مقالات

الحكومة تلومنا ونحن نلومها

ماهر أبو طير

نحن في حالة اضطراب، وهي حالة يتشارك بها الكل، لأن لا احد يحسم القرارات، ولان لا احد يتعاون من جهة ثانية، والخلاصة اننا نعبر فترة اضطراب صعبة.

من بين عشرة ملايين شخص في الأردن، مواطنين وغير مواطنين، حصل على مطعوم كورونا، عشرات الآلاف فقط، وهذا يعني ان الغالبية ترفض الحصول على اللقاح، ولم يتقدم بطلب التسجيل الا ربع مليون شخص، وربما اقل، وهذا يعني ان الوباء باق بيننا.

في الوقت ذاته تتناقض التلميحات، حول القطاعات المختلفة، بين من يريد فتح الجامعات، او مواصلة اغلاقها والتعلم عن بعد، او المزج بين النمطين، وآخرون يحتجون على فتح المدارس، ومثلهم يريدون اغلاق المدارس.

 مركز القرار الحكومي، تارة يقف هنا، وتارة هناك، وهو محتار ما بين الصحي، وضرورة عودة الحياة الى طبيعتها، وهو أيضا بلا شك متضرر من هذا التشويش.

 عشرات القطاعات مغلقة، فإذا تم فتح احدها، لم يتعاون، ولم يلتزم، كما يتوجب، وكأنه يريد اغلاق القطاع مجددا، واذا فتحت قطاعا، احتج آخر ما يزال مغلقا، ووسط هذا الكلام، مخاوف من عودة حظر الجمعة، او تغيير ساعات الحظر، بعد ان ارتفع عدد الحالات، وكذلك وسط المنطقة العربية، التي عاد فيها عدد الحالات للزيادة مجددا، بعد ان تسلل الفيروس المتحور أيضا الى المنطقة، وهكذا لا يعرف احد الى اين تتجه البوصلة.

 حالة الاضطراب، هذه باتت سمة الكل، الحكومة، والناس، والازمة الأكبر تكمن في تحميل المسؤوليات، وتبادل الاتهامات، فالحكومة تقول ان الناس هم السبب في حالات كثيرة، والناس يقولون ان الحكومة وتغير القرارات، وعدم اليقين هو السبب، فيما الكلفة على الصعيد الاجتماعي والصحي والاقتصادي تتعاظم يوما بعد يوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى