مقالات

الضّحكة الأولى

رمزي الغزي

قد يكون أن شباطاً شهر مزاجي مفرط في
تلاعبه، كطفل نغنغهُ الدلالُ وأترعه. قد يكون أنه شهر متقلب لا قرار ليومه: فساعة
يخبئ شمسه في قطن الغيمات المكتنزات العابرات لزرقة السماء، وتارة يعلنها قرصاً
شهياً لذة للهاربين من رطوبة البيوت وسجنها البارد
.
وقد يكون أن شباطاً شهر لا تؤمن ثلجاته أو
مواعيد زخاته وهطلاته، لكنه شهر أكبر من مجنون وأكثر من حنون، فحتى لو (شبط) أو
(لبط) ففيه توشحنا رائحة الربيع، وأولى ضحكاته: الدحنون
.
فيا أيها المحبون للأرض والحياة. أيها
العاشقون لشهقة الربيع الأولى، هذا دحنونكم الجريء، الأجرأ من قلوب العاشقين يبزغ
من جديد، في رحلة ستكون قصيرة مخطوفة، كقبلة عند عتبة باب موارب. ولذلك يسمى زهرة
الريح؛ لأنه ما يلبث أن يرحل بعيداً كالذكريات
.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى