الملكية الأردنية.. المشكلة والحل!
عصام قضماني
ارتفعت خسائر شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية (الملكية الأردنية) لتسجل 79.1 مليون دينار خلال عام 2022، ارتفاعًا من خسائر قدرها 74.3 مليون دينار في عام 2021.
لكن إيرادات الشركة ارتفعت بنسبة 71%، إلى 611.8 مليون دينار خلال عام 2022، من 357 مليون دينار في عام 2021.
هذا يعني ان اداء الشركة يتحسن، لكن ارتفاع اسعار الوقود حرمها من تحقيق ربح او على الاقل من تقليص الخسارة المتراكمة التي تجاوزت نحو 282.8 مليون دينار.
لكن خسارة الشركة سابقة على ارتفاع اسعار الوقود وقد كان وباء كورونا معضلة لها كما هو الحال بالنسبة لشركات طيران كثيرة خرج منها عدد كبير من السوق.
لم تفصح الشركة ما اذا كانت هذه الخسائر ستعيق تنفيذها لخطة رفع عدد أسطولها من 23 طائرة إلى نحو 45 طائرة خلال 3 سنوات بدأت بالفعل!؟.
تواجه الشركة مشكلتين في اتجاهين معاكسين الاول هو خطة رفع راسمالها وسعيها لاطفاء الخسائر اما الثانية فهي القدرة على منافسة شركات كبيرة ومليئة ومدعومة.
كان مجلس الوزراء فوّض وزارة المالية برفع رأس مال الشركة بمبلغ 50 مليون دينار على مرحلتين، وحصلت على 25 مليون دينار في الربع الأخير من العام 2020، وحصلت على الدفعة الثانية لاحقا لكن ذلك لم يؤثر بشكل ملموس على الاوضاع المالية للشركة المطالبة بتنفيذ هيكلة وبما ستكون قاسية لتتمكن من النجاة.
خطة دعم الشركة ماليا تحتاج لاجراءات مماثلة من جانبها مثل مراجعة الخطوط الخاسرة فالاصل ان لا تخدم الشركات التجارية اهدافا سياسية على حساب ماليتها والا فان رفع راسمالها سيشبه إغراق إسفنجة بالماء.
الوضع القانوني يقول ان الشركة كان يجب ان تكون خضعت للتصفية منذ وقت لكن قانون الشركات جمد ازاء التعامل مع هذه الخطوة فوقع القرار السياسي بين نارين، استمرار دعم الشركة حتى النهاية او احالة موجوداتها لشركة تولد من رحمها وتبدا من الصفر وبذلك تتحمل الحكومة المالك لغالبية اسهم الشركة خسائرها وتكاليف هذا الانتقال.
نظرة واحدة على لائحة ديون «الملكية» تقود التفكير إلى أن العلة هي الحل أيضاً, وهي عودة الأذرع الرابحة (التي تم خصخصتها وحصة في مجموعة المطار تعادل قيمة مساهمة الشركة في تشغيل المطار.
ارتفاع أسعار الوقود شكّل معضلة كبيرة لكل القطاعات الاقتصادية ولم تكن الملكية الاردنية استثناء.
ارتفاع أسعار الوقود كان يجب أن يواجه بالبدء في هيكلة تخفض النفقات للتخفيف من اثر ارتفاع الوقود خصوصا وان ايرادات الشركة تتحسن.
