان ما انفضت لافتقارها الاستقلالية الإدارية ومقومات النجاح من جهة ولعدم توفر مشاريع مؤهلة للتمويل.

تم أخيراً إطلاق صندوق رأس المال والاستثمار الأردني برأس مال 275 مليون دينار (385 مليون دولار)، الهدف هو الاستثمار في الشركات الوطنية الواعدة ومساعدتها على النمو والتوسع والتطور، ويعزز قدرتها على فرص العمل.

مثل هذه الأهداف لا تحتاج إلى صناديق، لا تحتاج إلى توفر شركات مؤهلة للنجاح لكنها لا تمتلك التمويل وهو ما يمكن أن يتحقق من خلال سوق راس المال وعن طريق تمويل ميسر تقدمه البنوك بأسعار فوائد منافسة دون أن تتورط في الإدارة.

الصندوق الاستثماري كان دائماً على طاولة البحث والحكومات المتعاقبة تبنت الفكرة لكن تحركها لم يغادر مربع الحماس وهناك قانون لإنشاء صندوق استثماري أردني، استفاد منه حتى الآن الصندوق السعودي الأردني الذي ظفر أخيراً بمشروع صحي.

عدا ذلك لم يستقطب القانون استثمارات البنوك والصناديق السيادية العربية.

مثل هذا الصندوق يحتاج لاستقطاب تمويل من القطاع الخاص والأفراد الذين يحتاجون إلى توفر مشاريع ذات جدوى تعود بالنفع على الاقتصاد وعلى المساهمين في تنمية مدخراتهم.

ما زال هناك من يعتقد أن تحريك الاستثمار يحتاج فقط إلى الإكثار من تأسيس صناديق استثمارية، أما المشاريع فهي تأتي لاحقاً، لذلك ليس مستغرباً أن يكون في الأردن 3 أو 4 صناديق استثمارية لم تنفذ حتى الآن مشروعاً واحداً يشار إليه بالبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى