مقالات

استقلال.. ولكن..

ربما من الأمور القليلة التي يتفق عليها جميع مكونات الشعب، هو الاحتفال بذكرى الاستقلال، رغم ما قد يعتري أطيافه وشرائحه من اختلافات وخلافات.

وكم هو رائع ومبهج أن نحتفل باستقلالنا، وأن نكرّم من بنوا هذا الاستقلال على أكتافهم وبنضالاتهم وتضحياتهم.

غير أن ما هو أهم من الاحتفال بذكرى الاستقلال، أن نحافظ عليه، ونحميه، ونعززه، ونمتِّنه، ونعظِّم الشعور الجمعي بقيمته وضرورته.

وهذا يتطلب الكثير الكثير من الجهد الصادق والواعي الذي يراكم الإنجازات، بما يجعل تاريخ إعلان الاستقلال نقطة بداية وانطلاقة جديدة، بدل التجمد والتكلس والتراجع عمّا أنجز.

والاستقلال، في أحد معانيه؛ هو “الانعتاق” من التبعية للأجنبي والارتهان لإرادته، وتحقيق السيادة الكاملة على أراضي الدولة وقرارها السياسي، وتعزيز الحريات العامة وحمايتها، وبناء دولة القانون القائمة على العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات بين مختلف مواطني الدولة، وتمكينهم من ممارسة حقوقهم، كاملة.. على قاعدة المواطنة ولا شيء آخر.

فإلى أي درجة تحقَّـقَ أي من هذه المتطلبات؟ وأين نحن الآن من بلوغ الاستقلال الناجز؟ والأهم من ذلك، إلى أين وصلنا في تنفيذ متطلبات ما بعد الاستقلال؟ وما المكتسبات التي جنيناها من نيل الاستقلال؟ مِن مثل الاستقلال الاقتصادي والثقافي والديمقراطية والحرية والرفاه والازدهار والتنمية والبناء..؟  

عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، كان حال الأردن أفضل بكثير من أحوال ألمانيا وإيطاليا واليابان، التي دمرتها الحرب، بل وأفضل من أحوال معظم الدول المنتصرة، بما فيها بريطانيا العظمى التي كانت تستعمرنا.

فأين نحن الآن من هذه الدول جميعا؟ بل أين نحن من سائر دول العالم الثالث التي كانت تناضل مثلنا لتحقيق الاستقلال والانعتاق؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى