اقتصاد

الأردن يهدر 935 ألف طن من المواد الغذائية سنويا

أخبار حياة – قال ممثل منظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة في الاردن «الفاو» الدكتور نبيل عساف ان الأمن الغذائي في الاردن يحظى باهتمام جلالة الملك عبد الله الثاني، لبناء مخزون غذائي آمن على المستويين المحلي والعالمي وفق اطر تنظيمية وسياسات قوية، كما يحظى بالأولوية على مستوى السياسات والاجراءات الحكومية من خلال اطلاق استراتيجيات وخطط وطنية لمعالجة القضايا المتصلة بالزراعة والامن الغذائي وتغير المناخ.

حديث الدكتور عساف جاء ضمن فعاليات مؤتمر الكرك الزراعي الخامس الذي عقد مؤخرا برعاية وزير الزراعة، حيث اضاف ان الاردن اطلق في العام 2021 الاستراتيجية الوطنية للامن الغذائي (2021-2030)،كما تم اطلاق الخطة الزراعية المستدامة (2022-2025) لتحسين الظروف المعاشية للمزارعين وزيادة انتاجية القطاع الزراعي وتحسين كفاءة استخدام مياة الري، فيما ركزت خطة التمكين الاقتصادي على ضرورة الاستثمار في الحلول المبتكرة لتعزز ممارسات الزراعة المستدامة في جميع انحاء الاردن لتوفير اغذية طازجة وعالية الجودة وفي الوقت نفسة حماية المصادر المائية التي يستهلك منها حاليا حوالى (50) بالمئة في قطاع الزراعة.

واوضح عساف ان قطاع الاغذية في الاردن يدعم سبل العيش لحوالي ربع السكان وهناك حاجة ملحة لدعم استدامة الامن الغذائي، مشيرا إلى ان (14) بالمئة من الاغذية المنتجة في الاردن تفقد او تهدر في مرحلة ما بعد الحصاد قبل ان تصل إلى مرحلة البيع بالتجزئة، فيما يتم هدر ما مجموعة (935) الف طن سنويا من المواد الغذائية في الاردن، مع العلم ان معدل الفاقد في الانتاج الزراعي يمكن ان يصل إلى (41)% في بعض المنتجات كما في محصول البندورة و(34)% في منتجات الحبوب كالقمح.

واشار الى ان الاردن دولة ذات دخل متوسط مع اجمالي عدد سكان يزيد عن (11) مليون نسمة ويعيش (9)% منهم في المناطق الريفية وحوالي (12)% منهم من اللاجئين السوريين حيث يستضيف الاردن (1،3) مليون لاجئ سوري يعيش (80)% منهم داخل المجتمعات المضيفة و(20) % المتبقية في المخيمات مع ما يترتب على ذلك من ضغوط على تقديم الخدمات المحلية والموارد الطبيعية وسوق العمل المحلي.

واكد عساف ان جائحة كورونا التي استمرت لثلاث سنوات والتباطؤ الاقتصادي والنزاعات والحروب وانقطاع سلاسل الامدادت الدولية وارتفاع اسعار المواد الغذائية اضافة الى ازمة المناخ مثلت على مدى السنوات الماضية تحديات معقدة اظهرت مدى الترابط بين اقتصادنا وحياتنا، مبينا ان ارتفاع اسعار الاغذية اثر على كافة المجتمعات غير انه كان اشد وطأة على الاقل حظا وعلى البلدان التي تشهد بالفعل ازمة غذائية حيث لا يزال (3،1) مليار شخص حول العالم غير قادرين على تحمل كلفة نمط غذائي صحي، مما يعني تواصل ارتفاع معدلات الجوع التي اثرت على (828) مليون شخص في العام 2021 وبزيادة قدرها (64) مليون شخص منذ العام 2020 و(150) مليونا في العام 2019.

واشار عساف الى ان انظمة الاغذية في منطقة الشرق الادنى وشمال افريقيا بما في ذلك الاردن معرضة بشكل خاص لتأثيرات مرحلة التعافي بعد جائحة كورونا على الامن الغذائي والاستجابة للنقص العالمي والأزمات التي تواجه استدامة توافر الاغذية الناتج عن ازمة البحر الاسود والتغيرات المناخية حيث ان محدودية الموارد الطبيعية المترافقه مع النمو السكاني المتزايد يدفعنا للعمل على إدارة هذه الموارد واستغلالها بالطريقة الامثل من اجل استدامتها مع العمل على زيادة المرونة في مواجهة تغير المناخ مع العمل على تحويل الانظمه الغذائية لتصبح اكثر كفاءة وشمولا وقدرة على الصمود والاستدامة.

وبخصوص محافظة الكرك، أشار عساف إلى ان المنظمة دعمت في العام الماضي (78) مزارعا في محافظة الكرك بينهم (29) سيدة حيث قدمت المنظمة دعما ماليا مقدارة (4) الاف دولار لانشاء مشاريع زراعية جديدة او دعم مشاريع قائمة لزيادة الانتاج والدخل وتحقيق الامن الغذائي وتوفير فرص عمل، وتنوعت المشاريع المدعومة ما بين الزراعات الشجرية والخضرية سواء داخل البيوت المحمية او في الحقول المفتوحة، كما دعمت الانشطة الزراعية الذكية مناخيا كمشاريع الحصاد المائي وتجميع مياه الامطار وزراعة الاعلاف غير التقليديه بالاضافة الى مشاريع الانتاج الحيواني والثروة السمكية، كما تبنت المنظمة بعض المشاريع المنزلية الانتاجية في مجالات التصنيع الغذائي هذا بالاضافة إلى مواصلة العمل بتنفيذ المدارس الحقلية للمزارعين لاكسابهم الخبرات العملية والممارسات الزراعية وفق التقنيات التكنولوجية الحديثة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى