رياضة

أعنف مونديال بالتاريخ.. كيف تحول الملعب لـ”حلبة مصارعة”؟

أخبار حياة – سنة 1962، استضافت التشيلي ما بين 30 مايو و17 يونيو فعاليات النسخة السابعة من كأس العالم. وخلال ذلك العام، فازت البرازيل للمرة الثانية على التوالي بهذه البطولة العالمية عقب فوزها بالمباراة النهائية على منتخب تشيكوسلوفاكيا بنتيجة ثلاثة أهداف لواحد.

وفي خضم هذه النسخة السابعة، شهدت بطولة كأس العالم لكرة القدم أعنف مباراة بتاريخها حيث اضطر رجال الأمن للتدخل 4 مرات للسيطرة على الوضع ووقف حالة التشنج بين لاعبي منتخبي إيطاليا والتشيلي.
تزايد العداوة
فخلال تلك الفترة، تزايدت العداوة بين منتخبي إيطاليا والتشيلي عقب ظهور مقالات للصحافيين الإيطاليين أنطونيو غيريلي (Antonio Ghirelli) وكورادو بيزينالي (Corrado Pizzinelli) بالصحف الإيطالية حول الوضع بالتشيلي. وحسب هذه المقالات التي وصفت بـ”المهينة”، شبّه الصحافيان الإيطاليان عاصمة التشيلي سانتياغو بمصب القمامة وتحدثا عن غياب شبكة الهاتف وافتقار المدينة لعدد كاف من سيارات الأجرة.

من ناحية أخرى، وصفا سكان التشيلي بـ”البؤساء” وتحدثوا عن مستوى فقر مرتفع تزامناً مع معاناة أغلب الناس من سوء التغذية والجوع. وفي الآن ذاته، تحدثت هذه المقالات الصحافية عن ارتفاع كبير في نسبة الجريمة والإدمان على الكحول بالتشيلي.
وكرد على ذلك، اتجهت الصحف التشيلية لوصف إيطاليا بـ”الدولة الفاشية وببلاد المافيا والإجرام والمخدرات”.

من جهة ثانية، شهدت التشيلي عام 1960 زلزالاً مدمراً قبيل عامين فقط من إعطاء إشارة انطلاق المونديال. وبسبب ذلك، تعطلت أشغال تهيئة الملاعب والبنية التحتية لوهلة. وأمام هذا الوضع، وصفت بعض الصحف الإيطالية قرار منح التشيلي شرف تنظيم مونديال 1962 بـ”الغبي والمتهور”. ومع انتشار هذه المقالات الإيطالية، تزايدت العداوة والكراهية بين التشيليين والإيطاليين.

شجار وبصق
وخلال مونديال 1962، وضعت القرعة التشيلي وإيطاليا بمجموعة واحدة مع كل من سويسرا وألمانيا الغربية. ويوم 2 يونيو 1962، التقى منتخبا التشيلي وإيطاليا بمباراة على ملعب إستاديو ناسيونال (Estadio Nacional) أدارها الحكم الإنجليزي كين أستون (Ken Aston) بفترة سبقت ظهور نظام البطاقات الصفراء والحمراء.

وبعد مضي 12 ثانية فقط عن بداية المقابلة، صفر الحكم أول مخالفة. وفي حدود الدقيقة الثامنة، طرد متوسط الميدان الإيطالي جورجيو فيريني (Giorgio Ferrini) عقب ركله للاعب التشيلي هونورينو لاندا (Honorino Landa).

غير أنه بسبب رفضه مغادرة الميدان، تدخل رجال الشرطة واقتادوا فيريني خارج الملعب. من جهة ثانية، لم يقم الحكم بأي رد فعل بعد دقائق عقب قيام لاعب التشيلي ليونيل سانشيز (Leonel Sánchez) بتوجيه لكمة للإيطالي ماريو دافيد (Mario David).

لاحقاً، رد الإيطالي ماريو دافيد الصاع صاعين لسانشيز عندما وجه له ركلة مقصية على مستوى الوجه طرد على إثرها مباشرة من الميدان. وفي خضم الأحداث التالية، حطّم سانشيز أنف المهاجم الإيطالي همبرتو ماكيو (Humberto Maschio) بلكمة.
إلا أن رفض الحكم طرد سانشيز من الملعب. وببقية المقابلة التي تدخل بها رجال الأمن 4 مرات، تجددت الاشتباكات بين لاعبي التشيلي وإيطاليا الذين اتجهوا للبصق على بعضهم البعض طيلة المباراة التي انتهت بانتصار التشيلي بهدفين لصفر.

وفي الأيام التالية، وصفت الصحف العالمية المباراة التشيلي وإيطاليا بأقبح مباراة في تاريخ كأس العالم. كما صنفت كأعنف مقابلة بتاريخ المونديال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى