مقالات

هيّا نطبخ

إبراهيم عبدالمجيد القيسي

ما زال ضميري خاضعا لاحتلال البساطة، ويمكن أن «أحلم»، فأنشغل منذ الصباح بمحاولة فهم الرسالة التي ارسلها عقلي الباطني فهو دولتي العميقة، ترسل رسائل لعقلي المشغول بالخبز.. وأمس، منذ الصباح، شاهدت ثواني من فيديو مجزوء من نشرة أخبار، قالت المذيعة ان رئيس الوزراء العراقي (بعده موافق) على توريد النفط لنا بسعر 16 للبرميل، ولست متأكدا إن كان 16 دولارا أم دينارا أردنيا أم دينارا عراقيا..

لم افكر كثيرا في تفسير حلم رأيته الليلة السابقة، رغم أنني قررت أن أفسح له وقتا من يومي، لألتقط الرسالة، أنا في الأحلام ما زلت رجعيا، وأفكر على طريقة قارئات الفناجين، وأقول لنفسي: يوجد أمامك منعطف، وتلك أفعى، وذاك كرش منتفخ.

 لن أجد وقتا لتفسير الحلم، ولا لفهم معادلتنا في تسعير مشتقات النفط، ولن أحاول أن ألجا لثقافة (الديليفري)، لشراء صحن حمص بالزيت.

هيا بنا نتابع حلقة تلفزيونية من برامج الطبخ، ونكتب المقادير وعدد المشاوير، التي تلزمنا لتحضير صحن حمص منزليا، ولنصبّ عليه قليلا من النفط بدل زيت الزيتون..

ما رأيكم نخليه صحن عدس؟! نخرج حباته من حوصلة حمامة برّيّة، التقطته من مخزون (مونة) النمل، حين نشره النمل ليشمسه خشية أن ينبت في قريتها العميقة، فيدمرها تدميرا..

 كل النمل يشمّس مخزونه الاستراتيجي من الطعام، خشية أن ينمو في زمن رطب، فكله حبوب سقطت من بين يدي الحصّاد، و(سحبه) النمل في الليل المقمر، وأودعه في مخازن (غويطة) في قرية النمل تحت الأرض..

 زودوني بملح، وبعض الأخبار عن الاتفاقيات، وعن البترول، وحمامة بريّة غدرت بها العاصفة فسقطت في يد طفل شقيّ، وحوّلوا الشاشة الى برنامج طبخ.. وبعدها سأعد لكم وجبتكم، ممزوجة بالنفط.

 هيّا نطبخ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى