مقالات

الركود الاقتصادي.. موجة أم مد؟

عصام قضماني
أفضل التوقعات تقول إن ركود الاقتصاد العالمي الذي بدأ فعلا من أوروبا وبريطانيا تحديدا سيمتد لعامين لكن في الواقع أن الركود الذي بدأ اثر الأزمة المالية العالمية عامي ٢٠٠٧ و٢٠٠٨ لم يكد ينتهي.

ما زال التضخم في الأردن تحت السيطرة وهو في النصف الأول من العام الحالي 2022، عند 3.34٪، وبلغ 105.41 مقابل 102.00 للفترة نفسها من العام الماضي ومن المتوقع أن يبلغ نحو 5.2٪، علما بأن الحدود المقبولة للتضخم بالنسبة لاقتصاد صغير مثل الاقتصاد الأردني هي ٥٪.

في المقابل رفع صندوق النقد الدولي توقعات نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي نحو 2.7% في عام 2022، صعوداً من 2.4% كانت متوقعة لنفس العام أثناء المراجعة الرابعة، وهذا يعود لزيادة أعداد السياح الذي فاجأ الصندوق نفسه والآثار الإقليمية الإيجابية للأوضاع في دول مجلس التعاون الخليجي ومن المتوقع أن يصل النمو إلى 3% على المدى المتوسط.

هذه أخبار جيدة للاقتصاد الأردني في ظل ركود عالمي قادم غير أن هناك مخاطر معاكسة تتعلق بتباطؤ الاقتصاد العالمي فالبطالة ما تزال عند مستوى مرتفع وصل 22.6%، ولا سيما بين الشباب.

ارتفاع معدل التضخم نتيجة طبيعية لانعكاس الارتفاع في أسعار المحروقات والغذاء العالمية على أسعار السلع المحلية، مع أن الحكومة امتصت هذا الاثر حتى الآن بتثبيت الضرائب وبناء مخزون قوي من السلع الاساسية اهمها القمح لتثبيت الأسعار..

كنا نقول دائما إن العلاج هو في انتعاش السياحة وفي الصادرات، التي ارتفعت بالرغم من ارتفاع عجز الحساب الجاري ليصل إلى 7.8% من إجمالي الناتج المحلي.

الركود التضخمي الذي نحن بصدده هو من أخطر أنواع التضخم، لأن التضخم الناشئ عن زيادة الطلب يمكن ضبطه بتقنين السيولة أما والحالة هذه فمواجهة التضخم يتم برفع أسعار الفائدة.

عندما دخل العالم في موجة ركود عقب الأزمة المالية العالمية كان الحل في تخفيض اسعار الفائدة وفي التيسير الكمي أي ضخ سيولة كبيرة في الأسواق أما والحالة هذه فاتجهت البنوك المركزية إلى رفع اسعار الفائدة.

كيف يمكن مواجهة الركود باسعار فائدة مرتفعة؟.. وكيف يمكن مواجهة التضخم باسعار فائدة منخفضة؟.. لا شك أن العالم والأردن في مواجهة معادلة صعبة، وهي آمال تحقيق النمو ومعضلة التضخم الركودي!

الأردن ليس بعيداً عما يحدث في العالم، وليس من المتوقع أن يتجاوز النمو 3% في السنة المقبلة. نسب النمو العالية أصبحت من التاريخ.

زيادة الإنفاق العام وتحمل العجز الواسع هي عناوين المرحلة القادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى