فلسطين

“الجنائية الدولية” تبدأ التحقيق بجرائم الاحتلال

أخبار حياة – من المرتقب أن يقوم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، “كريم خان”، بزيارة فلسطين المحتلة للتحقيق في جرائم الاحتلال الإسرائيلي المُرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، وسط جهود الاحتلال الحثيثة لعرقلتها، سعياً منه لإخفاء وجهه القبيح أمام الرأي العام العالمي والتنصل من عقاب المساءلة والمحاكمة.

حكومة الاحتلال، على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته “يائير لبيد”، أكدت أمس موقفها المناهض للسماح بالتحقيق مع جنود جيش الاحتلال من قبل المحكمة الجنائية الدولية، بما يكشف رفضها الدائم للخضوع لأي شكل من أشكال المساءلة الدولية.

وليس مستبعداً أن تلجأ سلطات الاحتلال إلى قرار عدم السماح للفريق الدولي بدخول الضفة الغربية، بما يجعل احتمال وصوله إلى رام الله ضئيلاً للغاية، أو أن ترفض التعاون معه، وذلك عند فشل مساعيها الحالية لإحباط الزيارة الأممية المهمة والمنتظرة لفلسطين المحتلة.

وقد لا يختلف موقف الاحتلال من زيارة “الجنائية الدولية” كثيراً عن رده المُتذرع بأنه ليس عضواً فيها، وذلك عند رفضه سابقاً التعاون في ملف العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة، عام 2014، والذي انتهى المدعي العام منه مؤخراً، بانتظار اتخاذ قرار فيه وفتح تحقيق بشأنه، إلى جانب عمليات جيش الاحتلال في الضفة الغربية خلال السنوات الأخيرة.

جاء ذلك على وقع فشل جديد مُنيت به قوات الاحتلال، أمس، في البلدة القديمة بمدينة نابلس، أمام إحباط الشبان الفلسطينيين لمخطط اعتقال أحد مقاومي مجموعة “عرين الأسود” الفلسطينية، إثر اقتحام واسع نفذته، ولكنها سرعان ما انسحبت من المنطقة عقب حملة اعتقالات كثيفة طالت عدداً من الفلسطينيين.

وفي وقت سابق؛ اقتحمت عشرات الآليات العسكرية الإسرائيلية، مصحوبة بمجموعات القناصة، والوحدات الخاصة، مدينة نابلس، وحاصرت أحد المنازل، وقصفته بعدة قذائف، لكنها فشلت في اعتقال أحد مقاومي مجموعة “عرين الأسود”، حسب ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلي.

واندلعت المواجهات العنيفة عقب تصدي الشبان الفلسطينيين لقوات الاحتلال، في نابلس، وإطلاق الرصاص والعبوات الناسفة باتجاههم، عند أكثر من محور بالبلدة القديمة، مما أدى لوقوع إصابات في صفوف الفلسطينيين.

ودعت مجموعة “عرين الأسود”، في بيان أصدرته أمس، إلى “رفع حالة الاستنفار والجهوزية الكاملة بين صفوف المناضلين في نابلس ورام الله والخليل وجنين، للتصدي لعدوان قوات الاحتلال”، لافتة إلى أنها أفشلت، إلى جانب مجموعات المقاومة، مخطط الاحتلال في البلدة القديمة بنابلس.

في حين أعرب جيش الاحتلال عن قلقه من أجواء التوتر والاحتقان التي تسود محافظة الخليل، بالضفة الغربية، وفق صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية، التي أشارت إلى زيادة عدد الهجمات الفلسطينية، في ظل مساعي “المخابرات الإسرائيلية” لإحباطها مع غيرها من مدن الضفة الغربية.

وبينت الصحيفة الإسرائيلية، أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تسعى لعدم خروج الأوضاع عن السيطرة، لأسباب تتعلق بالوضع الاقتصادي للمدينة والعواقب المحتملة لأي هجمات أخطر، ولكن ذلك لا يضمن إمكانية محاولة الحفاظ على الهدوء بسبب اعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين.

من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن “دولة فلسطين عضو في المحكمة الجنائية الدولية، ومن حق أي فلسطيني الذهاب إليها لمحاكمة الاحتلال على جرائمه المخالفة للقانون الدولي”.

وأضاف، أبو ردينة، “نحن ملتزمون بالقانون الدولي، ولن يتم السماح للاحتلال الإسرائيلي بالإفلات من العقاب على جرائمه المستمرة ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته الإسلامية والمسيحية.”

وأكد، أن على “الاحتلال الإسرائيلي الالتزام بالقانون الدولي وانهاء احتلال الأراضي الفلسطينية ووقف العدوان على أبناء الشعب الفلسطيني، وإلا فإنه سيواجه العقوبات التي يفرضها القانون الدولي على مواصلة احتلاله والاستمرار في جرائمه بحق أبناء الشعب الفلسطيني.”

ودعا “العالم إلى محاسبة سلطات الاحتلال على احتلالها وجرائمها المستمرة، وأن لا تبقى تعتبر نفسها فوق القانون، وذلك إذا أراد تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة”.

وكان “لبيد”، أكد أن حكومته لن تسمح بالتحقيق مع جنود الاحتلال من قبل المحكمة الجنائية الدولية، وذلك في أول رد إسرائيلي رسمي على إعلان شبكة الجزيرة الإعلامية، رفع قضية لدى المحكمة الجنائية الدولية بشأن اغتيال جيش الاحتلال مراسلتها الشهيدة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، في شهر أيار (مايو) الماضي.

وفي وقت سابق من أول من أمس، أعلنت “شبكة الجزيرة”، في بيان، أن “ادعاء السلطات الإسرائيلية بأن الشهيدة أبو عاقلة قُتلت خطأً خلال تبادل لإطلاق النار لا أساس له”.

وكانت تحقيقات مؤسسات إعلامية وحقوقية فلسطينية وإسرائيلية ودولية قد خلصت إلى أن الشهيدة أبو عاقلة أصيبت برصاص الجيش الإسرائيلي خلال تغطيتها اقتحامه مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية.

في حين نشر جيش الاحتلال، في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، نتائج ما سماه “تحقيقاً متعمقاً” أجراه في الحادث، كشف أن هناك “احتمالا كبيراً أن تكون أبو عاقلة قد أصيبت بنيران الجيش الإسرائيلي خلال تبادل لإطلاق النار مع من تم تحديدهم على أنهم مسلحون فلسطينيون”، وفق مزاعمه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى