مقالات

هيّا إلى الفطابل

يوسف غيشان
صافرة…لباس قاتم… شورت…بوط رياضي وحركة سريعة باتجاه عقارب الكرة وأقدام اللاعبين…… كرتات حمراء وصفراء .. دفتر ملاحظات… مساعدون على الخطوط، وخلف شاشات الكمبيوتر…فريقان متنافسان… ومباراة.

هو أكثر من يركض وراء الكرة ولا يلمسها لكأنه لاعب فاشل. كل فريق يعتقد بأنه يمالئ ويخدم الفريق الآخر، وكل جمهور يعتقد أنه ينتمي للجمهور الآخر.

بين النارين يقف القاضي الكروي وبيده الصافرة والكرتات الصفراء والحمراء، لا يأبه لشتائم هؤلاء ولا لصراخ أولئك …. كل همّه السيطرة على المستطيل الأخضر وعلى الفريقين المتحاربين المتنافسين على الفوز.

حكام الخطوط يساعدونه …. لكن هو من يتخذ القرار وهو من يتحمل مسؤوليته وتبعاته. نادرا ما يخطئ، لكن خطأه قاتل، وقد يودي بسمعته وبسمعة فريق خسر المبارة عن طريق الخطأ الذي اقترفه.

هو بشر في النهاية، والخطأ ممكن، لكنه يسعى ويتمنى تقليص هذه الاخطاء – خصوصا الخطرة منها – وتخفيف حدتها قدر الإمكان.

يتلقى اللعنات من الخاسرين ولا يأبه له الرابحون.

يكون الحاكم بأمره لساعة ونصف أو أكثر قليلا.

لكنه بعد ان تنتهي المبارة لا يأبه به أحد، بينما يحتكر اللاعبون الذين كان يتحكم بسكناتهم وحركاتهم قبل دقائق … يحتكرون عدسات الكاميرا، وصفحات الجرائد وأوتوغرافات المعجبين والمعجبات.

وعلى ذكر الحكم (حكم المباراة)، فقد جئت متأخرا إلى البيت خلال بث إحدى مباريات كأس العالم عام1982 شاهدت الوالدة تتابع المباراة باهتمام، فسألتها عما حصل، فقالت وهي تشير إلى حكم المباراة:

– مسكين هالمسخّم أبو الشورت الأسود، مهو قادر يمسك الفوطبول من ساعة، بتمر الطبّة من حدّه وبوخذوها من بين رجليه وهوه بتنطنط، مثل الجخدم، عالفاضي.

طبعا ضحكت بشكل هستيري، ثم سألتها هل دخلت أجوال خلال اللعبة، فقالت:

– أي هوّة ملعون الوالدين اللي واقف ع القول مخليها تمرق…؟ كل ما تيجي تدخل بيهجم عليها كأنها قاتله أبوه.

وتلولحي يا دالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى